أبو عبيدة: الأسرى لن يحصلوا على امتياز خاص في ظل جريمة التجويع والحصار

أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح المسلّح لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، استعداد الكتائب للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أيّ طلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإدخال أطعمة وأدوية لأسرى الاحتلال المحتجزين في قطاع غزة، وذلك ضمن ضوابط محددة. وأوضحت القسام في بيان، نشره المتحدث أبو عبيدة على منصات التواصل، أنّ التجاوب مشروط "بفتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء لعموم أبناء شعبنا في كل مناطق قطاع غزة"، إلى جانب "وقف الطلعات الجوية للعدو بكل أشكالها في أوقات استلام الطرود للأسرى". وأضاف أبو عبيدة أنّ كتائب القسام "لا تتعمّد تجويع الأسرى"، موضحاً أنهم "يأكلون مما يأكل منه مجاهدونا وعموم أبناء شعبنا"، وشدد على أنهم "لن يحصلوا على امتيازٍ خاص في ظل جريمة التجويع والحصار" التي يتعرض لها القطاع منذ أكثر من 22 شهراً.
ويأتي ذلك بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إنه تحدث إلى جوليان ليريسون، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة، وطلب منه المشاركة في تقديم الغذاء والرعاية الطبية للمحتجزين في قطاع غزة. وبثّت كتائب القسام، أمس السبت، مقطعاً مصوّراً لأحد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، يظهر فيه وهو يوجه رسالة مؤثرة تؤكّد تخلّي حكومة الاحتلال عنه، وسط ظروف صحية بالغة السوء ناجمة عن الحصار والتجويع المتواصل الذي يطاول كل من في غزة، بمن فيهم الأسرى الإسرائيليون.
ويُظهر المقطع الأسير وهو يعاني من الهزال الشديد وسوء التغذية، إذ قال بصوت خافت متقطع: "اليوم 27-7 الساعة 12، لا أعلم ماذا سآكُل، لم آكل منذ أيام متتالية، وأنا موجود هنا في وضع صعب جداً جداً جداً منذ أشهر. لا يوجد طعام، أتناول القليل من الماء فقط"، وأضاف: "انظروا كم أنا نحيف، هذا ليس خيالاً... هذه حقيقة".
وأوضح الأسير أن المقاومين الفلسطينيين "يعطونه كلّ ما يستطيعون"، مشيراً إلى أنه لا يتناول سوى كميات ضئيلة من العدس والفاصولياء، في إشارة واضحة إلى تأثير الحصار الإسرائيلي الخانق على سكان القطاع، بمن فيهم الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة. ووجّه رسالة مباشرة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قائلاً: "أشعر أنه تُخُلِّيَ عني هنا بالكامل". وفي لقطة توثق اللحظة، ظهر وهو يحفر حفرة بيديه قائلاً: "ما أقوم به الآن هو حفر قبري، لأن كل يوم يمرّ يضعف جسدي أكثر. أنا في الطريق إلى الموت. هذا هو القبر الذي ربما سأُدفن فيه".
ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شددت إجراءاتها، في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".