تفاصيل جديدة حول سقوط نظام "الاسد" ونقل 62 ضابطاً سُوريّاً رفيعاً إلى موسكو
هوا الأردن -
كشفت مصادر دبلوماسية مطّلعة على كثير من التفاصيل بأن وزارة الدفاع الروسية قامت مباشرة وبعد سقوط مدينة حلب شمالي سورية بأيدي مقاتلي هيئة تحرير الشام بتأمين نقل ما يصل عدده إلى 62 ضابطا رفيع المستوى من أعلى الرتب في جميع القطاعات العسكرية بالجيش السوري وبموجب مذكرات استدعاء سريعة إلى موسكو.
وتم فعلا حسب تلك المصادر نقل أكثر من 60 ضابطا في أركان الفرق العسكرية السورية وتأمينهم في موسكو برفقة زوجة وأبناء الرئيس الذي تنحّى عن السلطة بشار الأسد.
وجرت عملية نقل هؤلاء الضباط برتب رفيعة بموجب بروتوكول متّفق عليه بين وزارتي الدفاع في البلدين.
والإجراء الروسي فيما يبدو كان جزء من ترتيب منسّق مع وزارة الدفاع التركية.
وبهدف تثبيت وقائع الأمر كما هي بمعنى منع الاقتتال والصدام بعد تمكن المقاتلين من مدينة حلب بمساعدة الجيش التركي في مدينة حمص وريفها وصولا إلى دمشق العاصمة.
وذُكر في تقرير استخباري ودبلوماسي تمكّنت "رأي اليوم ” من الاطّلاع عليه بأن الأوامر الروسية بإخلاء نخبة من كبار الضباط وأركان الجيش السوري صدرت على نحو مفاجئ وقبل توجّه قوات الثورة السورية إلى مدينة حمص، الأمر الذي تم الأعلان عنه بصيغة إعادة توزيع القوات.
ونقل غالبية كبار الضباط مع متعلقاتهم الشخصية وتم إبلاغهم بالإقامة في بعض المدن الروسية.
وتمّت عملية النقل على دفعتين: الأولى باتجاه قاعدة روسية محمية شمالي العراق وبالتوافق مع الحرس الثوري الإيراني والثانية تأمين النقل جوا إلى موسكو.
ولم تفهم رئاسة الأركان السورية في ذلك الوقت ماهي مبررات الأوامر التي صدرت من أعلى المستويات بالخصوص في موسكو.
لكن إخلاء الهيكل القيادي للفرق العسكرية السورية ترك العديد من جنود الجيش السوري بدون أي قيادة حقيقية ووجدت مجموعة من صغار الضباط نفسها أمام واقع موضوعي ميداني صعب مما أدى إلى انسحاب الكثير من المدرعات والمجموعات من منطقة تلو الأخرى وصولا لبعض مدن وأنحاء الساحل السوري فيما قررت قيادات شابة في العديد من الوحدات العسكرية الفرار وإخلاء مواقعها.
ولم يُعرف بعد ما إذا كان الإجراء الروسي المباغت قد شمل القائد العام للفرقة السورية الرابعة وشقيق الرئيس السوري السابق ماهر الأسد والذي يُعتبر من أبرز الشخصيات في النظام السوري المتنحي.
لكن أنباء وتسريبات مقربة من مستشارين روس أبلغت أن ماهر الأسد تم ترحيله أيضا إلى شمال العراق ثم إلى مكان مجهول في روسيا.
والواضح الآن وفق إجماع التقارير الاستخبارية والدبلوماسية العميقة أن أوامر موسكو بنقل أكثر من 60 ضابطا كانت بموجب تنسيق مع وزارة الدفاع التركية حصرًا وقدّمت مساهمة أساسية في المشهد الغامض الذي اجتاح سورية خلال 11 يوما فقط وانتهى بإسقاط النظام السوري بسرعة، الأمر الذي استغلّته إسرائيل بالمقابل لفرض وقائع على الأرض احتلّت بموجبها المزيد من الأراضي السورية.