50 مليون شخص على شفا المجاعة
حذر مدير برنامج الأغذية العالمي، السبت، من أن عدم تجديد مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود سيكون كارثيًا.
وذلك في ظل وجود ملايين على شفا المجاعة في قارة أفريقيا.
وقال مسؤول أوكراني كبير، الجمعة 17 فبراير/شباط 2023، إن المفاوضات الخاصة بتمديد اتفاق ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ستنطلق في غضون أسبوع.
وفي مقابلة مع رويترز على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن قال مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي "الأمر بالغ الأهمية".
تدفقات السلع والحبوب أقل من المطلوب
وأضاف "مع كل الأزمات التي نواجهها حول العالم من تغير المناخ والجفاف والفيضانات العارمة لا يمكننا تحمل انهيار مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود على الإطلاق".
وسمحت المبادرة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز الماضي بمرور الصادرات من ثلاثة موانئ أوكرانية.
وتم تمديد المبادرة لمدة 120 يوما أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ومن المقرر تجديدها مرة أخرى في مارس/آذار 2023، لكن روسيا أشارت إلى أنها غير راضية عن بعض جوانب الاتفاق وطالبت برفع العقوبات التي تؤثر على صادراتها الزراعية.
وقال بيزلي إن التدفقات الحالية للسلع والحبوب، والتي تفيد بيانات الأمم المتحدة بأنها تصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي والصين وتركيا بشكل خاص، بموجب المبادرة لا تزال أقل بكثير من الحجم المطلوب.
وحذر بيزلي موسكو من أن إغلاق الموانئ سيكون كارثيا، لا سيما بالنسبة لأفريقيا؛ حيث يواجه ملايين الأشخاص المجاعة. وقال "أفريقيا هشة للغاية في الوقت الحالي. 50 مليون شخص على شفا المجاعة".
وقال إن "أسعار المواد الغذائية وتكاليف الوقود والتضخم وثلاث سنوات من أزمة كوفيد... ليس لدى الناس المزيد من القدرة على التحمل، وإذا لم نتدخل ونخفض التكاليف، فقد يكون عام 2024 الأسوأ الذي نشهده منذ مئات السنين".
ووفقًا لبيان صدر عن البنك الإفريقي للتنمية في أواخر يناير/كانون الثاني 2023، فإن تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية؛ تسببت بنقص حاد لحوالي 30 مليون طن من المواد الغذائية خاصة القمح والذرة وفول الصويا في أنحاء إفريقيا. كما ارتفعت أسعار القمح بحوالي 40% في بعض الدول الإفريقية.
وارتفعت أيضا، أسعار الأسمدة ثلاث إلى أربع مرات عن مستويات عام 2020، ما أدى إلى فجوة في الإمداد تبلغ مليوني طن.
وقال البنك إن العقبة الأساسية أمام تنمية المشاريع الزراعية هي شحّ التمويل في القطاع الخاص، وقدر البنك في دراسات مختلفة، "حاجة المزارعين في إفريقيا إلى قروض تصل إلى 65 مليار دولار سنويًا، لإنتاج ما يكفي من الغذاء محليا، والحد من الواردات الخارجية."
وأضاف البنك، إن سوق الغذاء والزراعة في أفريقيا قد يرتفع من 280 مليار دولار سنويا إلى تريليون دولار بحلول عام 2030.
828 مليون شخص يعانون الحرمان من الغذاء
1
ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، وصل عدد الأشخاص الذين يعانون حرمانًا مزمنًا من الغذاء إلى 828 مليون شخص في العام 2021، من بينهم 249 مليونا في إفريقيا، أي ما يمثل ثلث عدد الجائعيين في العالم. بينما يتم هدر أو فقدان أكثر من ثلث الإنتاج الغذائي الحالي في العالم سنوياً.
وتتزايد الضغوط على سلاسل القيمة الغذائية في العالم، فمن المتوقع بحلول العام 2050 أن يصل عدد سكان العالم إلى 9,77 مليار نسمة.
ويمكن لحل مشكلة هدر وفقدان الغذاء تحسين الأمن الغذائي بشكل كبير في جميع أنحاء العالم وتقريبنا خطوات من هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المتعلق بالقضاء على الجوع.