الخزاعي: العنف الجامعي يهدد بحرمان الاقتصاد الأردني من 700 مليون دينار
قال البروفيسور المتخصص في علم الاجتماع الأستاذ الدكتور حسين الخزاعي، إن العنف الذي يمارس في الجامعات الأردنية سيتسبب بخسارة الاقتصاد الأردني لـ 650 – 700 مليون دينار اردني، يحصلها من وجود طلبة أجانب وعرب من 113 جنسية، ويبلغ عددهم 51647 طالبا وطالبة يشكلون 12% من اجمالي عدد الطلبة المسجلين في الجامعات الاردنية.
وأوضح الخزاعي، أن المبالغ الـ 650- 700 مليون دينار التي تنفق من قبل هؤلاء الطلبة تستفيد منها الجامعات عن طريق دفع رسوم التسجيل على البرنامج الدولي وأيضا تستفيد منها القطاعات الاقتصادية والخدمية والنقل والمواصلات والاتصالات والمستشفيات والإقامة والمطاعم والمولات والحلويات والمخابز وتجار التجزئة والملابس والبنوك ومحلات الصرافة، وغيرها من القطاعات.
وأضاف، أنه في الوقت الذي بدأنا نلمس اقبالا كبيرا من قبل الطلبة العرب والأجانب بسبب التميز والتقدم الذي حصلت عليه بعض الجامعات الأردنية في التصنيفات العالمية والذي لم تشهده منذ سنوات تأسيسها حيث كان عدد الطلبة العرب والأجانب في العام الجامعي 2023/2024 (46362) من 109 جنسيات، ولكن في العام 2024/2025 لوحده سجل في الجامعات الأردنية 11814 طالباً وطالبة، وهؤلاء يعتبرون سفراء لهذه الجامعات في بلدانهم في الوقت الحاضر ومستقبلا.
وبين الخزاعي، أن الصورة القاتمة والسلبية التي تتسبب فيها اعمال الشغب والعنف داخل الجامعات ستشكل صورة سلبية عند أهالي الطلبة وتنشئ حالة من الخوف على أبنائهم وبناتهم وخاصة بسبب ما يتم نقله من مقاطع فيديو تصور اعمال التخريب والتراشق بالحجارة والكر والفر والضرب الذي يجري بين الطلبة في الشوارع العامة في الجامعات والذي يمكن ان يلحق الأذى بأبنائهم الطلبة، بالإضافة الى وجود ملحقيات ثقافية في السفارات الموجودة في الأردن والتي تتابع شؤون طلابها وهم من 113 جنسية، الأمر الذي يؤدي الى تخفيض فرصة التسجيل في الجامعات الأردنية في السنوات القادمة.
وقال، إن مديونية الجامعات الحكومية الأردنية حتى يوم 18/10/2025 تبلغ 242 مليون دينار، ويساهم البرنامج الدولي والموازي المطبق في الجامعات بسداد جزء كبير من هذه المديونية، وفي حال انخفاض اعداد الطلبة العرب والأجانب في السنة القادمة فما هي الخطط البديلة عند الجامعات او الحكومة؟.
وطالب الدكتور الخزاعي الجامعات بعدم التهاون في معاقبة الطلبة المتسببين في اعمال العنف في الجامعات الأردنية ونسبتهم لا تصل الى 1% فقط من طلبة الجامعات، مطالبا بوضع الرأي العام بكيفية قبولهم وهل يدرسون منح او بعثات او مكرمات او على نفقتهم الخاصة.
وأشار الخزاعي، إلى أنه من خلال رصد أعمال العنف المرتكب في الجامعات خلال السنوات سابقة، نجد أن معظمهم من الكليات الأدبية والإنسانية والاعمال والإدارة، ومن ذوي المعدلات المتدنية في الجامعات.
وطالب رؤساء الجامعات بعدم الاستجابة والرضوخ لمن يحاول التدخل والتوسط للطلبة وتخفيف العقوبات واعلام الراي العام عن أصحاب النفوذ والواسطات الذين يتدخلون للتوسط في تخفيف العقوبات على الطلبة، كما طالب القيام بلقاءات مع الطلبة المستجدين وشرح لهم أنظمة وتعليمات الجامعة وعدم الاكتفاء بوضع هذه الأنظمة والتعليمات على المواقع الالكترونية للجامعات.
وطالب الأهالي بمتابعة أبنائهم داخل الجامعات من حيث تحصيلهم الدراسي وحضورهم للمحاضرات وقيامهم بعمل الواجبات والامتحانات المطلوبة منهم ومعرفة أصدقاء أبنائهم في الجامعات مع التشديد على ان تسود علاقة الود والاحترام والتقدير والتعاون والحوار الهادئ بينهم، وتوجيههم لعدم المشاركة في المظاهرات والمسيرات غير المسموح بها في الجامعات وعدم المشاركة في أعمال العنف والشغب التي تجري داخل الجامعات مهما كانت صلة القرابة بين مرتكبيها او الأطراف المشاركة فيها او الاقتراب من أماكن المشاجرات او التصوير وبث مقاطع الفيديو التي تسيء للجامعة وللعملية التعليمية في الجامعة وتتسبب بإظهار صورة سلبية عن الجامعات في الأردن.
وطالب الخزاعي عمادات شؤون الطلبة في الجامعات بأن يكون لديهم خطة طوارئ للتعامل مع احداث العنف واهمها التنبيه على اعضاء الهيئة التدريسية بعدم السماح للطلبة بالخروج من المحاضرات قبل موعد انتهاء المحاضرة خوفا من خروجهم للمشاركة في اعمال العنف، وتوجيه الاساتذة للطلبة بعدم الانخراط في المشاجرات بعد خروجهم من المحاضرة او الاقتراب من مكان حدوثها، وانشاء مناطق غلق بمساعدة الامن الجامعي على كافة المنافذ المؤدية الى منطقة المشاجرة خوفا من دخول مشاركين جدد فيها، والبدء بعملية اخلاء تدريجي للطلاب المتواجدين في المناطق القريبة من أماكن العنف ومتابعة ابعادهم عن مناطق المشاجرات وارشادهم للذهاب الى المناطق التي لا يوجد فيها اعمال عنف والطلب منهم عدم التجمهر او الاقتراب من مناطق العنف طلابا وطالبات ومنعهم من التصوير اذا تم ملاحظة من يقوم بالتصوير.
كما طالب الجامعات الأردنية بالبدء بوضع خطة إعلامية توضح للرأي العام الأردني والعربي والدولي ما جرى من اعمال عنف وشغب، وبرامج إعلامية للمجتمع العربي والدولي يتم من خلالها شرح التميز والتقدم الذي حققته الجامعات الأردنية وخططها المستقبلية بهدف الاحتفاظ في صورة الجامعات الأردنية التي حققتها في المحافل الدولية، والبدء بتحضير واعداد تخصصات دراسية جديدة في السنة القادمة، وهذه رسالة تؤكد الجامعات من خلالها ان اعمال شغب وفوضى وعنف من قبل طلبة مستهترين لا تؤثر على تقدم الجامعة وسمعتها.