كاتب مصري: حديث الملك جرس انذار أردني وجلالته يختار عباراته بعناية

أكد الكاتب المصري أسامة عجاج أنه لابد من التعامل مع التحذير الذي أطلقه جلالة الملك عبدالله بن الحسين عبر حديثه الأخير لمحطة السي ان ان من المخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وقال عجاج في مقال له نشر في صحيفة الأخبار المصرية، إن أهمية تلك المخاوف الاردنية تنبع من العديد من العوامل لعل في مقدمتها الخبرة التي اكتسبتها عمان في التعامل مع الطرف الإسرائيلي طوال اكثر من ثلاثين عاما هي مدة اتفاق السلام بين البلدين وقدرة الأردن علي مجابهة أي خروج إسرائيلي او محاولة التملص من تعهداتها في اتفاق وادي عربة مع تعدد تلك المحاولات حيث شهدت العلاقات بين البلدين.
وأضاف، "ان جلالة الملك عبدالله الثاني اختار عباراته بعناية كما هو معتاد عند سؤاله عن عودة بنيامين نتنياهو للسلطة، وما وصفه معلقون أردنيون بأنه أسوأ كابوس بالنسبة للأردن، قال الملك ( إن للإسرائيليين الحق باختيار من يقودهم، وسنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع كل الأطراف معا، فنحن على استعداد للمضي قدما) فالأمر هنا لا يتعلق بتدخل في شأن داخلي ولكن التحذير من هذا الزلزال وتوابعه فالمخاوف منها شاملة للعديد من العواصم الغربية منها واشنطن ومن قطاعات داخلية آخرها سفيرة تل ابيب في باريس التي قدمت استقالتها احتجاجا عن سياسات الحكومة الجديدة".
وتاليا نص المقال:
جرس انذار اردني مخاوف من انتفاضة فلسطينية ثالثة
أسامة عجاج (صحيفة الأخبار المصرية ٢ يناير ٢٠٢٣).
في كل مرة يبدو استقراء الاردن واستشرافه لحقيقة مستقبل الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط صحيحة هذا هو درس العديد من التجارب الماضية ولهذا فلابد من التعامل مع التحذير الذي أطلقه جلالة الملك عبدالله بن الحسين عبر حديثه الاخير لمحطة السي ان ان من المخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة (نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، وهذا أمر لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين، مبينا أن الجميع في المنطقة قلقون للغاية، ومنهم موجودون في إسرائيل ويتفقون على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك) أهمية تلك المخاوف الاردنية تنبع من العديد من العوامل لعل في مقدمتها الخبرة التي اكتسبتها عمان في التعامل مع الطرف الاسرائيلي طوال اكثر من ثلاثين عاما هي مدة اتفاق السلام بين البلدين وقدرة الاردن علي مجابهة أي خروج اسرائيلي او محاولة التملص من تعهداتها في اتفاق وادي عربة مع تعدد تلك المحاولات حيث شهدت العلاقات بين البلدين (القليل من المد والكثير من الجزر ) مع تنوع المشكلات بين البلدين عامل آخر هو التشابك بين عمان وتل ابيب خاصة في قضية الوصاية الاردنية التاريخية علي المقدسات في مدينة القدس وكانت تلك القضية محل اشارة في الحوار المذكور حيث اكد على( أن المدينة المقدسة يجب أن تكون مدينة تجمعنا، محذرا من محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف.
نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، وما يقلقني هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة") حيث يواجه الاردن في ظل حكومته اليمنية الجديدة التي اقرها الكنيست برئاسة بنيامين نتنياهو استهدافا في ظل استمرار خطط تهويد تلك المقدسات وتضم العديد من المتشددين مثل ايتمار بن غفير وزير الامن وبتسلئيل سموتريتش وكلاهما اضيف لهما مهام أخرى تتعلق بقضايا تمس القضية الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية ووفقا لكافة التقارير بان هذه الحكومة ستكون الأكثر يمنية وتطرفا في تاريخ اسرائيل
صحيح ان جلالة الملك عبدالله الثاني اختار عباراته بعناية كما هو معتاد عند سؤاله عن عودة بنيامين نتنياهو للسلطة، وما وصفه معلقون أردنيون بأنه أسوأ كابوس بالنسبة للأردن، قال الملك ( إن للإسرائيليين الحق باختيار من يقودهم، وسنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع كل الأطراف معا، فنحن على استعداد للمضي قدما) فالأمر هنا لا يتعلق بتدخل في شأن داخلي ولكن التحذير من هذا الزلزال وتوابعه فالمخاوف منها شاملة للعديد من العواصم الغربية منها واشنطن ومن قطاعات داخلية آخرها سفيرة تل ابيب في باريس التي قدمت استقالتها احتجاجا عن سياسات الحكومة الجديدة.
وظني ان الواقع على الارض يؤكد المخاوف من الفترة القادمة على صعيد تطورات الازمة الفلسطينية منها آخر استطلاعات للرأي بين الفلسطينيين بان هناك ٧٥ بالمائة من اهالي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس مع العودة إلى الكفاح المسلح يضاف الي ذلك توقعات بزيادة معدلات الاستيطان عن ماكان عليه في الحكومة السابقة وقد كشف المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، في إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي مؤخرا ، إن سلطات الاحتلال ضاعفت ثلاث مرات مخططات بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية خلال العام الماضي مقارنة عام ٢٠٢١ وذكر وينسلاند أن سلطات الاحتلال دفعت مخططات لبناء 4800 وحدة استيطانية في الضفة الغربية في العام 2022 مقارنة مع 5400 في العام 2021، مؤكدا أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية ما زال مصدر قلق عميق، إذ تشكل المستوطنات انتهاكا صارخا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتقوض احتمالات تحقيق حل الدولتين.
واشار التقرير الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية أن القدس سوف تكون في بؤرة تركيز هذه النشاطات، التي تستهدف القدس ومحيطها بنشاطاتها الاستيطانية والتهويدية وهناك حالة من التقارير تشير الي مخاوف الأوساط الداخلية وعلى الصعيد الدولي، من اتساع نطاق النشاطات الاستيطانية والتهويدية، في ظل صعود الفاشية الصهيونية التي تمكنت من فرض اجندتها من خلال حكومة نتنياهو الاخير.
الانتفاضة الثالثة التي حذر منها جلالة الملك عبدالله الثاني ستكون مختلفة تماما عن انتفاضتي ١٩٨٧ ( انتفاضة الحجارة )او الثانية عام ٢٠٠١ انتفاضة القدس من حيث الادوات المستخدمة في المواجهات بين الفلسطينيين وقوات جيش الاحتلال وشمول واتساع نطاقها الجغرافي كما انها ستختلف عن أخر مواجهات بين قوات المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في عملية (سيف القدس ) في مايو من العام ٢٠٢١ بعد التطور النوعي على اسلحة المقاومة وقدرتها علي ايقاع اكبر قدر من الأذى وايقاع الخسائر في كل المدن المحتلة بلا استثناء وتوقعات رد اسرائيل على تلك الهجمات.