عميد كلية القدس في حوار مع "هوا الأردن" : الكليات مؤسسات تعليمية مظلومة
خاص – حاوره د. أحمد العياصرة
منذ ان تاسست كلية القدس عام 1980 وهي تأخذ على عاتقها مواكبة التقدم العلمي المتسارع ورفد المجتمع الأردني بمتطلبات سوق العمل من الكوادر المؤهلة والمدربة ضمن برامج محلية ودولية تلبي رغبة وطموحات طلبتها .
هوا الأردن زارت كلية القدس والتقت عميدها الأستاذ الدكتور محمد داود المجالي الذي اخذ على عاتقه منذ توليه موقعه في الكلية العهد و العزم بالسير مع طلبة الكلية نحو طريق التفوق و التميز بعد النجاح متسلحين بالعلم النافع و القيم المستمده من تراث و تاريخ أمتنا في ماضيها و حاضرها و مستقبلها فالماضي بحسب المجالي يعطينا العزم في الحاضر لنرسم خيوط مستقبل مشرق بتفاؤل و أمل وبتناغم .
حدثنا عن كلية القدس ..؟؟
تاسست كلية القدس في عام 1980، ولها رصيد تعليمي على مدى 34 عاما كواحدة من أهم كليات المجتمع في الأردن لتميزها بتخريج اكثر من 30 الف طالب مسلح بالعلم والمعرفة و تهدف الكلية إلى منح طلبتها تعليما رفيع المستوى بالاعتماد على منهاج مهني تم تطويره بالتزامن مع خطة العمل الأردنية لعام 2020 جعل طلبتها يتميزون بالكفاءة عالية حققوا من خلالها أعلى نسبة نجاح في الامتحان الشامل وأعلى نسبة من الطلبة الأوائل على مستوى المملكة خلال الفترة الماضية ونحن مستمرون بتطوير برامجنا وأدائنا لاننا نطمح ان نصل الى ارقى الدرجات العلمية على المستويين المحلي والدولي .
حيث تقدم الكلية 8 برامج علمية تحمل في طياتها 21 تخصص يقوم على تدريسها نخبة من أعضاء الهيئة التدريسية من اصحاب الخبرة العلمية و المهنية بخطط دراسية واضحة ومتطورة تواكب التسارع الهائل في تكنولوجيا المعلومات والتطور العلمي بهدف تجهيز الطالب لمواجهة متطلبات سوق العمل ، وتعمل الكلية على تاهيل طلبتها بمواد إضافية في التخصصات المختلفة بشهادات دولية معتمدة عن طريق مركز التدريب المهني و التأهيل الوظيفي التابع لها ومركز بيل العالمي الذي تنفرد الكلية بتطبيق برامجه بتدريس مناهج اللغة الانجليزية لطلبة برامج الدبلوم عن طريق أساتذة ناطقين باللغة الانجليزية بلغة الأم والذي يقدم هذه الخدمات والدورات لكافة طلبة الكلية لان اللغة الإنجليزية لم تعد لغة اجنبية في حياتنا وانما اصبحت لغة للعمل ولغة للتعاون تتطلب وجودها وتاهيل الطالب بها ليتمكن من تقديم نفسه والحصول على فرص العمل ، كما تقدم الكلية خدمات التوظيف للباحثين عن وظائف من خريجيها من خلال مركز متخصص وتتيح للطلبة الذي لم يحالفهم الحظ بالنجاح في إمتحانات الثانوية العامة فرصة تاهيلهم وتدريبهم لسوق العمل من خلال سلسلة دروات يقدمها مركز التدريب المهني والتاهيل الوظيفي التابع للكلية والذي تاسس عام 1990 ليحقق اعلى نسبة توظيف لطلبة الكلية والطامحين بالإنضمام الى سوق العمل .
ما هو رأيك في واقع التعليم في كليات المجتمع حاليا ..؟؟
كليات المجتمع كانت معاهد علمية ثم إنتقلت الفكرة الى كليات المجتمع لتلبي حاجات المجتمع ومتطلبات سوق العمل وللأسف لم تؤدي كليات المجتمع الدور المطلوب منها حيث أصبحت الكيات صورة مصغرة عن الجامعات وغفلت عن دورها الكبير في الجانب التقني وهو ما التفت اليه كلية القدس ونحن نامل ان يكون هناك تخصصات بحاجة الى سوق العمل وان يكون لخريجي الدبلوم فرص متاحة في العمل كمساعدين لخريجي البكالوريوس في بعض التخصصات كالهندسة وطب الأسنان .
وبين المجالي ان التعليم التقني وإعادة النظر في برامج كليات المجتمع امر ضروري حيث يجب ان يكون هناك إغلاق لبعض التخصصات فيها وإعادة النظر في برامجها أيضا وفتح المجال امام التخصصات المساندة لما هو موجود في الجامعات ولكن هذه المتطلبات صعبة التطبيق حاليا بسبب إعاقات أمام التعليم التقني ابرزها عدم وجود حوافز في الإستثمار بالتعليم التقني والثقافة السائدة لدينا بضرورة دخول الجامعات وكان الكليات لم تقدم شيئا في حين ان خريجي بعض الكليات والقدس منها في طليعة المتقدمين للوظائف والحاصلين عليها بسبب تاهيلهم المميز وهذا ما يحقق لهم تطلعاتهم وحصولهم على فرص العمل بشكل سريع .
كيف ترى إمكانية تطبيق التعليم التقني في ظل سياسة القبول المعتمدة حاليا ..؟؟
أن إعادة النظر في معدلات القبول بالجامعات امر حتمي ويجب المباشرة فيه بشكل سريع لان العملية الحالية غير منطقية ولا تشجع على التعليم التقني ومن المفترض أن يكون 50 % من المقبولين من الطلبة لدرجة البكالوريوس في الجامعات و 50% للتعليم التقني في الكليات ، والا فاننا سنواجه مشكلة حقيقية في توفير فرصة العمل لخريجي البكالوريوس وإزدياد اعداد البطالة والمنتظرين في طوابير الخدمة المدنيةوستزيد نسب البطالة التي ترتفع في كل عام اضعاف مضاعفة .
وهنا لا بد لنا من المقارنة مع الدول المتقدمة وعلى سبيل المثال في المانيا يتوجهون الى التعليم التقني بنسبة 80 % اما 20% فيذهبون الى الجامعات في حين لدينا الأن نحو 300 الف طالب في الجامعات ونحو 20 الف فقط في الكليات التقنية وهذا ما يشكل دليل كافي على ان التعليم التقني لا سبيل عنه وهو الضامن الوحيد لتوفير العيش الكريم لأبناء الوطن في التغلب على البطالة .
ما رأيك بأداء الجامعات في التعليم اليوم وهل نحن أمام حالة ثقافية جديدة ..؟؟
لا شك ان الجامعات تقدم مضمون دراسي جيد ونحن بالفعل أمام حالة إجتماعية سائدة واصبحت الشهادة قيمة إجتماعية لدى الأغلبية لا قيمة علمية وان اقبال الاهالي والطبة على الجامعات يسبب بطالة بسوق العمل لان التخصصات التي تختار مشبعة في غالبيتها وللأسف لا يوجد اي جامعة لديها خصوصية او فكرة محدودة في تدريس متطلبات سوق العمل وجميعها متشابهة واصبحت الربحية هي الهدف في التعليم وهذا ما تسبب في تدني مستواه لان الربحية طغت عليه .
واضاف المجالي "لست راضي" عن مخرجات التعليم العالي لانه يفتقد الى وجود إستراتيجيات وطنية لإدارة الموارد البشرية وهذا الامر يتطلب وجود إستراتيجية وطنية لإدارة الموارد البشرية وتوفير فرص العمل الحقيقية بما يخدم مصلحة الوطن ونحن نطالب بوجود مجلس وطنس أعلى للموارد البشرية برئاسة رئيس الحكومة وعضوية المعنيين من الخبراء والمختصين في مجال الموارد لإستغلال القدرات وتنظيمها لتعود على الوطن بخير وإستثمار مقدراته بما يحقق المصلحة الوطنية وإعادة الثقة بمخرجات التعليم في الأردن .
كيف من الممكن ان نعمل على تحسين مخرجات التعليم ..؟؟
ان تحسين مخرجات التعليم ليس بالأمر الصعب وعلينا البدء به بشكل فوري لضبط نوعية التعليم من خلال تنظيمها بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل خصوصاً مع متطلبات القطاع الخاص وحاجاته سواء بالسوق المحلي أو الأسواق المجاورة ودراسة الأسواق الخارجية و على سبيل المثال الهند تقوم بدراسة أسواق الخليج ويتم إستحداث التخصصات وتدريسها بما يتلائم مع مخرجات الدراسة .
وهذا ما يتطلب منا وضع خطة تسويقية لتخصصات جامعاتنا وكلياتنا لنسهم في توفير فرص العمل امام طلبتنا وهذا ما اخذنا على عاتقنا في كلية القدس التي تحقق اعلى نسبة الحصول على فرصة العمل لطلبتها لاننا نتابع مستوياتهم بإستمرار مقارنة مع متطلبات سوق العمل ونعمل بجهد كبير لموائمة التخصصات التي ندرسها معها حتى يستطيع الطالب من الإلتحاق بمواكب العاملين ويحقق الإعتماد على نفسه ويصبح انسان منتج لا مستهلك فقط .
ما رأيك بإمتحان الشامل الذي يتقدم اليه طلبة الكليات ويفتح أمامهم فرصة الدخول الى الجامعات من خلال التجسير ..؟؟
الإمتحان الشامل ليس في المسار الصحيح وانا شخصيا ارى ان الغائه أمر مهم لانه لا يقيس قدرات الطالب ويشكل عائق امام دخول الطلبة للتعليم التقني ويجمح طموح من يرغب بأكمال دراسته ، وما دام وضعت الحكومة حد أدنى لللقبول في الجامعات الخاصة فيكون بديل هذا الحد بديل عن الشامل وعليهم السماح للطلبة الذي تفوق معدلاتهم 60% من الإنخراط في التعليم التقني وعند الإنتهاء من التخصص وبما ان معدله يسمح له بإكمال دراسته ، اما من يقل معدله عن 60 % فاننا نضع القيود والعقبات امامه من خلال إمتحان الشامل للتجسير فهو أمر مقبول ونني استغرب قيام الجامعات بإحتساب 45 ساعة للتجسير لطلبة الكليات وهنا أتسائل ما دام مقبول لماذا لا يتم إحتساب كل الساعات لتشجيع الطلبة من الذهاب الى الكليات والعمل في ذات الوقت لمن يرغب .
كيف تنظرون الى العنف الجامعي في الجامعات ..؟؟
العنف الجامعي اصبح ظاهرة في الأردن ومشكلة حقيقية لا بد من تسليط الضوء عليها واول اسبابه عدم العدالة في القبولات الجامعية وهذا يتطلب الغاء نظام الكوتات والمنح التي تكون للغني على حساب الفقير وهنا لا بد من مراجعة سياسة القبولات بشكل حقيقي وعلى الطالب المقتدر ان يدفع كلفة تعليمه الحقيقية ولسنا مع مجانية التعليم ولا بد من ان يخضع صندوق الطالب الفقير تحت مظلة التعليم العالي ويكون الدعم السنوي من الحكومة محول الى الصندوق الذي يستهدف الطالب الفقير وصاحب الحاجة ليحصل الطالب على منحة طوال دراسته وهذا يعني ان تكون (مجانية التعليم فقط للطالب الفقير والغير قادر ) .
فبعض الطلبة يدفع ولي الأمر على دراسته في المدراس الخاصة نحو 6 الاف دينار وعند دراسة الطالب في الجامعة يدفع 1000 دينار فقط ،و هذا أمر غير منطقي لان المحاصصة عدو حقيقي للوطن وأبنائه ويسهم في خلق حالة من عدم الرضا تسهم بشكل ما بإزدياد العنف الجامعي من ناحية و قصور الخطط الدراسية وعدم أهلية بعض المدرسين من ناحية أخرى حيث ان جامعاتنا مقصرة في التواصل مع اولياء الأمور ولا يوجد اي تواصل معهم الا بعد( وقوع الفاس بالرأس ) حال حدوث المشاجرة او توجيه العقوبات وهنا يجب ان تخضع حلول جذرية للعنف الجامعي وان تكون المنح الدراسية موضوعة على اسس واضحة وتعلن نتائجها بشكل شفاف امام الجميع مما يسهم في تغلبنا على هذه المشكلة ، إضافة الى إشغال وقت الطالب بالعمل الأكاديمي والنشاطات اللامنهجية والبحث العلمي وانني مع نبذ الطالب المشارك في العنف من الجامعة ليكون (عبرة لغيره) .
هل هناك تنسيق بين الكليات وبين مجلس التعليم العالي ..؟؟
في بعض الأحيان هناك تنسيق ولكن الكليات محرومة من عضوية المجلس كباقي الجامعات وهم متناسين اننا مؤسسات تعليمية وللاسف المجلس لديه تمثيل لعدد من الشخصيات التي لا تمثل الا نفسها في المجلس وهنا لا بد من فتح الباب امام المؤسسات كافة حتى يتم تداول الاراء والخطط بشكل اكبر مما يسهم في تحسين المخرجات وعدم الوقوع في فخ إسقاط التجارب التي نراها بشكل دوري والتي ادت الى تدهور سمعة التعليم لانها تفتقد الى الدراسة الصحيحة والبعد الزمني وهذه الإسقاطات الغير مدروسة هي سبب رئيسي في تراجع الواقع التعليمي في الأردن .
هل لديكم في كلية القدس خطة إستراتيجية وهل هناك نية لتحويلها الى جامعة ..؟؟
بكل تاكيد لدينا خطة إستراتيجية قائمة على مواكبة المستجدات العلمية والتقنية وطرح مزيد من التخصصات وتوسيع نطاق أعمالنا وإستقطاب مزيد من الطلبة الوافدين الذين يشكلون اليوم ما نسبته 10 % من طلبة الكلية والبالغ عددهم 3000 الاف طالب و1000 طالب في برنامج الدبلوم التدريبي حيث نقوم بشكل مستمر بتقييم الأداء والخروج بإقتراحات تسهم في تطوير العملية التعليمية وقد قمنا بإغلاق عدد من البرامج التي ليس لها حاجة في سوق العمل وقمنا بإفتتاح البرنامج الدولي الذي يتناسب مع متطلبات الحياة اليومية وسوق العمل وقمنا بتوقيع مذكرات تفاهم مع القطاع الخاص لتبني البرامج كلا ضمن إحتياجاته .
وليس لدينا طموح التحول الى جامعة ولو عرض علينا ترخيص جامعة لرفضناه ..!! ، ولكن طموحنا ان نتوسع في التعليم التقني وان يكون لنا فروع في كافة المحافظات ونحن نعمل بجد حقيقي على تطوير قدرات الطالب ففي البرنامج المحلي يمنح 200 ساعة لغة إنجليزية لتقوية لغته في حين يمنح 600 ساعة في البرنامج الدولي ، إضافة الى تدريبهم على مادة المهارات الحياة بالشراكة مع منظمة الشباب الدولية كما تقدم الكلية مادة الريادة في الأعمال والتي يستطيع الطالب من خلالها بناء مشروعه الخاص .