عودة خدمة العلم .. استعدادات لمخاطر إقليمية ورد بالأفعال لا الأقوال

وسط ضجيج الصمت عقب تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن التوسع على حساب الأردن ودول عربية مجاورة، جاء الرد الهاشمي بالفعل لا الاقوال.
عودة خدمة العلم، هكذا يكون الرد، فالأردن ليس لقمة سائغة.. ولحم الأردنيين ليس طريا كما يظن الاحتلال، والقيادة لا تسمح بالتطاول على الأردن والأردنيين، ولا تصمت لقاء ذلك لكنها لا تتحدث كثيرا بل تفعل..
إعلان ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني من محافظة إربد بإعادة تفعيل خدمة العلم تهيئة للشباب ليكونوا جاهزين للدفاع عن الوطن، لاقى ردود فعل مؤيدة بشكل واسع في الشارع الأردني، واعتبرته نخب أردنية استجابة للمطالب الشعبية بالتجنيد الإلزامي.
أفضل رد على تصريحات رئيس وزراء الاحتلال المتطرف نتنياهو
نائب رئيس الوزراء الاسبق الدكتور ممدوح العبادي، اعتبر إعلان ولي العهد خطوة وطنية متقدمة، تلبية لمطالب الشعب الأردني بأسره، وسط ما تمر به المنطقة من مخاطر.
ووجه العبادي في حديثه لـ عمون، الشكر الجزيل إلى سمو ولي العهد على هذه الخطوة، مؤكدا أنها أفضل رد على تصريحات رئيس وزراء الاحتلال المتطرف نتنياهو.
وقال إن إعادة تفعيل خدمة العلم في الأردن، هي أول خطوة من خطوات استعداد الشعب الأردني لمواجهة العدو الذي تمادى كثيرا.
لا بد من تدريب الشباب الأردني على استخدام السلاح
اللواء المتقاعد محمد البدارين، أكد ضرورة إعادة تفعيل خدمة العلم في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، مشددا في ذات الوقت على أهمية اجراء تعديلات على قانونها المجمد منذ زمن طويل.
وقال البدارين لـ عمون، إن قانون خدمة العلم فرض لأول مرة عام 1976، وجاء نتيجة لضعف إقبال الشباب على الالتحاق بالخدمة العسكرية النظامية آنذاك.
واوضح أن الوضع مختلف في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الأردنية ليست بحاجة إلى المتطوعين العسكريين، لكن لا بد من تدريب الشباب الأردني على استخدام السلاح في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات.
وأضاف، أنه بناء على ذلك، لا بد من اجراء تعديلات على الخدمة كي لا تكون ملزمة لمن لا يرغب من الشباب، وتقصير مدتها إلى 3 اشهر بدلا من عامين، موضحا أن 3 اشهر كافية للتدريب على السلاح.
ودعا البدارين إلى مراعاة ظروف الشباب في الفئة العمرية التي يشملها القانون، فمنهم من كون أسر وينفق عليها ويلتزم بوظائف وأعمال، واخرون على مقاعد الدراسة.
وأشاد البدارين بآلية الرد الأردني على تصريحات نتنياهو دون التطرق إليها، موضحا أن إعلان عودة خدمة العلم بالتأكيد مرتبط بتصريحات الاحتلال حول "اسرائيل الكبرى" والظروف في المنطقة بشكل عام، والاستجابة إلى المطالب الشعبية بالتعبئة العسكرية.
كما دعا إلى ايجاد برنامج خدمة علم مدروس لاستيعاب طاقات الشباب والاستفادة منها في المجالات الزراعية والصناعية، إلى جانب التدريب على استخدام السلاح والانضباط العسكري.
احتياج أردني استعدادا لاستحقاقات إقليمية
النائب الأسبق الدكتور أمجد آل خطاب، اعتبر إعلان خدمة العلم خطوة أولى باتجاه الرد العملي على تصريحات اليمين المتطرف في الاحتلال الاسرائيلي والتي عبر عنها رئيس الوزراء نتنياهو بأحلامه في بناء دولة تمتد على التراب الأردني.
وقال آل خطاب لـ عمون، إن خدمة العلم إضافة إلى أنها رد عمل على التصريحات، إلا أنها احتياج أردني داخلي بلا شك، وذلك لإعداد الشباب وتمكينهم من خدمة وطنهم، وتعزيز قيم الانتماء لديهم من خلال ارتداء شعار الجيش العربي.
وأضاف، ان إعلان سمو ولي العهد اليوم رسالة واضحة تجاه اليمين الاسرائيلي المتطرف، حتى وإن لم يشر إلها صراحة، كما أنها استعداد لاستحقاقات إقليمية جديدة قادمة قد يتأثر بها الأردن، ولذلك لا بد من تمتين اللحمة الوطنية وتعزيز قيم المواطنة.
وعن الاعداد الكبيرة من فئة الشباب الذين قد يستهدفهم البرنامج، أكد آل خطاب أن وحدة التعبئة والتجنيد في القوات المسلحة الأردنية لديها القدرة على ايجاد برنامج مناسب وإدارته بالطريقة الفضلى.
واقترح أن تكون مدة البرنامج 6 اشهر، منها 3 تدريبات عسكرية وعلى استخدام السلاح والانضباط، و3 اخرى يخدم خلالها الشباب في إحدى الواجهات الحدودية للمملكة لينخرطوا في العمل العسكري ومع افراد الخدمة النظامية، إضافة إلى منحهم رواتب شهرية رمزية.
تخوفات سخيفة
العبادي وآل خطاب انتقدا أي تخوفات من عودة خدمة العلم وسط انتشار الجماعات الارهابية والمتطرفة في المنطقة، والتي قد تستغل الشباب المدربين على استخدام السلاح في ظل البطالة المرتفعة بالأردن.
وأكد العبادي أن هذه التخوفات سخيفة وقد يصل الحديث عنها إلى حد الخيانة، فيما يرى آل خطاب أنها على العكس ستكون فرصة لتعريف الشباب بالدور الحقيقي للجيش العربي والاستفادة من دور إدارة الافتاء في القوات المسلحة والتي لديها القدرة على التأثير في الشباب لنقلهم من الأفكار المتطرفة إلى المواطنة الحقيقية.
قلوب متعطشة لإعادة خدمة العلم
النائب عن كتلة جبهة العمل الإسلامي وسام ربيحات، أكد أن إعلان سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني، أنعش القلوب خاصة في ظل التصعيد من قبل الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأردن.
وقال ربيحات لـ عمون، إنّ القلوب كان متعطشة لإعادة خدمة العلم، ومجرد الإعلان عنها هي سابقة ورسالة واضحة للداخل بجدية الدولة في التعمال مع هذا الملف، وخارجيًا، بأن الأردن لا يكتفي بالعمل الدبلوماسي وإنما لديه إجراءات داخلية تجعله على اهبة الاستعداد لأي مواجهة محتملة.
وبين أنّ كتلة جبهة العمل الإسلامي ترى أنّ جميع الأردنيين والأردنيات، عليهم الاندماج بهذا الملف مهما ترتب عليه من تبعات.
وحول آلية شمول الشباب لا سيما الموظفين والعاملين ومعيلي الأسر، أشار إلى أنه لا يجب أن يكون هناك تعارض بين خدمة العلم والعمل الحكومي أو الخاص، ولكن لا بد من تنازل الأفراد والشعب عن أوقاتهم وبعض ما يمسهم من حاجات في الحد الأدنى، بدون التأثير المباشر على الامن المعيشي للعائلات، مشيرا إلى أن هناك افكار عديدة حول ذلك.
واقترح ربيحات، استغلال ساعات ما بعد الدوام الرسمي، والعطل الرسمية، وتقليل ساعات العمل مقابل الانجاز، فالبرنامج بحاجة إلى تشارك بين الحكومة والقطاع الخاص ومجريات القانون والترتيبات.
وأكد النائب أن الأردن يعرف أطماع الاحتلال الإسرائيلي منذ زمن بعيد، والبرنامج هو استعداد شعبي لمواجهة أي تهديد للأردن ومصالحه العليا وبعده القومي والعروبي والإسلامي.