جهود لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
مفاوضات بحضور أميركي اليوم وبوادر توتر بين نتنياهو وواشنطن

هوا الأردن -
حراك دبلوماسي نشط يتم بذله لإنقاذ اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة من الإنهيار، عبر عقد مفاوضات مكثفة اليوم في قطر بحضور أميركي، بدون وجود ضمانات كافية للضغط على الاحتلال لتنفيذ الاتفاق، في ظل أول بوادر توتر يحدث بينه مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب محادثات واشنطن مع حركة حماس حول الإفراج عن أسرى أميركيين لدى الحركة.
إلا أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يصر على عنجهيته المعتادة، فأعلن الاستعداد لإرسال وفده التفاوضي إلى قطر اليوم لمواصلة الجهود الهادفة إلى تمديد اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى في غزة، وليس الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه، وفق تصريح صادر عن مكتبه.
ومن المتوقع أن يصل مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، إلى الدوحة، غداً، لعقد مفاوضات مكثفة في محاولة للتوسط في اتفاق جديد بين الاحتلال وحركة حماس.
ومن المتوقع أن ينضم ويتكوف إلى الوسطاء والمفاوضين القطريين والمصريين ووفد حماس ووفد الاحتلال، الذين سيبدأون المحادثات اليوم الإثنين.
وستكون هذه المحادثات هي الأولى منذ تولي ترامب منصبه، ومنذ إبرام الاتفاق الذي أسس لوقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً في غزة في مرحلته الأولى، والتي انتهت قبل أسبوع واحد.
وتضغط إدارة ترامب من أجل التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، وتمديد وقف إطلاق النار حتى بعد شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي وربما يؤدي إلى هدنة طويلة الأمد من شأنها أن تنهي الحرب على غزة.
في حين أكدت حركة حماس، ضرورة الدخول في المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات والمواد الإغاثية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفق تصريح لمستشار رئيس المكتب السياسي للحركة طاهر النونو.
وأجرى وفداً من قيادة الحركة، برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي، محادثات في القاهرة، لبحث العديد من القضايا المهمة بروح إيجابية ومسؤولية، وخاصة مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مراحله المختلفة.
وشدد الوفد على ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق، والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، وفتح المعابر، وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع دون قيد أو شرط.
وأكد موافقة الحركة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة، إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني، وإجراء الانتخابات العامة في كل مستوياتها الوطنية والرئاسية والتشريعية. كما عبرت الحركة عن تقديرها لمخرجات القمة العربية وخاصة خطة إعادة إعمار قطاع غزة، والتأكيد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
إلا أن حكومة الاحتلال نفت حدوث تقدم في المحادثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي كانت من المفترض أن تبدأ في 3 شباط (فبراير) الماضي، لكن سلطات الاحتلال امتنعت فعليًا عن المشاركة، إذ تتطلب هذه المرحلة انسحابًا كاملًا لجيش الاحتلال من قطاع غزة والتزاماً بإنهاء الحرب بشكل دائم مقابل إطلاق سراح بقية الأسرى في غزة.
في المقابل، تسعى حكومة الاحتلال إلى تمديد المرحلة الأولى للسماح بإطلاق سراح المزيد من الأسرى دون الالتزام بإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه حماس والمقاومة الفلسطينية.
وفي تطور متصل، ظهرت أولى بوادر التوتر بين حكومة الاحتلال وإدارة الرئيس ترامب بعد الكشف عن محادثات مباشرة أجرتها واشنطن مع وفد حركة حماس، بقيادة خليل الحية في الدوحة، بشأن الإفراج عن أسرى أميركيين لدى الحركة.
ورغم التوترات، سعى نتنياهو إلى تهدئة الأجواء من خلال تقديم الشكر للرئيس ترامب على دعمه المستمر للكيان المُحتل، حيث كتب على منصة إكس (تويتر سابقًا): شكرًا لك، الرئيس ترامب، على دعمك الجريء لإسرائيل في حربنا العادلة ضد حماس، وفق مزاعم قوله.
ومما يزيد من خطورة الوضع الراهن؛ تهديد نتنياهو بإجراءات تصعيدية وصولاً إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية في حال فشل المفاوضات، بحيث قد تشمل المرحلة المقبلة قطع إمدادات الكهرباء والمياه عن قطاع غزة، وذلك بعد منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإغلاق المعابر المؤدية لغزة.
وزعمت وسائل إعلام الاحتلال بأن الكيان المُحتل قد يلجأ لاحقًا إلى تنفيذ ضربات جوية وعمليات عسكرية، وفي مرحلة لاحقة قد يعيد قواته إلى شمال غزة لدفع السكان الفلسطينيين إلى مناطق أخرى داخل القطاع.