مظاهرات الإخوان أمام السفارات المصرية .. خروج عن المبادىء الوطنية وتزييف للرأي العام العربي

هوا الأردن - كتب : د- إسلام العياصره
لم تنفك الايدي الايرانية من محاولاتها المستمرة في العبث بالقضية الفلسطينية من خلال الضغط على جناحها المستاجر في حركة حماس لافشال اي مفاوضات واعاقة التوصل الى اتفاق يحقق نتيجة لصالح اهالي غزة واستغلال ذبابهم الالكتروني لشن حملة من الادعاءات الباطلة بتورط مصر ونظامها السياسي في اغلاق معبر رفح وتجويع اهالي غزة عبر حصارها .
هذه الحملة المتسارعة والتي لا تحمل في اجندتها اي طهارة عربية اطلقت العنان لسيل من التهم للنظام المصري بعد دعوة عدة دول لحركة حماس بوقف القتال وتسليم السلاح وتصريح مصر الصريح بعدم وجود مستقبل لحماس بالبقاء مجددا في غزة في ظل الرفض الشعبي لوجودها مقارنة مع الوقائع والمشاهدات على الارض .
الغريب ليس موقف قيادات حماس أو ذبابهم من التنظيم الدولي لجماعة الاخوان ليتعدى ذلك الى حملة تجييش لاقامة فعاليات منددة ومظاهرات احتجاجية تنطلق من امام السفارة المصرية في تل ابيب تحت اشراف سلطات الاحتلال التي سمحت للحركة الإسلامية فرع رائد صلاح المحظورة بالتظاهر أمام سفارة مصر لدى تل أبيب، وهو دليل على وجود ارتباط رئيسي بين الكيان المحتل وقادة الحركة الذين يتظاهرون أمام السفارة المصرية لدى تل أبيب بتغطية واسعة من وسائل اعلام إسرائيلية ، الى جانب فعاليات اخرى امام السفارات المصرية في أمستردام، ولندن، وبرلين، وباريس، وامتدت إلى دول عربية، بزعم دعم أهالي غزة في محاولة لتفعيل أدوات التحريض في الخارج للتضامن مع غزة، وسط تحركات منظمة ووسوماً تحريضية ودعوات مباشرة لـ"محاصرة" السفارات والقنصليات المصرية والتي تهدف إلى الإساءة للدور المصري، وتوظيف الملف الإنساني في قطاع غزة لصالح أجندات مشبوهة في محاولة لتأليب الجاليات والشعوب العربية ضد القاهرة و تشويه صورة مصر في المحافل الدولية من خلال تحرك بعض العناصر المرتبطة بالجماعة الإرهابية في الخارج، للظهور أمام السفارات المصرية، وتصوير مشاهد قصيرة تحريضية ، وتوجيه اللوم إلى مصر التي تبذل جهوداً حثيثة في مفاوضات الوساطة والمساعدة بإدخال المساعدات، وغض الطرف عما تفعله إسرائيل ذاتها في القطاع المُحاصر منذ أحداث السابع من أكتوبر.
دعوات التحريض التي اطلقها تنظيم الإخوان ضد السفارات المصرية في الخارج تأتي اليوم في إطار استراتيجية التنظيم المعروفة بـ"الإرباك والإنهاك"، والتي تهدف إلى الضغط على الدولة المصرية ودول اخرى عبر إثارة الفوضى في نقاط متفرقة يمكن استغلالها سياسياً وإعلامياً وهو ما يثير علامات استفهام كبيرة خاصة وأن تنظيم الاخوان يرى في ملف غزة قضية إنسانية يمكن من خلالها حشد الشعوب ، واختارت مصر والأردن تحديدًا لتطبيق هذه الاستراتيجية بدوافع انتقامية ، باعتبارهما دولتين مجاورتين لقطاع غزة، وهناك توافق كبير وواضح ما بين جماعة الإخوان وجهات دولية على هذا الأمر، لخلق هذه الفوضى، ما يُنذر بتمرير قضية التهجير للشعب الفلسطيني واحباط جهود حل الدولتين ، وهو ما لا يدع مجالا للشك بدور محوري ورعاية رسمية للموساد في هذه التظاهرات التي تمثل انحرافًا خطيرًا عن جوهر القضية الفلسطينية ويمثل خيانة واضحة لمبادئ الوطنية، وعبثا سياسيا مفضوحا يكشف عن الوجه الحقيقي للجماعة والتنظيم وادواتهم التي لا تتردد في التحالف مع أعداء الأمة من أجل مصالحها ، حيث أن هذا السلوك لا يعبر عن موقف وطني مسؤول من قبل تنظيم الاخوان الدولي ، بل يكشف محاولات مستمرة لعزل مصر ودول عربية في مقدمتها الأردن عن المشهد الفلسطيني، رغم دورها التاريخي للقضية الفلسطينية.
الشعب الفلسطيني اليوم يعرف جيدًا من يقف معه ومن يتاجر بقضيته ويحاول تازيم المشهد في غزة ، خاصة وأن هذه الدول قدمت تضحيات لا ينكرها إلا جاحد، وان هذه المحاولات التحريضية وادواتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للنيل من مكانتها في هذا التوقيت لن تكون سوى خدمة مجانية للاحتلال ونتنياهو وما هي إلا مسرحية سياسية متقنة تهدف إلى تضليل الرأي العام، وتقديم صورة زائفة عن المظلومية، وهي استراتيجية يتقنها كل من الإخوان وإسرائيل لكسر حائط الدعم العربي الأصيل للقضية الفلسطينية برمتها خاصة في هذا التوقيت الذي يشهد تنامي دعوات الاعتراف بدولة فلسطينية .
والاكثر غرابة ليس هذا السلوك الانحطاطي من الاخوان لابل هو تجاهل التنظيم مقار السفارات الإسرائيلية ومكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقود العدوان الإسرائيلي على غزة، بالإضافة لعدم تنظيمهم لأي تظاهرات أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية أو الكنيست الإسرائيلي للاحتجاج على جرائم الإبادة والتجويع والتشريد والاستيطان بحق الشعب الفلسطيني، وهو ما يؤكد التضليل الذي يمارسه التنظيم الدولي وقيادات حماس عن السبب الحقيقي في محاصرة غزة والعدوان عليها في سياق سياسي شعبوي يخدم هذه الأجندات من خلال تزييف وعي الرأي العام العربي، على الرغم من معرفة المجتمع الدولي جيدًا بأن السبب الرئيسي في تعقيد الوضع الإنساني وإغلاق المعابر هو ممارسات الاحتلال الإسرائيلي .