الروابدة: لا وجود للوطن للبديل على الخارطة الاردنية
قال رئيس مجلس الاعيان الدكتور عبدالرؤوف الروابدة ان جلالة الملك عبدالله الثاني وضع الجميع امام مسؤولياتهم في التصدي لما يروجه بعض المتكسبين بالاقليمية حيال حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن والتي نسجوها من خيالهم واوهامهم بالعزف على وتر الوطن البديل.
واضاف الروابدة في لقاء حواري في ديوان ال التل باربد اليوم الجمعة ان الغضبة الملكية تجاه هذه الاشاعات والفتن هي تاكيد على سيادة القرار الاردني تجاه كل ما يمسه واصرار على السير بالاولويات دون اتاحة المجال لمثل هذه الاصوات باعاقة الحركة نحو المضي بمسيرة الاصلاح والتنمية والتحديث والتطوير وتحقيق الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن على الارض الاردنية.
واكد ان الاشاعات التي يطلقها البعض من طرفي المعادلة من الاردنيين من اصل شرق اردني ومن الاردنيين من اصل فلسطيني هي هواجس تغذيها الدعاية الاسرائيلية في الوقت الذي لا يوجد على الخارطة الاردنية شىء اسمه الوطن البديل لان حق العودة هو قرار فردي لكل فلسطيني ما دام يتمتع بحقوق المواطنة على الارض الاردنية.
ولفت الى ان هؤلاء استغلوا بعض الاجراءات ذات الحساسية لتغذية هذه الهواجس مثل منح الحقوق لابناء الاردنيات المتزوجات من غير اردنيين او سحب الجنسيات من عدد محدود لا يمكن ان يدخل في اطار هذه المعادلة والمحكوم بالدستور والقوانين الناظمة للدولة الاردنية ورعاياها.
وقال ان التحدي الابرز يتمثل بتعزيز الهوية الواحدة للدولة الاردنية بحيث لا تطغى فيها الهويات الفرعية على الهوية الرئيسية لمكونات الدولة هوية لا تقصي احدا وبعيدة عن التفريق الجميع فيها له حقوق وعليه واجبات وفي مقدمتها الوطنية مشيرا الى ان تقديم الاردن هويته العربية على هويته الوطنية انطلاقا من عروبيته اليت تقدمت على اي بلد عربي اخر.
واكد الروابدة ان كيري لم يحمل اي مشروع مكتوب ينص على مسالة الوطن البديل او خلافه وانما هو يعرض افكارا من جميع الاطراف على ان يتقدم بمشروع مكتوب خلال شهر نيسان المقبل لكنه اجله لاشعار اخر نظرا لطبيعة التطورات التي تشهدها المنطقة مشددا على ان الاردن ليس معنيا باي من الاحاديث التي تجري حول اربعة مقترحات مطروحة تتمثل باستيعاب اللاجئين حيث وجدوا او استيعابهم في دول اخرى او عودتهم الى مناطق السلطة الفلسطينية او عودة جزئية لفلسطيني عام 48 انطلاقا من مبدا سيادته الكاملة على ارضه وقراره ومصالحه.
ونوه الى ان البعض استغل موقف الاردن الداعي الى المطالبة بالتعويض عن ما تحمله من اعباء ونفقات عن استضافة اللاجئين الفلسطينين على امتداد 64 عاما بالحديث عن صفقات مزعومة لتوطين اللاجئين في الاردن مقابل حصوله على مليارات الدولارات وهو ما اكده جلالة الملك من الاردن لن يساوم على سيادته وحقوق مواطنيه والفلسطينين باي ثمن كان.
واكد الروابدة في معرض رده على مداخلات واسئلة الحضور ان اتفاقية وادي عربة نصت على الولاية الهاشمية على المقدسات في القدس وفلسطين وهي امتداد للوصاية الهاشمية عليها من عام 1924 منذ عهد الشريف الحسين بن علي مشيرا الى ان قرار مجلس النواب بطرد السفير الاسرائيلي من عمان وسحب السفير الاردني من تل ابيب يعبر عن ان المجلس سيد نفسه وهو له طريقته بالزام الحكومة على تنفيذ القرار من عدمه.
واكد الروابدة ان الامن والاستقرار الذي يتمتع به الاردن هو الذي يضعه دائما بموقف القوة في كل ما يصبوا اليه وعلى الصعد كافة بما فيها مفاوضات الوضع النهائي التي يشكل الاردن لاعبا رئيسا فيها انطلاقا من مصالحه العليا وكداعم قوي للجانب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته لافتا الى ان هذا الاستقرار هو الذي مكن الاردن من تجاوز الهزات الارتدادية للربيع العربي.
ودعا الروابدة آل التل الى ضرورة تجاوز الفتن وتوحيد القوى وان يكون الولاء والانتماء للوطن لاحد له لمواجهة التحديات التي تحيط بنا من كل جانب والانخراط في المشروع الاصلاحي النهضوي الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني بكل همة وعزيمة واصرار.