أكيد : كيف مُنحت لوسائل إعلام وإعلاميين؟
حصلت وسائل إعلام محلية على عدة جوائز منحها إياها المنتدى العالمي للتواصل الاجتماعي، بيد أن رصدًا دقيقًا لأنشطة المنتدى وجوائزه بيّنت عدم نشر أسس واضحة ومعلنة لمنح هذه الجوائز، فضلًا عن عدم بيان أسباب فوز برامج إعلامية أو إعلاميين بتلك الجوائز، على الرغم من الأهمية المعنوية للجوائز والتكريمات على اختلاف أنواعها وأهدافها، ودورها في خلق حافز يُشجّع الأفراد والمؤسسات نحو بذل مزيد من الجهد والعطاء، ما يتطلب الحرص على شفافية الإجراءات والقرارات، وعرض الأسس والمعايير التي اعتمدتها الجهة المانحة لها.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، أعمال المنتدى العالمي للتواصل الاجتماعي (قمة الإعلام)، والذي نظمته شركة خاصة (ربحية) مؤخرًا. وبحسب ما أوردته وسائل الإعلام عن فعاليات المنتدى، فقد ناقشت دور مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير على الرأي العام. وفي الحفل الختامي، وزع القائمون على المنتدى الجوائز على مجموعة من "المؤسسات والعلامات التجارية ووسائل الإعلام والبرامج التلفزيونية والإعلاميين والمنصات الرقمية الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بطرق مبتكرة"، بحسب ما نشره الموقع الرسمي للمنتدى.
وراقب (أكيد) ما تمخض عن أنشطة المنتدى من تغطيات إعلامية، وما نشره الموقع الرسمي للمنتدى ومنصاته عبر التواصل الاجتماعي، فلم يجد ما يشير إلى الأسس أو المعايير التي اعتُمدت في منح الجوائز، لا من حيث المنهجية، ولا من حيث اللجان وتشكيلها، أو عدد المترشحين للجوائز .. إلخ، بل وجد فقط معلومات عامة حول هذه الأسس، وهذا ما قد يشكك في مصداقية منح هذه الجوائز، ويسبب الحرج لمن حصلوا على هذه الجوائز.
ووفقًا لما نشرته وسائل الإعلام حول الأشخاص والمؤسسات الذين مُنحت لهم الجوائز. تبين أن وسيلتين إعلاميتين قد نال كل منها أربع جوائز، في حين أن أيًا من الوسيلتين لم تبادر من باب الشفافية وحق الجمهور في المعرفة إلى نشر الأسس أو المعايير التي اعتمدت في نيلهما الجوائز خلال تغطياتهما لأعمال المنتدى. فقد كان من الأولى بهما أن يتحققوا من الأسس والمعايير التي اعتمدتها الجهة المنظمة للمنتدى، ونشرها لضمان صدقية الجوائز وشفافية اختيار الفائزين بها، وحتى لا يقعوا في فخ أن يكونوا قد استُخدموا للترويج لهذا المنتدى.
ولعل المثير للانتباه أن أيًا من برامج المنتدى وجلساته لم يجر بثّه على الهواء أو مسجلًا عبر وسائل الإعلام أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي، واكتفي المنتدى بنشر بعض الصور وأسماء المؤسسات والأشخاص الذين حصلوا على الجوائز بالإضافة إلى تقارير حول فعالياته.
وبالدخول إلى الموقع الإلكتروني للمنتدى، تبين أن هناك تذاكر لحضور اعمال المنتدى قيمتها 250 دولارًا للشخص الواحد و1125 دولارًا للخمسة أشخاص، وهذا ما قد يُضعف مصداقية الجوائز وأحقية من مُنحت له، بالنظر للطبيعة الربحية للجهة المنظمة.