انتقادات لاختيار "الزراعة" مطعوم "الحمى القلاعية" دون تحديد نوعية العترات
نتقد أطباء بيطريون، اختيار وزارة الزراعة لمطعوم الحمى القلاعية من دون تحديد نوعية العترات الموجودة فيه، لضمان تحقيق اكبر نسبة مناعة للابقار ضد المرض ومنع انتشاره.
وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة الزراعة حرصها على الحفاظ على صحة وسلامة الثروة الحيوانية، للسيطرة على مرض الحمى القلاعية، وتطبيق المعايير الدولية للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية بتحمل النفقات المالية، لتنفيذ حملات تحصين وطنية، تشمل حيازات المربين من الأغنام والماعز والأبقار.
وبينوا انه عند اختيار اللقاح، كان لا بد من شموله على عترات اكبر، لتحقيق مناعة مشتركة ومنع انتشار المرض، بعيدا عن سعره، واختيار السعر الاقل الذي لا يفي بالغرض، ما ادى لانتشار المرض لمرتين على التوالي العامين الماضي والحالي، وهذا امر نادر الحدوث.
واضافوا في تصريحات منفصلة، ان الوزارة أخطأت عندما اختارت اللقاح وطرحت العطاء العام الماضي، اذ لم تحدد العترات المطلوبة، واكتفت بأن يكون مسجلا لديها فقط، علمًا بأن فيروس الحمىى القلاعية، قد يطور نفسه، أو تركيبته بين فترة وأخرى، مشيرين إلى انه كان يجب اختيار اللقاح بناء على العترات التي عزلت مؤخرا في الأردن وإسرائيل والجولان والسعودية والإمارات.
واضافوا ان الحل، يكمن في أنه يجب على الوزارة توفير مطعوم يحمي العترة الموجودة حاليا، لإيقاف انتشار الإصابة، كما أنه من المعروف لدى الوزارة، أنه مزراع الابقار في الضليل متجاورة تقريبا، لذلك كان يجب التعامل مع انتشار الإصابة على أنها من مزرعة واحدة، لا من عدة مزارع، وبناء عليه تحدد نسبتي الانتشار والإصابة.
وقال طبيب بيطري فضل عدم ذكر اسمه، ان الحمى القلاعية مرض فيروسي، قد يسبب خسائر اقتصادية على مستوى العالم، ومن أعراضه، ارتفاع درجات الحرارة وتسلخ اللسان والضلع لدى الأبقار، ويؤدي لنفوق الأبقار الصغيرة.
واضاف ان الحمى القلاعية تسمى (سيرو تايب)، ولها 7 أنواع والنوع الذي يحمل الرمز (O)، يعد سببا رئيسا بانتشار المرض في العالم بنسبة 7 %، وأي لقاح يستخدم للوقاية منه، يجب أن تكون تراوح مدة حمايته بين 4 إلى 6 أشهر.
وقال “ولأن اللقاح ميت، يمنع ظهور الأعراض على الحيوان، لكن يمكن بقاء الفيروس في جسم الحيوان، لذلك تعمل الدول المتقدمة على إعدام الحيوان المصاب، لكن في منطقتنا لا يمكن ذلك، لأنه يؤدي الى خسائر كبيرة ويصعب تعويض المزارعين”.
وبين أن اختيار اللقاح، يجب أن يكون بناء على العترات المستوطنة في المنطقة، ولكن ما حدث ان الوزارة أخطأت عندما اختارته، اذ لم تحدد العترات المطلوبة عند طرحها لعطائه، واكتفت بأن يكون مسجلا لديها.
الطبيب البيطري وسام رمضان، بين ان الحمى القلاعية هي مرض فيروسي يصيب المواشي، ويتسبب بتقرحات والتهابات في الفم والحافر والضرع، وخطورته فيما يسببه من خسائر كبيرة للمربين، لافتا الى انه قبل العام الماضي، لم تكن هنالك إصابات في المزارع حسب طبيعه عمله فيها، ولكن في العام الماضي، وقعت إصابات في بعض المزارع بخاصة في العجلات النامية.
وفي حال اثبتت النتائج وجود عترات من الفيروس غير مغطى، فيجب على الوزاره اضافتها لبرنامج التطعيم، لحصر المرض وعدم انتشاره.
بينما اوصى طبيب بيطري آخر فضل عدم ذكر اسمه، انه بحسب العترة التي عزلت مؤخرا في الاردن وهي العترة التي عزلت سابقا في الضليل، يجب ايقاف انتشار العدوى بسرعة ومنع تفشي الفيروس في مناطق اخرى، والتخفيف من شدة الاعراض.
“الغد” حاولت الاتصال بمختصين من جامعة العلوم والتكنولوجيا، بحكم انها أرسلت عينات الى مختبرات الجامعة، لتحديد العترات التي تعرضت لها الأبقار، لكنهم رفضوا التعليق.
وكانت “الغد” بينت في تقرير سابق ان اجتماع الوزارة وترأسه مساعد أمينها العام للثروة الحيوانية علي أبو نقطة، اعلنت فيه نتائج فحوصات الوزارة بمختبرات جامعة العلوم والتكنولوجيا، واثبت أن مرض العترة الناشئ عن الحمى القلاعية، مستوطن أردنيا، وغير قادم من الخارج، بينما أكدت مصادر أن لقاح الوزارة يغطي ويعالج العترة.
وجاءت ردود الفعل الإيجابية من مربي الأغنام والأبقار في المملكة لتؤكد على نجاح الحملة الوطنية الأولى للتحصين ضد الحمى القلاعية التي أطلقتها الوزارة الزراعة العام الماضيـ، وساهمت بحصر هذا المرض، اذ لم تسجل سوى إصابات بسيطة عند بعض المزارعين لعدم الالتزام بمواعيد التحصين المناسبة، وضعف اجراءات الامن الحيوي المطبقة في بعض المزارع.
رئيس جمعية ائتلاف مربي الأبقار ليث الحاج ، أشار إلى أن اللقاحات المستخدمة في الحملة، هي للقاحات مسجلة محليا ومعتمدة للتحصين ضد الحمى القلاعية، وتستخدم في الإقليم، مثمنا جهود الوزارة في التحصين، ومؤكدا نجاح الحملة بتحقيق أهدافها ومتابعة تنفيذ حملات تحصين للسيطرة على الامراض، مشيراً الى ان هناك تفاهمات مع الوزارة على عدد من النقاط التي تدعم نجاح الإجراءات الوقائية والهادفة للسيطرة على الامراض الوبائية مستقبلا واستدامتها.
من جانبه بين رئيس جمعية مربي الأغنام بمحافظة الكرك زعل الكواليت أن إجراءات الوزارة وحملة التحصين، ساعدت بتجفيف منابع الإصابات وتحصين قطعان الأغنام وتخفيف التكاليف على المزارعين، اذ لم تسجل أي إصابات في المحافظة.
أما رئيس اتحاد مزارعي الطفيلة عرفات المرايات فأكد على نجاح حملة التحصين الأشهر الماضية، والتي شملت فرقا مدربة ومتخصصة لتوفير للقاحات، ساعدت بتحصين قطعان الأغنام في المحافظة، مما يحقق الفائدة للمربي ويخدم السمعة التصديرية للمنتج المحلي من الأغنام المرغوب في اسواق المنطقة.
من جهتها، تؤكد الوزارة حرصها على الحفاظ على صحة وسلامة الثروة الحيوانية واتخاذها نهجاً استراتيجياً ضمن الخطة الوطنية للزراعة المستدامة للسيطرة على مرض الحمى القلاعية، وتطبيق المعايير الدولية للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية بتحمل النفقات المالية، لتنفيذ حملات تحصين وطنية، تشمل حيازات المربين من الأغنام والماعز والأبقار.
وافادت أنه جرى استخدام اللقاحات التي تعتمد وتسجل عن طريق لجنة فنية متخصصة، تضم عددا كبير من اخصائي اللقاحات والاكاديميين وعبر استشارة خبراء دوليين، ومتابعة التقارير العالمية من المنظمات المختصة، بعد دراسة فعالية اللقاحات وكفاءتها والتجارب الحقلية ومطابقتها ومدى حمايتها للعترات الموجودة في الاردن عن طريق المختبرات العالمية المرجعية، الخاصة بفحص لقاح الحمى القلاعية.
كما وأن اللقاح مسجل من عدة دول وفق الوزارة، وعبر عدة شركات محلية، توفر اللقاح وتسهل الوصول اليه للتحصين المستمر، وفق ارشادات كل لقاح كما هو موصى به من الشركة المصنعة وعبر لجنة التسجيل.
ودعت الوزارة مربي الثروة الحيوانية، للمحافظة على تواصلهم مع اقسام الثروة الحيوانية المنتشرة في مديريات الزراعة بالمحافظات والألوية، للحصول على النصح والمشورة لتطبيق تدابير الأمن الحيوي والاجراءات الوقائية للحفاظ على سلامة القطعان.
وأكدت أنه سينفذ المرحلة الثانية من الحملة واعطاء الجرعة المعززة من اللقاح للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية في الربع الثاني من العام الحالي، داعية مربي الثروة الحيوانية مراجعة مديريات الزارعة للتسجيل في حينه لتلقي اللقاح وتامين الوصول إلى المناعة المجتمعية المطلوبة للحفاظ على الثروة الحيوانية. الغد