الملك ورئيسة كوسوفو يؤكدان أهمية التوصل لحل سياسي شامل للأزمة السور
أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني أمس مباحثات مع رئيسة جمهورية كوسوفو عاطفة يحيى آغا، التي بدأت أمس زيارة رسمية إلى الأردن، تستمر عدة أيام، أكد جلالته ورئيسة كوسوفو خلالها، الحرص المشترك على تعزيز علاقات التعاون الثنائية في مختلف المجالات، وبما يعود بالفائدة المشتركة على الشعبين الصديقين.
وأعرب الزعيمان، خلال المباحثات، عن أملهما في أن تشكل زيارة الرئيسة يحيى آغا للمملكة، خطوة مهمة على طريق بناء علاقات تعاون ثنائية وثيقة بين الأردن وكوسوفو، خصوصا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتبادل الخبرات في مختلف القطاعات، وبما يفتح آفاقا أوسع لإطلاق شراكة مثمرة.
وتطرقت المباحثات للتطورات الراهنة في الشرق الأوسط، خصوصا تلك المتصلة بجهود تحقيق السلام والمفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام.
وأكد جلالة الملك الموقف الأردني الثابت، تجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبارها مصلحة وطنية أردنية عليا.
كما تناولت المباحثات، تداعيات الأزمة السورية، بحيث جدد الزعيمان التأكيد على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل، يشمل جميع مكونات الشعب السوري، ويجنب منطقة الشرق الأوسط تداعيات الأزمة الكارثية.
وأشار جلالته إلى الأعباء التي يتحملها الأردن، نتيجة لاستضافته العدد الأكبر من اللاجئين السوريين على أراضيه، وما يتطلبه ذلك من تقديم الخدمات الإنسانية لهم.
من جانبها، أعربت آغا عن تطلعها إلى تفعيل أوجه التعاون بين الأردن وكوسوفو، وصولا إلى بناء علاقات شراكة، من شأنها تعزيز روابط الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وأشادت بمواقف الأردن التاريخية المساندة للشعب الكوسوفي وقضاياه، خصوصا مشاركته الفاعلة في قوات حفظ السلام هناك خلال الأعوام الماضية، ما يعبر عن أصالة الأردن قيادة وشعبا في دعم القضايا الإنسانية العادلة، إضافة إلى كون الأردن من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال كوسوفو.
كما ثمنت الجهود المحورية التي تبذلها المملكة، بقيادة جلالة الملك، في دعم جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ورعاية اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات الإنسانية لهم.
وأشارت رئيسة كوسوفو إلى المكانة والاحترام الكبير الذي يحظى به جلالة الملك في الأوساط الدولية، وقدرة جلالته في التعامل مع التحديات الإقليمية بكل حكمة وبعد نظر.
كما أشادت بجهود جلالته، لإيضاح الصورة الحقيقة للإسلام، وبمبادرات جلالته في هذا المضمار، خصوصا رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء.
وكان جرى لرئيسة جمهورية كوسوفو مراسم استقبال رسمية في المكاتب الملكية في الحمر، بحيث كان في مقدمة مستقبليها جلالة الملك، وكبار المسؤولين الأردنيين.
واستعرض جلالته وآغا، حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، وعزفت الموسيقى السلامين الوطني لكوسوفو والملكي الأردني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية للضيفة.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير المياه والري وزير الصناعة والتجارة بالوكالة، ووزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال وزير الخارجية بالوكالة، ومدير المخابرات العامة.
وكانت آغا زارت صباح أمس صرح الشهيد حيث كان في استقبالها رئيس هيئة القوى البشرية ومدير التوجيه المعنوي ومدير صرح الشهيد.
وجرى لها استقبال رسمي لدى وصولها حيث اطلعت على محتوياته التي تجسد تاريخ المملكة منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى، ومراحل التطور التي شهدتها في عهد الهاشميين بالاضافة لتطور القوات المسلحة الأردنية.
وقامت بسقاية شجرة الزيتون المباركة، وعزف الصداحون لحن الرجوع الأخير، وسجلت كلمة في سجل الزائرين، ورافقها في الزيارة وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال وزير الخارجية بالوكالة الدكتور محمد المومني.