كيف تبدو قطر قبل 24 ساعة من انطلاق كأس العالم 2022؟
ساعات قليلة وتنطلق كأس العالم 2022 البطولة الحلم ليس فقط لدولة قطر، وإنما لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها التي تستضيف كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وهي التظاهرة الرياضية العالمية التي ستنطلق غدا الأحد وتستمر حتى 18 كانون الأول المقبل.
وبعيدا عن المنافسات المثيرة المنتظرة في المونديال القطري، يطل سؤال في الأفق وهو كيف تبدو دولة قطر قبل 24 ساعة من الانطلاقة التاريخية للبطولة العالمية؟ في قطر الآن، لا يعلو صوت فوق صوت المونديال، في وقت تتجه فيه الأعين في الساعات المقبلة صوب ملعب البيت إيذانا بإطلاق صفارة بداية المونديال.
العاصمة الدوحة وكل المدن القطرية أصبحت في حالة استثنائية على مستوى الأجواء التي تعيشها قبل 24 ساعة من افتتاح كأس العالم، وهي الأجواء المستمرة على مدى الأيام والأسابيع الأخيرة بعدما باتت قطر بأكملها تتنفس كل ما يرتبط بالمونديال، ليس فقط على المستوى الشعبي، وإنما أيضا على مستوى الدولة بكل مؤسساتها العامة والخاصة.
المدن القطرية تحولت إلى ساحة كبرى لاستقبال كل ما يخص مونديال 2022، وباتت مسرحا لكل فعالياته واحتفالاته، وبدت مظاهر المونديال واضحة في كل الأرجاء.
في شوارع قطر ستجد أشهر صناع المحتوى المرئي على يوتيوب (Youtube) "يوتيوبرز"، يتجولون بكاميراتهم ويرصدون كل كبيرة وصغيرة لنقلها للملايين من متابعيهم.
وإذا حاولت متابعة وسائل التواصل الاجتماعي لن تشاهد أكثر من استفسارات رواد تلك المواقع عن مواعيد الفعاليات الجديدة، والنصائح المتبادلة بشأنها من ناحية، والإشادة بالفعاليات والحفلات التي حضروها في مختلف المناطق من ناحية أخرى.
حديقة جديدة بمطار
أول ما يستقبله زائر قطر في كأس العالم المقبلة هو ميناء جوي بمعايير عالمية على جميع المستويات، ولكن الجديد تمثل في إضافة حديقة أوتشارد في قلب مطار حمد الدولي، التي تحوي أكثر من 300 شجرة وأكثر من 25 ألف نبتة.
وتقدم الحديقة تجارب جديدة للمسافرين، بجانب الفعاليات التي أعدها المطار للقادمين إلى الدوحة خلال المونديال.
كل الفنون حاضرة
وعندما تتجول في الشوارع القطرية، من المؤكد أنك ستشاهد الجداريات في الكثير من تلك الأماكن، والرسومات المتنوعة التي ترحب بنجوم وجماهير المنتخبات المشاركة، في رسالة محبة وسلام من جهة، وتجسيد للتراث العربي من جهة أخرى.
ولم تتوقف أشكال الفنون عند الجداريات فحسب، بل امتدت للعديد من المظاهر الأخرى من منحوتات وتصاميم وتحف ولوحات فنية تعبر عن ثقافة المجتمع القطري، كما تعبر أيضا عن التنوع الثقافي على أرضها والاهتمام بالفنون العالمية.
سيارات المواطنين والمقيمين بدولة قطر كان لها نصيب من أجواء الدوحة الجديدة، بعدما حرص أصحابها على تزيينها بأعلام بلدان مختلفة وبصور نجومهم المفضلين في رسالة دعم معنوية قبل انطلاق المنافسة العالمية.
العلم القطري فوق كل بيت
العلم القطري أصبح يزين أغلب المنازل دعما للمنتخب العنابي الذي يشارك للمرة الأولى في المونديال، كما أطلق الاتحاد القطري لكرة القدم مبادرة "البيرق فوق كل بيت" لدعم "العنابي"، وإظهار صورة مميزة عن البلد خلال فترة كأس العالم، كما قامت إحدى شركات الاتصالات القطرية بتوزيع 2022 علما على الجماهير دعما للمبادرة.
وحظيت أعلام الدول المشاركة في كأس العالم بخلاف قطر على نصيب معتبر من الوجود بالشوارع القطرية، وظهرت أعلام كل المنتخبات المشاركة، وكذلك أبرز نجومهم في الكثير من المناطق، وعلى رأسها بالطبع كورنيش الدوحة، الذي يعد أول المستقبلين لأعلام المشاركين بعد تأهل كل منتخب بشكل رسمي للبطولة.
الجاليات ومؤازرة المنتخبات
وإذا انتقلنا للجاليات الأجنبية الموجودة في دولة قطر فحدث ولا حرج، بعدما أظهرت جماهيرهم حماسا منقطع النظير لاستقبال منتخبات بلدانهم والالتفاف حول بعثاتهم والاحتفاء بهم، والسير خلفهم من فندق الإقامة حتى مقر التدريب مثلما فعلت الجماهير اليابانية خلف منتخب بلادها، بجانب العديد من الجاليات الأخرى التي حرصت على الحضور بقوة خلف فريقها سواء عند ملاعب التدريب أو مقر الإقامة ، ومنها جماهير المنتخب الغاني التي احتفت بفريقها وحرصت على الوجود عند مقر إقامته حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة.
الفعاليات في كل مكان
فعاليات كثيرة أعدتها الجهات المنظمة لجماهير وضيوف المونديال، وتوزعت تلك الفعاليات على أماكن مختلفة، منها الحي الثقافي كتارا وسوق واقف ودرب لوسيل وحديقة البدع التي ستستقبل مهرجان الفيفا للمشجعين، بجانب عشرات الحدائق والأماكن الأخرى، وكذلك كورنيش الدوحة الذي تم إغلاقه أمام السيارات من أجل فسح المجال أمام عشاق كرة القدم وجماهير كأس العالم للتجول بحرية.
وعلى نغمات الموسيقى تعيش مناطق مختلفة في قطر أجواء احتفالية، وتستعد البلاد لاستقبال عدد من النجوم العالميين لإحياء حفلات بالتزامن مع كأس العالم 2022، وهو ما يعزز الخيارات الترفيهية المتاحة أمام المشجعين والجماهير التي ستحضر البطولة.
طرق واعدة ومسارات جديدة
وأعدت الدولة المستضيفة للمونديال بنية تحتية على أعلى مستوى، خلال السنوات الماضية، من أجل استقبال ضيوفها على أكمل وجه، وظهر ذلك في الطرق والجسور الجديدة والمميزة، والمسارات المختلفة التي تم تغييرها خصيصا من أجل أحد أهم الأحداث الرياضية في العالم.
البنية التحتية لم تكن الهم الوحيد لدولة قطر، وإنما كان الحرص واضحا على الجانب الجمالي بكل أشكاله، حيث حرصت الجهات المكلفة بالإنجاز على إضفاء لمسة جمالية على كل المشاريع، إضافة إلى اهتمام خاص بالمساحات الخضراء عبر كل المناطق.
المواصلات العامة خيار التنقل الأول بالنسبة لجماهير المونديال، مع خيارات متنوعة، وفي مقدمتها مترو الدوحة الذي سيكون أفضل وسيلة لنقل المشجعين إلى الملاعب ونحو مختلف المناطق التي تحتضن الفعاليات المصاحبة لكأس العالم.
كل تلك المظاهر وغيرها تؤكد أن الدوحة تحولت في الفترة الأخيرة إلى مدينة استثنائية عن التي يعرفها عنها سكانها وزائروها، وذلك قبل ساعات قليلة من النسخة الاستثنائية لكأس العالم.