الملك للأردنيين: الانتخابات النيابية معلم مضي في تاريخ الأردن السي
هوا الأردن - هنّأ جلالة الملك عبدالله الثاني الشعب الأردني بنجاح الانتخابات النيابية التي شكلت نقلة نوعية، ومعلما مضيئا في تاريخ الأردن السياسي ومسيرته الديمقراطية.
وقال الملك في رسالة، وجهها اليوم الثلاثاء إلى الأسرة الأردنية الواحدة، "لقد سطرتم في ذاكرة الوطن صفحة مشرقة من خلال مشاركتكم في هذه الانتخابات بثقة وحماس، للتأسيس لحقبة جديدة، عنوانها المضي قدما بمسيرة التغيير والإصلاح المنشود، وتجذير التعددية السياسية والمشاركة الشعبية".
وأكّد الملك أهمية مجلس النواب الجديد في التصدي للتحديات الوطنية، من خلال إدامة "التواصل والحوار مع المواطنين وجميع القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية"، والمضي"إلى محطات الإصلاح القادمة بأعلى درجات التوافق والمشاركة".
وأثنى الملك على الأداء الوطني المتميز لرئيس ومفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب وموظفيها، وقال "شكلت الهيئة، وهي إحدى ثمرات التعديلات الدستورية الرائدة، علامة فارقة في تاريخ إدارة الانتخابات والإشراف عليها، فالعاملون فيها وصلوا الليل بالنهار، مؤمنين أن نجاحهم لا يكون إلا بمنح الوطن قصة نجاح تتمثل في إدارة العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية وحياد. فجزاهم الله كل خير على ما بذلوه من جهود استثنائية ومساعٍ دؤوبة وصادقة منذ تصديهم لهذه المهمة الوطنية الجليلة وخلال فترة زمنية قياسية، لإنجاز انتخابات نيابية نوعية، بشهادة جميع المراقبين المحليين والدوليين".
وتالياً نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أبناء وبنات شعبنا الأردني العزيز،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فيطيب لي أن أعرب عن بالغ التهنئة لشعبي الأردني الوفي، بنجاح الانتخابات النيابية، التي شكلت نقلة نوعية، ومعلما مضيئا في تاريخ الأردن السياسي ومسيرته الديمقراطية.
لقد سطرتم في ذاكرة الوطن صفحة مشرقة من خلال مشاركتكم في هذه الانتخابات بثقة وحماس، للتأسيس لحقبة جديدة، عنوانها المضي قدما بمسيرة التغيير والإصلاح المنشود، وتجذير التعددية السياسية والمشاركة الشعبية.
إن أساس نجاح عمليتنا الإصلاحية هو ارتكازها على نهج ديمقراطي مبني على أسس تشاركية بين جميع مكونات مجتمعنا الأردني الواحد، وتفاعلهم الإيجابي مع محطات الإصلاح.
وهذا الإنجاز التاريخي، الذي جاء بعزمكم جميعاً، سيبقى على الدوام مصدر فخر للوطن، حيث أقبل أبناء وبنات شعبنا العزيز على هذه الانتخابات إيمانا منهم بأن نجاح التغيير، ومعالجة التحديات مهما كبرت هو في أيديهم، وبأن مشاركتهم هي الأساس، والمنطلق لمرحلة جديدة في حياتنا السياسية.
وأود التأكيد اليوم أن نجاح العملية الانتخابية برمتها، ما كان ليتحقق دون تعاون المواطنين مع جميع مؤسسات الدولة، التي قامت بدورها، من خلال سعيها الدؤوب لضمان إجراء هذه الانتخابات في أجواء ديمقراطية تسودها الحيادية والنزاهة.
وفي ضوء متابعتنا لمجريات العملية الانتخابية، لا يسعنا إلا التعبير عن فخرنا واعتزازنا وغالبية الأردنيين بمستوى الحرفية والتنظيم والشفافية، التي أديرت بها العملية الانتخابية، وفق أفضل المعايير والممارسات الدولية، وبرؤية واضحة، تستند إلى أسس وأهداف مثلى، ما شكل نقلة نوعية في مسيرتنا الإصلاحية الشاملة.
وفي ظل هذا الأداء الوطني المتميز، يطيب لنا أن نعبر عن أصدق مشاعر الثناء والتقدير لرئيس ومفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب وموظفيها، فقد شكلت الهيئة، وهي إحدى ثمرات التعديلات الدستورية الرائدة، علامة فارقة في تاريخ إدارة الانتخابات والإشراف عليها، فالعاملون فيها وصلوا الليل بالنهار، مؤمنين أن نجاحهم لا يكون إلا بمنح الوطن قصة نجاح تتمثل في إدارة العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية وحياد. فجزاهم الله كل خير على ما بذلوه من جهود استثنائية ومساعٍ دؤوبة وصادقة منذ تصديهم لهذه المهمة الوطنية الجليلة وخلال فترة زمنية قياسية، لإنجاز انتخابات نيابية نوعية، بشهادة جميع المراقبين المحليين والدوليين.
وقد جاءت العملية الانتخابية ناجحة في مجملها، ولا بد من الانتباه إلى بعض نقاط الضعف المحدودة والثانوية، والتي لم تؤثر على جوهر العملية الانتخابية، لتجاوزها وتطوير إدارة العملية الانتخابية باستمرار.
كما أثمن دور المتطوعين الذين عملوا على مدار الساعة مضحِّين بأوقات راحتهم، وعكسوا صورة مشرقة نفتخر بها للروح الأردنية الوثابة للعطاء، والتي أثارت إعجاب المواطنين والمراقبين، إذ استمروا بتقديم الخدمة لكل من توجه لمراكز الانتخاب، بكل حرص وإيثار.
والمراقبون الأردنيون الذين انتشروا على مساحة الوطن العزيز، لمراقبة سير العملية الانتخابية، والكشف عن مكامن الضعف في بعض الإجراءات من أجل سرعة استدراكها، قد أسهموا في خروج هذه الانتخابات على الشكل الذي يليق بمسيرتنا الديمقراطية، وسيكون لملاحظاتهم أيضاً دور أساسي في تطوير العملية الانتخابية في الدورات القادمة، ولهم منا كل الشكر والتقدير.
لقد كان للحكومة، منذ بدء العملية الانتخابية، دور مهم، في توفير كل أشكال الدعم والمساندة لضمان نجاح هذا الاستحقاق الدستوري والإصلاحي الهام، حيث أثبتت هذه الانتخابات حيادية أجهزة الدولة، وحرصها الأكيد على تهيئة الظروف المناسبة، وأجواء الحرية والمساواة والمشاركة أمام الجميع.
وفي هذه المناسبة، أعبر أيضا عن فخري واعتزازي العميقين، بكل فرد من منتسبي جهازي الأمن العام وقوات الدرك والدفاع المدني، الذين عملوا بكل جهد ومهنية وحضارية على مدار الساعة، مساهمة منهم في جعل يوم الانتخاب، يوما مشرقاً في مسيرة تحولنا الديمقراطي.
ولا يفوتني كذلك، تقديم الشكر لجميع مؤسسات المجتمع المدني، التي وفرت بيئة مُحفِّزة للمشاركة في هذه الانتخابات، من خلال نشاطاتها التوعوية. كما أشيد بالدور المسؤول والواعي لمختلف وسائل الإعلام الرسمية والوطنية، التي وفرت منبرا للحوار الهادف والبنّاء، وعملت على تغطية جميع مراحل العملية الانتخابية، بحياد وموضوعية ومهنية.
كما أتقدم بالتهنئة الصادقة لأخواتي وإخواني ممن فازوا بثقة شعبنا المعطاء، الذي يستحق منا جميعا العمل الموصول لتحقيق مستقبله المشرق. ولا بد من التأكيد على عِظم مسؤولية مجلس النواب الجديد في التصدي للتحديات الوطنية، وديمومة التواصل والحوار مع المواطنين وجميع القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية، لإيصال صوتهم وتبني قضاياهم تحت قبة البرلمان بما يحقق الصالح العام، ولتجذير مشاركة المواطنين الفعلية في صنع القرار، وحتى نمضي إلى محطات الإصلاح القادمة بأعلى درجات التوافق والمشاركة.
ونقدّر كذلك دور كل من ساهم في إثراء العملية الانتخابية ترشحاً، ونذكّر الجميع أن لا خاسر في هذه العملية الانتخابية، لأن الوطن هو الرابح الأول والأكبر، وكلكم أبناء وبنات الوطن تربحون وتكبرون بإنجازاته. وعلى النواب الفائزين بثقة الشعب أن يثبتوا أنهم نواب الشعب كله وأن يحملوا همومه وقضاياه وأولوياته، لتكون هذه الانتخابات منطلقاً للتوحد والتلاقي وليس الاختلاف والفرقة، لا قدر الله.
ولا شك أن هذه المحطة الانتخابية الجديدة تشكل فرصة للجميع من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والناشطين وجميع المهتمين بالشأن العام للتأمل وتعلم الدروس والبناء على التجارب من أجل تطوير عملية التحول الديمقراطي، من خلال معالجة نقاط الضعف التي تم رصدها بموضوعية ومسؤولية، والشروع في تحسين وتطوير العملية الانتخابية.
واليوم، ونحن نقطف إحدى ثمرات الإصلاح، ونقف على أعتاب محطة جديدة، فإننا على يقين تام بأننا وبهمّة جميع الأردنيين والأردنيات، وتلاحمهم وحرصهم على المشاركة في تحمل المسؤوليات، نسير بخطوات واثقة، يدا بيد، نحو محطات العمل والإنجاز التي تنتظرنا ونحن ننتقل من الربيع الأردني إلى الصيف الأردني، موسم العمل والحصاد.
وإنني إذ أبارك مرة أخرى لأسرتنا الأردنية الواحدة، وأحييهم على هذا الإنجاز التاريخي، لأسال الله، العليّ القدير، أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير ورفعة وطننا الأغلى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عبدالله الثاني ابن الحسين
عمّـان في 17 ربيع الأول 1434 هجريـة
الموافق 29 كانون الثاني 2013 ميلادية
يمكنكم التعليق عبر صفحتنا على الفيس بوك