الكنيست يعيد فتح ملف الرعايا الأردنية للأقصى
أعلنت رئاسة الكنيست الإسرائلي أمس، عن ادراج موضوع "السيادة على المسجد الأقصى" على جدول أعمال الهيئة العامة غدا الثلاثاء، بعد أن سقط الموضوع في الأسبوع الماضي بسبب خلاف حزب الليكود مع النائب المتطرف موشيه فيغلين الذي بادر الى طلب المناقشة.
وكان العنصري فيغلين طرح طلبه على الهيئة العامة للكنيست اواخر الشهر الماضي، وهو يدعو الى "استعادة" ما يسمى بـ"السيادة الاسرائيلية"، على الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك، رافضا أن تكون السيادة للمملكة الأردنية الهاشمية. وعلى الرغم من أن القرار اتخذ في قاعة خالية من النواب باستثناء ثلاثة، أحدهم رئيس الجلسة والآخر فيغلين ونائب آخر، إلا أن رئاسة الكنيست سارعت على غير عادة الى التجاوب مع القرار، الذي عادة ما يستغرق التجاوب معه عدة أشهر.
ودخل الحاخامات اليهود على خط اليمين الإسرائيلي المتطرف لإعادة طرح مشروع فرض سيادة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك أمام الكنيست، تزامناً مع تهديد المستوطنين باقتحامه غداً.
ويسعى الحاخامات، من خلال أتباعهم وممثليهم في البرلمان الإسرائيلي، إلى تعزيز ثقل المطالبين ببحث المشروع مجدداً، وذلك غداة "إحباط محاولة اليمين الأولى بفعل الجهود الأردنية الحثيثة"، وفق مدير دائرة ألأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة الشيخ عزام الخطيب.
وقال، لـ"الغد" من القدس المحتلة، إن "الحاخامات يتحركون الآن من خلال أنصارهم في "الكنيست" والحكومة الإسرائيلية لطرح مشروع السيادة على الأقصى مرة ثانية، بما يشكل خطورة بالغة إزاء ما يتمتعون به من وزن في الكيان المحتل".
وأضاف أن "هناك اهتماماً أردنياً خاصاً على كافة المستويات تجاه خطورة ما يجري في الأقصى ومدينة القدس المحتلة"، منوهاً إلى "الجهود الأردنية المبذولة لإحباط تلك المحاولات والمخططات الاحتلالية".
وأفاد بأن "الجهات الرسمية المعنية تراقب وترصد عن كثب أي تحركات ومحاولات من هذا القبيل"، داعياً إلى "وقفة عربية إسلامية لدعم الموقف الأردني في جهود التصدي لمخططات الاحتلال تجاه الأقصى".
وأوضح بأن "اليمين الإسرائيلي يسعى إلى إشعال المنطقة"، مشيراً إلى "تحذير الدائرة لقوات شرطة الاحتلال أمس من تنفيذ المستوطنين والمتطرفين اليهود لتهديدهم باقتحام واسع للأقصى غداً الثلاثاء".
وبين أن "المتطرفين يصعدون حملاتهم لدى الدوائر القانونية والتشريعية، بما يعدّ تطوراً خطيراً، تجاه إضفاء الشرعية القانونية على اعتداءاتهم تجاه الأقصى ومدينة القدس المحتلة".
ولفت إلى "اقتحام 43 متطرفاً للأقصى أمس تحت حماية قوات الاحتلال، حيث باتت الاقتحامات تسير في وتيرة متصاعدة، ضمن حملة مسعورة من جانبهم لاقتحام الأقصى تمهيداً لهدف السيطرة عليه".
ويستمد الحاخامات، الذين يتمتعون بمركز معتبر في الداخل الإسرائيلي، قوتهم الإضافية من ثقل التيار اليميني الديني المتطرف وامتداداته عند غلاة المستوطنين، أمام إشغال أكثر من ثلث مقاعد "الكنيست" وصدارة الحقائب الوزارية.
من جانبها، حذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية من "تصاعد انتهاكات الاحتلال في مدينة القدس والاقتحامات المتكررة لباحات الاقصى من جانب المستوطنين تحت حماية إسرائيلية رسمية".
ونبهت، في بيان أصدرته أمس، إلى "خطورة دعوات اليمين المتطرف لاقتحام الأقصى غداً ورفع الأعلام الإسرائيلية في باحاته الطاهرة"، مما يفتح لمرحلة جديدة في سياق سياسة تهويد وأسرلة المدينة المقدسة".
واعتبرت أن ذلك يأتي "في إطار قتل عملية السلام، وإفشال جهود وزير الخارجية الأمريكية جون كيري لتحقيق تقدم في العملية السياسية"، محملة المسؤولية "للمجتمع الدولي وللإدارة الأمريكية، إضافة إلى الأمة العربية الاسلامية التي يتوجب تحركها العاجل لصدّ عدوان الاحتلال".
من جانبها، حذرت مؤسسة القدس الدولية من "المصير المنتظر للقدس المحتلة في ضوء "اتفاق إطار" كيري، الذي يسعى للتوصل إليه قريباً".
وقالت، في تصريح أصدرته مؤخراً من مقرها في بيروت، إن "حصة الفلسطينيين وفق الاتفاق لن تتجاوز حوالي 50 % من مساحة "القدس الشرقية"، حيث ستبقى المستوطنات الكبرى، مقابل تخصيص ما تبقى من المساحة لمشروع عاصمة "الدولة الفلسطينية" المفترضة".
وأفادت "بوجود نحو 29 مستوطنة داخل حدود الجدار العنصري المحيط بالقدس المحتلة، ضمن حوالي 48 % من مساحة المدينة، أي نحو 112 كلم2 من أصل 235 كلم2 مساحة القدس داخل الجدار".
وأضافت أنه "سيتم تثبيت الجدار كحدود نهائية للقدس، بحيث تعُطى سلطات الاحتلال الحق بطرق آمنة بين المستوطنات، واستحداث نقاط أمنية إسرائيلية على جبال القدس والضفة الغربية مجهزة بالإنذارات المبكرة".
وأشارت إلى "مخطط تدويل المسجد الأقصى، عبر نزع الحصرية الإسلامية عنه، وتشكيل لجنة دولية للإشراف على المسجد والبلدة القديمة، مع إعطاء حق لليهود بممارسة شعائرهم الدينية داخله".
ولفتت إلى "مخطط الاحتلال لفرض واقع جديد في القدس المحتلة وتغيير التركيبة السكانية وبناء المستوطنات ومحاولات السيطرة على المقدسات الدينية، فضلاً عن التهجير المنهجي لأهالي القدس".
وقالت إن "القدس تعيش أخطر مراحلها"، داعية إلى "تحرك عربي إسلامي فاعل للتصدي للعدوان الإسرائيلي، وتنشيط مطالب وقف المفاوضات المخالفة للإجماع الوطني الفلسطيني".