مستشفى الأميرة هيا بنت الحسين العسكري .. نموذجية الإدارة المرنة والخدمات الفضلى في مواجهة التحديات
هوا الأردن - كتب اسلام العياصرة
لم تكن جائحة الكورونا اقل من اختبار صعب على المنظومة الطبية في وطننا العزيز ككل وقد تحققت فيها انجازات ترفع لها القبعات لابل يمكنني القول انه قد تحطمت على صخرة الارادة والانضباطية والتعاون والنسيق المشترك كل التحديات ليسطر من رحم المعاناة إنجاز خدمي يرقى لطموحات ابناء الوطن كافة وفي مقدمتهم العاملين والمتقاعدين العسكريين واسرهم.
القصة والعبرة ليست هنا ، زيارات متعددة قمت بها الى مستشفى الاميرة هيا بنت الحسين العسكري بحكم عملي الاعلامي هذا الصرح الطبي الشامخ الذي يربض على قمم جبال جرش وعجلون ليروي تفاصيل جهود الجيش الابيض ورفاقهم من الجند والعسكر في مواجهة التحديات وتحويل المعيقات الى انجازات يشار لها من بين إنجازات الخدمات الطبية الملكية بما يتضمنه من أقسام وعيادات في جميع التخصصات بفضل ادارته الحكيمة وسعيها الدؤوب لتوفير الخدمات الفضلى للمتقاعدين والعاملين العسكريين وأسرهم وهو المستشفى الذي يقدم خدماته لما يزيد عن نصف مليون مراجع سنويا ، عام الكورونا وعام الإنجاز في عهد ادارة مرنة اتخذت من سياسة الباب المفتوح والانضباطية وعدم التهاون في تطبيق البروتوكولات الصحية والابداع في فنون المواجهة الطبية والفنية وضمان استقرار الميدان الخدمي لهذه الشريحة من متلقي الخدمة لتذويب المعيقات ومواجهة جائحة اوقعت الرعب في قلوب الجميع ، الا ان الحكمة والاصرار الذي تحلت به كوادر مستشفى الأميرة هيا بنت الحسين كانت عنوان الانتقال من المخاوف الى تسطير الانجازات وضمان الخدمات الفضلى لمتلقي الخدمات الطبية والعلاجية .
هيا العسكري كما يسميه ابناء منطقتي انموذج كبير وعنوان عريض لمسيرة من الانجازات التي تحققت خلال عامين كانت تتوشح بنطاق التميز بحصوله على ثلاثة شهادات للاعتمادية الصحية واستمرار العمل الدؤوب لخلية النحل فيه ايمانا بان هذا الوطن يستحق الكثير وان مواطنيه لهم الحق في الحصول على افضل الخدمات ، حيث عمدت ادارة المستشفى على تعزيز كوادرها وطاقمها الطبي والتمريضي بالتنسيق المشترك مع ادارة الخدمات الطبية الملكية التي نباهي بها العالم اجمع ليكون عام جائحة الكورونا عاما تواصل فيه الانجاز من خلال زيادة اعداد الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية حفاظا على سلامة وراحة المواطنين وضمان تطبيق البروتوكولات الصحية والطبية بالشكل السليم وتوفير الاختصاصات الطبية في اقسام العزل والجناح الخاص بمرضى الكورونا ، ولم تكن المراجعات الاعتيادية بعيدة عن طموح الانجاز بفضل المتابعة الحثيثة وتأهيل عيادات الاختصاص والتثقيف الصحي والعلاجي لاستقبال المراجعين حيث وصلت عدد المراجعات في بعض العيادات ما يزيد عن ٣٠٠ مراجعة طبية وعلاجية بشكل يومي الى جانب اقسام الجراحة والاطفال التي شهدت زخماً غير مسبوق في اعداد المراجعات ، ناهيكم عن حجم الانضباطية وعدم التهاون مع اي تقصير وهو ما لاقىء استحسان المراجعين من متلقي الخدمة واسرهم حتى اصبح المستشفى قبلة لابناء محافظتي جرش وعجلون لما لمسوه من خدمات علاجية وطبية ترقى للطموحات .
الادارة المرنة والتي لم تغلق ابوابها في وجه المراجعين كانت حاضرة في الميدان دوما فلا تستغرب أن تجد العميد الطبيب سهل الحموري بين المراجعين في اقسام المستشفى يقوم بجولات مكثفة ومفاجئة من جهة ، أو أن تجده يقدم الرعايا لمريض في قسم الطوارىء أو عيادته الخاصة ولا غرابة في اصرار هذا النطاسي البارع على الاشراف على العمليات الجراحية وخاصة النوعية منها وتقديم الدعم النفسي للمرضى الراقدين على اسرة الشفاء الى جانب تطوير الخدمات وتوفير العلاجات في مرافق المستشفى ومتابعة التدابير الوقائية والتي انعكست اثارها على زيادة حالة الرضا لدى المواطن الجرشي والعجلوني الواثق بان الجيش هو عنوان التميز خاصة في اطار الخدمات الطبية الملكية وليس ذلك فقط بل ان زيارة واحدة الى هذا الصرح الطبي الشامخ كفيلة ببث شعور الاطمئنان اننا قادرون على مواجهة التحديات وتحويلها الى انجازات .
لا اخفي عليكم حجم الذهول الذي انتابني من حرفية هذا المدير الذي لا يترك شاردة أو واردة إلا ويتابعها ناهيكم عن صدره الرحب والذي أحتضن الالاف من ابناء المحافظتين حتى اصبحت تحفه دعوات التوفيق من العجزة وكبار السن ومختلف المراجعين وهو يقابلهم بابتسامته ويتابع علاجهم بشكل مفصل الى حين مغادرتهم المستشفى ، الحموري كما هو المتسوق الخفي كما شاهدته مراراً وتكراراً دائم التواجد في أروقة الأقسام والعيادات بلا سابق إنذار وبشكل مفاجىء لكوادره حتى في ايام العطل وهو متلحف بالإنتماء الوطني والعطاء الإنساني يتابع عن كثب ليطمئن على سير العمل والخدمات التي تقدم للمواطنين وسعيه الدؤوب الى توفير النواقص بشكل حثيث حتى اصبح لهذا الصرح الطبي علامة فارقة بين نظرائه في المستشفيات الحكومية ومستشفيات الخدمات الطبية الملكية ككل ، حيث لم يغفل عن إعلا مبدأ الثواب والعقاب فلا مجاملة أمام صحة المواطن ومتلقي الخدمة ولا شفعة لمقصر من جهة كانت ولا يثنيه اي انجاز عن توجيه الشكر لمن قدمه بإنتماء حقيقي حتى أصبحت كوادر المستشفى تتسابق فيما بينها لتسطير الانجازات وتطوير القدرات ليبقى هذا الصرح الطبي انموذجا يقتدى به .
عام جائحة الكورونا والتي لم تغفلني كما هو السواد الاعظم من ابناء جلدتي في وطني العزيز لم يكن عاما عاديا لابل كان عاما مثقل بالتحديات على القطاع الطبي والمواطنين والتي استطاع مستشفى الاميرة هيا بنت الحسين تحويلها الى انجازات تعانق السماء تحت ظل شعار الجيش الذي ما بخل على ابناءه يوما ، وقد اجزم انه لولا حرفية وفطنة كوادر مستشفى الاميرة هيا بن الحسين بمختلف صنوفها وتسمياتها في التعامل مع ملف جائحة الكورونا لكانت محافظتي جرش وعجلون الأعلى في حجم الاصابات والوفيات ، إلا أن حرصهم على متابعة الأصابات بشكل حثيث حتى في الحجر المنزلي والتواصل الدائم من قبل الاطباء في هذا المستشفى كان له الأثر البالغ في تحسن الحالة الصحية والوبائية في المحافظتين وتسجيل اقل عدد من الوفيات بين المصابين في هذا الصرح الوطني وهو ما جعل المستشفى قبلة لمتلقي الخدمة وفي مقدمة اولولياته .
من هنا اوجه الشكر لكل القائمين على هذا الانموذج الطبي العريق الذي ما بخل بعطاءه في ادارة المعركة بحرفية جعلت من الإدارة المرنة والخدمات الفضلى انموذج وطني في مواجهة التحديات والى كافة كوادر وطواقم الجيش الابيض في مستشفيات الخدمات الطبية الملكية التي ما تزال تثبت في كل يوم انها بقدر التحدي وعنوان وطني كبير للعطاء والاجتهاد فلهم جميعا الف تحية وتحية .