دعم اقتصادي تركي واسع للأردن برعاية أميركية
هوا الأردن - تجري الولايات المتحدة اتصالات مكثفة مع دول إقليمية بهدف تشكيل تحالفات جديدة لتحريك عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين, والاستعداد لمرحلة مابعد النظام السوري.
وفي هذا الإطار, كشفت مصادر ديبلوماسية عربية لـ 'السياسة' عن محادثات رباعية رفيعة المستوى أميركية - أردنية - فلسطينية - إسرائيلية ستعقد في عمان خلال مايو المقبل, بهدف تحريك عملية السلام واستئناف المفاوضات, برعاية تركية - أردنية.
وأشارت إلى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تركيا واسرائيل والأراضي الفلسطينية, خلال الأيام القليلة الماضية, بعد نحو أسبوعين على زيارته المنطقة برفقة الرئيس باراك أوباما, تندرج في هذا الاطار, حيث تسعى واشنطن إلى إعطاء دور أكبر لتركيا والأردن في عملية السلام والأزمة السورية.
وكشفت المصادر عن بوادر تشكل حلفين جديدين في المنطقة: الأول تركي - أردني - إسرائيلي يهدف إلى تحريك عملية السلام المتوقفة منذ سبتمبر 2010 بسبب استمرار الاستيطان والتعنت الاسرائيليين, والثاني تركي - أردني - أميركي يهدف إلى تسريع جهود التوصل إلى حل للأزمة السورية.
وبشأن الحلف الأول, أوضحت المصادر أن الدخول الأردني - التركي على خط مفاوضات السلام سيؤدي إلى تراجع الدور المصري في هذا الملف, وتالياً توتر العلاقات بين عمان والقاهرة, مشيرة إلى أن واشنطن تسعى إلى تشكيل جبهة قوية داعمة للسلام بهدف تشديد الضغوط على إسرائيل, وربط تقدم عملية السلام بعلاقاتها مع دول المنطقة.
أما بشأن الحلف الثاني, فإنه سيمهد الطريق أمام الأردن للطلب من مجلس الأمن المصادقة على إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سورية, بهدف استيعاب تدفق اللاجئين الذي بات يفوق قدرات المملكة.
وفي هذا الاطار, سيؤمن التحالف, وفقاً للمصادر, حصول الأردن على دعم غربي وأممي للمنطقة العازلة التي باتت جميع عناصرها متوافرة, في ظل المعلومات عن وجود قوات أميركية قرب الحدود مع سورية, وتحقيق الثوار تقدماً ميدانياً مهماً في الجانب الآخر من الحدود مع توسيع سيطرتهم على درعا وريفها, بعد نجاحهم في تأمين شريط حدودي بطول نحو 25 كيلومتراً.
وبحسب المصادر, فإن التحالف بين عمان وأنقرة وواشنطن يشمل تقديم دعم اقتصادي واسع للأردن من خلال توسيع العلاقات مع تركيا وزيادة الاستثمارات بشكل واسع, بحيث تصبح المملكة معبراً للأتراك إلى دول مجلس التعاون الخليجي, بدلاً من سورية.
وفي هذا الاطار, سيتم إنشاء جامعة أردنية - تركية في الأردن بتكلفة نحو 100 مليون دينار أردني, كما سيعلن قريباً عن مجموعة استثمارات ضخمة في الأردن, وستشهد عمان, في نهاية الشهر الجاري, ملتقيات سياسية تركية - أردنية, ومن المقرر أيضاً أن يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مستشار الرئيس التركي ارشاد هرمزلي.
وفي الشأن السوري, أكدت المعلومات أن تركيا ستشكل رأس حربة في إقامة منطقة عازلة في درعا جنوب سورية قرب الحدود الأردنية, بعد التوصل إلى قناعة بأن إقامتها قرب الحدود الشمالية لسورية, من شأنه جر حلف شمال الأطلسي إلى تدخل عسكري واسع, يورط الغرب في المستنقع السوري.
وتوقعت المصادر الديبلوماسية توتر العلاقات بين عمان والدوحة في ظل توجه أردني مخالف لرؤية قطر بشأن حل الأزمة السورية, كون تداعياتها تنعكس على دول الجوار أولاً قبل الدول البعيدة عن سورية, على غرار قطر.
ووضعت المصادر في هذا الإطار الانتقادات الحادة التي وجهها نواب أردنيون إلى قطر في الأسابيع القليلة الماضية, كاشفة أن عمان ستطلب من الدوحة نقل مئات آلاف اللاجئين السوريين الموجودين في الأردن إلى أراضيها, إذا استمرت على مواقفها ورفضت التعاون مع الحلف الجديد.
وأكدت أن الحراك الجديد في المنطقة سيكون في صلب المحادثات التي سيجريها أوباما في البيت الأبيض مع كل من ولي العهد الإماراتي نائب القائد العام للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 16 الجاري, وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 23 الجاري, والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 26 الجاري, ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في 16 مايو المقبل