الوهادنة: العناية الحثيثة لمرضى كورونا تحتاج إلى تغيير جذري
قال مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية العميد الطبيب عادل الوهادنة، إن هناك زيادة في عدد الحالات وصلت إلى 100.67% من 15850 إلى 31805 وتكون نسبة الإصابات 8% من عدد الفحوصات ولكن نسبة العدوى في الأردن لم تزيد عن 9/1000"، مؤكداً أن الوفيات ارتفعت بنسبة 111.58% من 195 إلى 201 ولكن معدل الوفيات إلى المصابين مازال 6/10000 مصاب ولكن معدل الوفيات بنسبة للأردن لم يزيد عن 8 لكل مليون نسمة.
وأضاف الوهادنة أن هناك زياد في عدد الفحوصات بنسبة 30% وهي نسبة دون المطلوب حسب منظمة الصحة العالمية، ولكن نسبة تعتبر معقولة قياسا لما يتم بالمحيط، وهناك زيادة ملحوظة في المرقدين بالمستشفى وصلت إلى 68.13% من 678 إلى 1144 علماً أنه يصاحبها نسبة خروج مرتفعة وصلت إلى 71%، ومن الواضح أن زيادة عدد المرقدين تكون أكثر في نهاية الأسبوع، كما ارتفعت النسبة الإيجابية للفحوصات مما يدلل على عدم شمول أكبر عدد ممكن من المخالطين وليس بالضرورة زيادة الانتشار.
وأكد مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية أن الأردن ما يزال يعتبر بشكل عام من الدول التي يتواجد فيها نسبة عدوى عالية وصلت إلى زيادة بنسبة %100.9 من 148013 إلى 297655 (99.218 /100000) وهو يفوق الحد الآمن بعشرات المرات ولكن يبدو أن معظمها صامته أو إصابات خفيفة ومع ارتفاع نسبة الشفاء بشكل ملحوظ وصلت إلى %95 لكل عشرة الالاف مواطن، إضافة إلى أن الحالات النشطة ترتفع باضطراد وصلت إلى 109.05 % من23139 إلى 59010 بعد طرح المرقدين والوفيات ما يعني تواجدهم في المنزل أو اماكن أخرى وهم سيكونون في المستقبل البؤرة النشطة، وفي حال عدم متابعتهم مما يصعب من الخروج من الوباء وخصوصاً إذا كانوا غير مطعمين أو مطعمين بنسبة قليلة.
وبين الوهادنة أنه بالنظر بشكل متسرع للأرقام التي تخص الفئة العمرية بين ٦ -١٧ عاماً والمفروض تواجدهم في المدارس قد يثير نوعاً من الذعر، ولكن بالتدقيق وحسب نسبة الإصابات إلى عدد الفحوصات التي اجريت لهذه الفئة، وليس لمجموع الإصابات لهذا اليوم أو هذا الأسبوع لاختلاف توصيف كل فئة عمرية نجد بأن الزيادة وصلت إلى 2.61 حيث كانت 1.79 بالمئة قبل أربعة أسابيع ومن 5539 إلى 10480 ولكنها مازالت لا تتعدى الـ 4 لكل عشرة الألاف طالب، مشيراً إلى أن هناك ملاحظات كثيرة عن إدارة هذا الملف في الميدان من الممكن إذا تم معالجتها أن تقلل أكثر من هذه النسبة وأهمها هو عدم الثقة بين المسؤول بالميدان والمدرس والطالب، فالكثير يتحدث بأن هذا المسؤول يشترط الانتظار حتى ظهور نتيجة الفحص بوجود الأعراض لمغادرة المدرسة مما كان سبباً غير مبرر لانتشار العدوى.
وأوضح مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية عند دراسة وضع المطاعيم فان الأمر فيه الكثير من التناقضات ففي اللحظة التي كانت فيها الزيادة في مجموع الجرعات والمسجلين متواضعة بين 7.55 و4.25، نجد زيادة متدنية ولكنها مقبولة في الجرعة الأولى والجرعة الثانية 12.94 و 13 بالمئة، ولكن الأهم أن نسبة الزيادة فيمن تلقى الجرعة الثانية في الفئة المستهدفة هي فقط 4 بالمئة على مدى أربعة أسابيع، فهي الآن 57.9 بالمئة حيث كانت 53 بالمئة مما يجعل الوصول الى النسبة الآمنة وهي 75 بالمئة يحتاج الى فترة طويلة، مبيناً أن الاجراءات الجديدة قد تساهم بتسريع ذلك لتلافي الزيادة في الفئة المستهدفة سواء لمن يحتاج الجرعة المعززة أو من وافق ممن هو في الفئة العمرية 12 إلى 17 على التطعيم.
وأشار الوهادنة إلى أنه عند دراسة نسب الأشغال نلاحظ زيادة واضحة في إقليم الشمال قد تعود لتدني نسبة المطعوم المكتمل أو زيادة في الحالات النشطة غير المسيطر عليها، ولكن اشتراك إربد والرمثا يثير سؤال على مدى تطبيق الموظفين لإجراءات السلامة العامة وهل يتم فحصهم عشوائياً وهل نسبة التطعيم لديهم آمنة.
وشدد مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية أن العناية الطبية داخل أقسام العناية الحثيثة تحتاج إلى تغيير جذرياً، بحيث تقوم وزارة الصحة والقطاعات الأخرى بتشكيل فريق استشاري على مستوى المملكة يقوم المشرف على المريض بعرض سيرته على اللجنة وإرسال لوحة الإشارات الحيوية كل أربع ساعات للمتابعة، حتى يكون هناك توحيداً للإجراءات وأن يكون التدخل في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب وهذا متبع عالمياً وكان له أثر كبير لتقليل الوفيات في أقسام العناية في كثير من الدول، إضافة إلى أن تقوم وزارة الصحة بتوفير العلاجات المناعية غير المتوفرة والتي يتم توفيرها من قبل الأهل في الوقت التي لا يعود لها أثر ولو أعطيت مبكراً.
وختم الوهادنة، أما بالنسبة لمعدل الانتشار R فهو في ارتفاع مما يدل على أن الاجراءات لم تؤتي ثمارها ولكن ليس بالضرورة لضعف بها بل قد يعود لضعف في التطبيق الفعلي أو المتابعة المؤثرة، مبيناً أن مقياس شدة الوباء الذي تم تصميمه من قبل القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، فيشير بوضوح أن الوضع الوبائي في الأردن في المستوى الأعلى من الشدة ماعدا اقليم الجنوب مما يتطلب مراقبة أكثر جدية وتطعيم يقترب أكثر إلى الزامية لكبار السن وذوي الاختطار العالي والعمل بشكل علمي مقنع لفعاليته ومأمونيته للفئات الأصغر عمراً.