الروابدة: نعتز باردنية وطنية لا نذيبها في عموم لا ملامح له
أكد رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة، رفضه لعبارة "الهوية الوطنية الجامعة" إذا أسقطت منها كلمة "الأردنية".
وقال الروابدة خلال رعايته حفل افتتاح فعاليات مهرجان أبيلا السياحي الثقافي الثامن، إن الهوية الوطنية الأردنية لا تُقصي أحداً، ولا تُبعد ولا تستثني، فهي تستوعب جميع الأعراق والأديان والمنابت والأصول، وتجمعهم في أسرة واحدة متحابة.
وبين أن ما نريده هو أن نعتز بالأردنية الوطنية، لا أن نذيبها في عموم لا ملامح له.
واضاف، أن الأردن كان ساحة الثورة العربية الكبرى ووقودها الذي حمل راية التحرير حتى دمشق، حيث شارك الأردنيون في بناء الدولة الفيصلية، حتى بقي الأردن الحضن الدافئ للأحرار العرب بعد سقوط الدولة الفيصلية، إذ فتح ذراعيه لكل من لجأ إليه من أبناء الأمة، ولم يُغلق بابه يوماً أمام عربي ضاقت عليه سبل العيش نتيجة العدوان، حتى ولا زال الأردن في صفّ القضايا العربية العادلة، يتحمل الألم والموقف بشرفٍ وإباء.
وأشار الروابدة، إلى أن الأردنيين كانوا ولازالوا يحملون لواء العروبة دون أن نعلن عن هويتنا الوطنية الخاصة، حتى جاء الوقت الذي أحيينا فيه هذه الهوية على أرضنا في الستينات، فكانت بداية تشكل الوعي الأردني الحديث بذاته.
وأوضح أن الأردن عند تأسيسه عام 1921 لم يحمل اسمه الحالي، بل كان يسمى "حكومة الشرق العربي"، لأن الهدف كان تحرير بلاد الشام، مضيفاً أن أول حكومة ضمت سبعة وزراء لم يكن من بينهم سوى أردني واحد، بينما البقية من لبنان وسوريا والحجاز وفلسطين، ومع ذلك لم يُنظر إليهم كغرباء، بل كأبناء أمة واحدة يجمعهم حلم العروبة.
وبيّن أن 17 حكومة تشكلت خلال عهد الانتداب البريطاني دون أن يترأسها أردني واحد، ورغم ذلك بقي الأردنيون يحتضنون الجميع بمحبة وإيمان بوحدة المصير العربي، إلى أن بزغ فجر الهوية الأردنية الحديثة، التي جسدت قيم الانتماء والكرامة والاستقلال.
وعن الحفل قال الروابدة، إن بلدة حرثا، أرض حبلى بالرجولة والعروبة، ما كانت يوماً إلا رافداً من روافد هذا الوطن وعمق هذه الأرض التي انطلقت منها أول حركة فدائية من أجل فلسطين، قادها الشهيد كايد المفلح العبيدات، ومعه ثلة من أقاربه ورفاقه، وعلى هذه الأرض أيضاً اجتمع زعماء الأردن في أم قيس ليصدروا أول قرار عربي يدعو إلى إقامة دولة أردنية والتصدي للعدوان الصهيوني، قبل أن يستفيق الآخرون على خطره.
ونظم المهرجان هيئة اليرموك للتنمية الثقافية والاجتماعية بحضور حشد كبير من اهالي المنطقة والمهتمين.
وأدار الحفل الدكتور هاني عبيدات، إذ بدأ بالسلام الملكي وآيات من الذكر الحكيم تلاه كلمة ترحيبية لرئيس هيئة اليرموك للتنمية الثقافية والاجتماعية خالد اسكندر عبيدات، رحّب فيها براعي الحفل والحضور.
وقال عبيدات: "يشرفنا اليوم أن نحتفي معاً في رحاب أبيلا التاريخ، هذه المدينة التي حملت على مدى العصور عبق الحضارة ورسالة الإنسان الأردني الأصيل، وأن نحتفل اليوم بمنجزنا الثقافي الذي يحمل هويتنا الوطنية في مهرجانٍ بات تقليداً سنوياً يعكس روح الانتماء والعطاء."
وأضاف، "في مهرجان اصبح يجسد التقاء الماضي بالحاضر، ويهدف إلى تسليط الضوء على الإرث التاريخي والسياحي لمنطقة الكفارات وما تزخر به من مواقع أثرية وطبيعة خلابة، إلى جانب إبراز الإبداع الأردني في الشعر والفن والموسيقى والمسرح، مؤكداً أن "الهوية الأردنية هي جذرنا العميق الذي نستمد منه الثبات والكرامة والعزّة".
واشتملت فعاليات المهرجان على فقرات فنية وتراثية وعرض ازياء من تصميم المصممة ليلى أحمد بعرض للثوب الأردني من كافة المحافظات.
كما شارك الشاعر حربي المصري ومحمد العودات بقراءات شعرية تمثلت في حب الوطن.
وفي نهاية الحفل كرم الروابدة المشاركين في فعاليات المهرجان.