لا تعديل على البروتوكولات والمنظومة الصحية قادرة على مواجهة "أوميكرون"
هوا الأردن -
في وقت أكد فيه خبراء أوبئة ومناعة، قدرة المنظومة الصحية على مواجهة أي متحور جديد ومنها "أوميكرون”، أشار هؤلاء إلى أنه لا تغيير على البروتوكولات الصحية التي اعتمدتها اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة لنجاحها في التصدي للفيروس.
وقالوا إن التعليم سيبقى وجاهيا ولا تغيير على الإجراءات الحكومية في مواجهة الفيروس، معتبرين أن الخبرات السابقة تؤكد نجاح الجهاز الصحي في الحد من تفشي الفيروس، وأن انخفاض المؤشرات الوبائية دليل كبير على قدرة جهاز الرصد والتقصي على ضبط الحالات وتتبعها.
واعتبروا ان الالتزام بالبروتوكولات الصحية يمنع تأثير أي موجة، مشددين على أن أي موجة لأوميكرون لن تكون في شدة وشراسة الموجات التي مرت على المملكة.
وفي السياق، قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور بسام الحجاوي، أنه لا تغيير على البروتوكولات التي أقرتها اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة ووزارة الصحة في مواجهة الوباء، معتبرا ان البروتوكولات تم تحضيرها وقابلة للكشف المبكر عن المتحورات جميعها وأي إصابات محتملة او مشتبهة.
وأضاف الحجاوي في تصريحات لـ "الغد” أن الخبرات السابقة مع الفيروس ومتحوراته إذا ما انتشر في بلد، فإنه يتفشى ضاربا دول اوروبا والخليج مثالا، رغم النسبة العالية لأعداد الملقحين.
وبين ان الالتزام بالبروتوكولات من شأنه ان يمنع اي تفش في الفيروس، معتبرا أن التعليم سيبقى وجاهيا حتى الآن، ولا يوجد ما يثبت أن هناك تغييرا في الإجراءات فيما نشهد انخفاضا في جميع المؤشرات الوبائية الآن.
ولفت الحجاوي إلى أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة في الموجة الثالثة فاعلة، ولو حدثت أي موجة من المتحور أوميكرون فلن تكون لها أي تأثيرات، ولن تكون أشد أو أشرس من أي موجة سابقة، معتبرا ان المنظومة الصحية قادرة على مواجهتها.
وبين أن البروتوكول فعال وخاصة التقصي والمتابعة والمراقبة، بدليل وجود 7 إصابات فقط بالمتحور اوميكرون رغم مرور 26 يوما على دخولها، حيث يتم فحص جميع الداخلين عبر الحدود والمطارات.
وكان وزير الصحة فراس الهواري أشار الى أن أغلب الإصابات بالمتحور اوميكرون كانت عبر المطارات.
وتابع الحجاوي: "ليست هناك أي دولة محصنة من دخول الفيروسات، ولكن لو حدث التفشي سيكون في أدناه ولا يؤثر على النظام الصحي، ولن يكون هناك أي تغيير على الإجراءات”، معربا عن أمله أن يكون التفشي في حال حدوثه، في ادنى مستوياته بسبب جهاز الرصد القوي في الصحة.
من جهته، قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني لـ "الغد” إن الأسبوع الوبائي الخمسين الذي بدأ بتاريخ 11/ 12 / 2021، وانتهى بتاريخ 17 / 12 / 2021؛ أظهر أن المنحنى الوبائي في الأردن لأعداد الإصابات سجل 28121 حالة؛ والحالات الإيجابية حوالي 8 %؛ وعدد الحالات النشطة أكثر من 63 ألف حالة، مقارنة مع الأسبوع السابق رقم 49.
وأشار إلى انخفاض في أعداد الإصابات الاسبوعي وكذلك النسب الإيجابية للفحوصات المخبرية لفيروس كورونا المستجد وأعداد الاصابات النشطة؛ وبالتالي من الضروري متابعة الأسابيع الوبائية لفترة ثلاثة أسابيع قادمة، حتى نحكم على الوضع الوبائي في الأردن.
وتابع: "لكن الوضع الوبائي في الأردن أسوة بدول العالم يتطلب الحذر والتشدد في تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية، لضبط الوضع الوبائي وخصوصا في ظل انتشار فيروس كورونا المتحور الجديد (أوميكرون)؛ مثلما فعلت الدول الاوروبية مثل بريطانيا؛ وإيطاليا؛ وفرنسا؛ وهولندا؛ والتي فرضت إجراءات مشددة وقائيا تفاوتت من إلغاء حفلات رأس السنة والتجمعات، وتطبيق الإرشادات الصحية والوقائية الصادرة عن الجهات الرسمية ووصلت إلى مستوى الإغلاق التام لأسابيع.
وأشار الى أن المتحور الجديد يتميز بسرعة الانتشار المجتمعي، وانتقال العدوى بثلاثة أضعاف الفيروس المتحور السائد حاليا، وتضاعف أعداد الإصابات اليومية كل يومين إلى ثلاثة أيام؛ وهذا الارتفاع في أعداد الإصابات اليومية مقلق للغاية كون الارقام يمكن أن تحتوي على حالات حرجة تدخل المستشفى، وخاصة إلى أقسام العناية الحثيثة المركزية وأقسام التنفس الاصطناعي.
وأضاف: "من هنا، مطلوب من الأجهزة الرسمية متابعة ملف كورونا وتطبيق أمر الدفاع رقم 35 الذي ينص على عدم دخول الموظفين غير متلقي اللقاح إلى المؤسسات الحكومية والخاصة، ومنعهم من ممارسة أعمالهم حتى يتم تلقيحهم.
بدوره، حذر استشاري الطب الوقائي والوبائيات الدكتور منير ابو هلالة من ارتفاع معدلات الوفاة في الموجة الحالية، في ظل وجود 4 ملايين متلق للقاح.
واشار ابو هلالة في تصريحات صحفية، أنه يحق لأي دولة اتخاذ اجراءات صارمة بحق غير متلقي اللقاحات، لكن لا يحق لأي أـحد الحكم عليهم بالموت من خلال عدم توفير العلاجات التي تقلل نسب الوفيات الناتجة عن كورونا.
ولفت الى ان علاجات عديدة ظهرت في العالم لم تصل إلى الأردن حتى الان، بالرغم من وجود انواع مختلفة مضادة لكورونا حديثا، وللأسف لم يحجز الأردن كمياته منها بعد.
وفيما يتعلق بالمتحورة أوميكرون، اشار الى أن أكثر ما يثير الخوف هو سرعة انتشاره ومقاومته للمطاعيم، ولذلك يجب على الأردن حجز كمياته من هذه العلاجات، واتخاذ اجراءات لتشجيع المواطنين على تلقي الجرعة الثالثة من اللقاحات لوقاية انفسهم، إضافة إلى حجز لقاحات جديدة وفق التحديثات التي تقي من الاصابة بأوميكرون.
من جهته، أكد مستشار رئاسة الوزراء للشؤون الصحية مسؤول ملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي، أنه لا صحة لفرض إجراءات جديدة بالتزامن مع قرب احتفالات رأس السنة والأعياد المجيدة، سوى البروتوكولات المعلن عنها، والمتمثلة بأخذ الجرعتين وفحص PCR قبل 48 ساعة، دون النظر للعدد المسموح بتواجده اذا ما طبقت هذه الشروط.
واضاف أنه لا توجه أو دراسة حتى الآن لجعل الجرعة الثالثة إلزامية، لافتا الى ان كل الدراسات والمؤشرات تشير إلى أن الجرعة الثالثة المعززة هدفها تعزيز الحماية للأفراد بعد مرور 6 أشهر من تلقيهم الجرعة الثانية.
وكان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري قال بأن المتحور أوميكرون من الممكن أن يدخل البلاد بشدة تزامناً مع عودة الطلبة للفصل الدراسي الثاني.
وفي هذا السياق، اشار البلبيسي إلى أن فكرة إغلاق المدارس أو العودة للتعليم عن بعد غير واردة ومستبعدة.
إلى ذلك سجلت وزارة الصحة أمس 38 وفاة و3578 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المملكة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 12268 وفاة 1040243 إصابة، فيما بلغت نسبة الفحوصات الإيجابيّة 7.10 بالمائة، بحسب الموجز الإعلامي الصادر عن الوزارة.
وأشار الموجز إلى أن عدد الحالات النشطة حالياً وصل إلى 58476 حالة، بينما بلغ عدد الحالات التي أدخلت، أمس، إلى المستشفيات 146 حالة، وعدد الحالات التي غادرت المستشفيات 140 حالة، فيما بلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة التي تتلقى العلاج في المستشفيات 1253 حالة.
وأظهر الموجز أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الشمال بلغت 29 بالمائة، بينما بلغت نسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة 47 بالمائة، فيما بلغت نسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي في الإقليم ذاته 30 بالمائة.
وأضاف أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الوسط بلغت 32 بالمائة، في حين وصلت نسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة في الإقليم ذاته إلى 47 بالمائة، ونسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي إلى 24 بالمائة.
وفي إقليم الجنوب، بلغت نسبة إشغال أسرّة العزل 11 بالمائة، ونسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة 16 بالمائة، فيما بلغت نسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي في الإقليم ذاته 14 بالمائة.
وأشار الموجز إلى تسجيل 6392 حالة شفاء، ليصل العدد الإجمالي لحالات الشفاء المتوقعة بعد انتهاء فترة العزل (14 يوماً) إلى 969499 حالة.
كما أشار إلى إجراء 50362 فحصاً، ليبلغ العدد الإجمالي للفحوصات التي أجريت منذ بدء الوباء 13117168 فحصاً.
وأظهر الموجز أن عدد متلقي الجرعة الأولى من لقاح كورونا وصل إلى 4281627، فيما وصل عدد متلقي الجرعتين إلى 3869746.