مركز نحن ننهض يطلق فعاليات مشروع "شبكة أصوات السلام" في شمال الأردن

أطلق مركز نحن ننهض للتنمية المستدامة، وبالشراكة مع مركز الحوار العالمي - كايسيد، فعاليات مشروع "شبكة أصوات السلام"، بمشاركة 15 شخص ممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني من محافظة إربد، المفرق، جرش، وعجلون.
ويهدف المشروع إلى تمكين مؤسسات المجتمع المدني في شمال الأردن من التصدي لخطاب الكراهية وتعزيز التماسك المجتمعي، من خلال بناء شبكة فاعلة تدعم الحوار بين الفئات الدينية والثقافية المختلفة، وتنظم جلسات حوارية محلية تفتح مساحات للتفاهم المشترك.
وفي كلمته خلال حفل الإطلاق، أكد مدير مركز نحن ننهض، الأستاذ عامر أبودلو، أن المشروع يأتي استجابة مباشرة لتصاعد الهجمات الرقمية وخطابات التحريض والكراهية على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تهدد السلم المجتمعي والوحدة الوطنية في الأردن. وأضاف:
"نحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مبادرات تعيد الثقة بين مكونات المجتمع، وتحفّز على تبنّي خطاب يقوم على التفاهم والاختلاف كقيمة لا كتهديد، الحل لا يكمن فقط في الرقابة التقنية، بل في تمكين المجتمع المحلي من بناء شبكات حوار ومناعة اجتماعية رقمية مستدامة".
وأشار أبودلو إلى أن المشروع ينسجم مع رؤية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، والتي تجسدت بإطلاق "المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل"، موضحًا أن "أصوات السلام" يترجم هذه الرؤية عمليًا عبر تطوير وعي المؤسسات المجتمعية بالمسؤولية الرقمية، وتدريبها على كيفية رصد ومواجهة حملات التحريض والتضليل، وتعزيز قدراتها على التعامل مع التحديات الرقمية.
ومن جهتها، أوضحت مديرة المشروع الأستاذة رانيا الخالدي، أن "شبكة أصوات السلام" تسير ضمن ثلاث مراحل مترابطة تهدف إلى تمكين المؤسسات من أداء أدوار ريادية في بناء السلام المجتمعي، تبدأ المرحلة الأولى بتدريب 15 مؤسسة على مفاهيم الحوار بين الأديان والثقافات، ومهارات التيسير المجتمعي، إلى جانب تدريب متخصص حول الرصد الرقمي والتصدي لخطاب الكراهية على الإنترنت.
أما المرحلة الثانية فتتضمن تطوير "حقيبة الحوار المجتمعي"، وهي أداة تدريبية شاملة تضم دليلًا عمليًا للميسّرين، أدوات تقييم، أنشطة لبناء الثقة، ولعبة تعليمية تفاعلية بعنوان "جسر الحوار"، تهدف إلى تمكين المشاركين من تبني قيم الحوار والتفاهم.
وتُختتم المراحل بتنفيذ جلسات حوارية ميدانية في المحافظات المستهدفة، تستهدف أكثر من 300 مشارك ومشاركة من مختلف الفئات الدينية والثقافية، لتعزيز المساحات الآمنة للنقاش، وبناء الثقة، وتجاوز الصور النمطية داخل المجتمعات المحلية.
وسيُختتم المشروع بمؤتمر وطني موسّع تستعرض خلاله المؤسسات المشاركة تجاربها والدروس المستفادة، ويتم خلاله تكريم المؤسسات الأكثر تميزًا عبر منح "علامة الحوار" تقديرًا لجهودها.
كما سيتم إصدار تقرير ختامي شامل يُرفع إلى الشركاء، والجهات المانحة، وصنّاع القرار، يتضمن تقييمًا نوعيًا لنتائج المشروع وتوصيات لتوسيع نطاقه إلى محافظات ومجتمعات أخرى في الأردن.
ويُعد هذا المشروع خطوة نوعية في دعم جهود بناء السلم المجتمعي في الأردن، من خلال تطوير قدرات مؤسسات المجتمع المدني على مفاهيم الحوار، ومهارات التيسير، وإدارة الجلسات المجتمعية، والتفاعل بين الثقافات، وذلك استجابة للتحديات المتزايدة المتعلقة بخطاب الكراهية، والهجمات الرقمية، وضعف الروابط الاجتماعية في بعض المناطق.