الطاقة: استراتيجية وطنية لتطوير وإنتاج الهيدروجين الأخضر من الشمس والرياح
قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة اليوم الاثنين ان الوزارة باشرت باعداد استراتيجية واضحة تمكن الاردن فنياً وتشريعياً من تطوير وانتاج الهيدروجين الأخضر من طاقتي الشمس والرياح.
جاء ذلك في كلمة للدكتور الخرابشة القتها بالإنابة عنه أمين عام الوزارة المهندسة اماني العزام في افتتاح ورشة العمل العلمية حول الهيدروجين الأخضر التي نظمتها (الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا) بالتعاون مع مينا فيولس.
وقال اننا في الاردن نتمتع بموارد وفيرة من الطاقة المتجددة لوقوعنا على الحزام الشمسي وارتفاع عدد الايام المشمسة وتوفر سرعة رياح كافية لانتاج الكهرباء في العديد من المواقع، ومساحات شاسعة من الاراضي التي من الممكن استغلالها ، وخبرات وكفاءات كبيرة مكنتنا من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في خليط الطاقة الكلي وتوليد الكهرباء.
واكد الوزير الخرابشة ان هذه العوامل مجتمعة كفيلة بأن تجعل من الأردن مركزاً هاماً لأنتاج وتصدير الهيدروجين، وتماشياً مع الرؤيا الملكية والجهود المبذولة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر والاعتماد على الطاقة النظيفة، بما يحقق التنمية الاقتصادية في إطار الحفاظ على البيئة والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للتغير المناخي.
وبين الوزير الخرابشة ان الوزارة وقعت أخيرا اتفاقية مع احدى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال لتمكينها من تطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مما يوفر فرصة للمملكة لتصبح رائدة في قطاع الطاقة الخضراء من خلال إنشاء وتصدير الهيدروجين الأخضر.
من جانبها قالت مديرة مكتب الوكالة الألمانية للتعاون الدولي اليزابيث غيربخ، ان الشراكة مع الأردن تمتد لسنوات طويلة في العديد من المجالات خاصة في مجال الطاقة لافتة الى ان الاحتياجات المتزايدة للاردن في مجال الطاقة والمياه تدفع للبحث عن بدائل لتخفيف تحديات الطاقة.
وأكدت ان الأردن مهيأ ليكون مركزا إقليميا لتعزيز استخدامات الطاقة المتجددة مؤكدة تطلع الوكالة الألمانية للمزيد من التعاون مع الأردن لتعزيز قدراته في مجال الهيدروجين الأخضر.
بدوره عرض مدير البحث في معهد فوبرتال للمناخ والبيئة بيتر فيبان، دور المعهد في مجال الأبحاث الخاصة بالطاقة وقضايا الاستدامة والتطوير والتحول للمشاريع الصديقة للبيئة لافتا الى ان المعهد يركز على البيئة وعلاقتها بالاقتصاد والمجتمع وتحليل ودعم الابتكارات التكنولوجية.
وقال عميد الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا الدكتور احمد السلايمة ان الأردن يعد من الأعلى انتاجا للطاقة المتجددة في المنطقة وسيكون له مستقبلا واعدا في هذا المجال. مشيرا الى ان الأردن من السباقين في إيجاد الحلول لمشاكل الطاقة على المستوى المحلي والإقليمي.
وتطرق الى الشراكة مع الأردنية –الألمانية في مجال الهيدروجين الأخضر لتعزيز مكانة الأردن في هذا المجال.
وتاتي الورشة في اطار مشروع البحث (وقود الشرق الأوسط - خرائط طريق لتوليد الوقود الاصطناعي المستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ) بدعم من الوزارة الألمانية الاتحادية للشؤون الاقتصادية والطاقة وتنفيذ معهد فوبرتال للمناخ والبيئة والطاقة، المركز الألماني للفضاء (DLR) و (IZES)، وبالتعاون مع شراكة الطاقة الأردنية الألمانية، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي.
ويهدف المشروع الى إجراء تحليلات حول العلاقات التجارية الجديدة التي يمكن أن تظهر بين منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وألمانيا (والاتحاد الأوروبي) فيما يتعلق بالوقود الاصطناعي ومشتقاته، وكجزء من هذا المشروع ، تقوم دراسة محلية بتحليل ظروف الإطار في الأردن. إذ ستعرض مؤسسة مصادر الطاقة المتجددة والاستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENARES) والأستاذ الدكتور أحمد السلايمة من الجامعة الأردنية وعميد الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا، نتائج ومخرجات التحليل المحلي لظروف البنية التحتية والإطار الصناعي في الأردن.
ويشارك في الورشة ممثلون عن عدد من الوزارات والمؤسسات والشركات والصناعة، إضافة الى نخبة من الأكاديميين بالجامعات ومراكز البحوث والدراسات والمجتمع المدني لاستكشاف ومناقشة الفرص ونقاط القوة المتعلقة بالهيدروجين الأخضر والوقود الاصطناعي في الأردن.