مجلس الوزراء يناقش إقالة ونقل عدد من المدراء والأمناء العامين
كشفت مصادر مطلعة أن مجلس الوزراء سيناقش إقالة عدد من الأمناء العامين لبعض الوزارات والمديرين العامين، وتم تأجيل الموضوع من جلسات نهاية الأسبوع الماضي إلى جلسة لاحقة؛ لإجراء تنقلات وترضيات، حيث سيتولى أحد المحالين على التقاعد (...) مجلسًا عاليًا، وآخر مستشارًا في رئاسة الوزراء، ونقل امناء لمواقع اخرى.
تدخلات من «العيار الثقيل»
والآخرون (....) أحيلوا على التقاعد، حيث أدت تدخلات من «العيار الثقيل» إلى إيقاف إحالة هولاء الأمناء العامين في آخر لحظة بانتظار دراسة الخيارات؛ بحيث لا تؤدي إلى حالة غضب عارمة نيابية وعشائرية .
وحيال هذه الرغبة العارمة، أشار رئيس الوزراء عبد الله النسور لوزرائه (...) إلى ضرورة التروي؛ لدراسة كل طلب من حيث أسبابه وخلفياته، وبخاصة أن بعض الأمناء العامين لم يكملوا سن التقاعد .
«يتغدوا في بعض الأمناء العامين قبل أن يتعشوا فيهم»
وفي خضم ورواج الأحاديث والتحليلات عن تغير حكومي قادم، ووجود اسماء مطروحة لخلافة النسور، فإن بعض الوزراء في الحكومة الحالية أرادوا أن «يتغدوا في بعض الأمناء العامين قبل أن يتعشوا فيهم» .
ويبدو أن معركة «كسر العظم» بين الطرفين لا يعرف أين ستسفر، خاصة أن بعض الأمناء العامين يعيشون حالة من العصبية التي بدأت تؤثر سلبا في أداء بعضهم .
ومع ازدياد الأخبار والتسريبات الاسبوع الماضي، بدأت عيون كثير من الأمناء العامين تشطح إلى «الدوار الرابع»؛ خوفًا من حرب تصفية قادمة، وإن كانت تفاصيلها غير واضحة المعالم حتى الآن، حيث يضع كثير من الأمناء العامين أياديهم على قلوبهم؛ خوفًا من أخبار سوداء حزينة، وقرارات إحالة على التقاعد، وبعضهم يتنفس الصعداء مع مرور كل يوم دون قرارات، وخاصة أيام' الأحد والأربعاء '.
غياب الوزير عندما يكون الأخير منشغلًا
وقد تحدث بعض الأمناء العامين حول واقعهم مبينين أنهم يحملون الأعباء كاملة في وزارتهم، وهم من يسد الفراغ الإداري الذي يحدثه غياب الوزير عندما يكون الأخير منشغلًا بمتابعة جلسات مجلس لوزراء، وجلسات النواب والأعيان وغيرها من اللقاءات البروتوكولية الأخرى .
وأشار الأمناء إلى أنه بحكم بقائهم في وزارتهم طويلًا مع تغير الوزراء المستمر، اطلعوا على التفاصيل والحيثيات والمشاكل والأمور الفنية، وحتى أسماء الموظفين والمديرين ومختلف الأمور، وأنه مع حضور كل وزير جديد، وقبل أن يجلس على كرسي الوزارة، ويعرف شيئًا من مختلف الأمور، تبدأ القرارات التي نتصدى لبعضها و»وضع الكوابح أمامها؛ لما تحمله من تبعات خطيرة، كل ذلك حرصا على المصلحة العامة تنقلب الاجتهادات التي قمنا فيها إلى غضب ومواقف شخصية مع الوزير فيسود حوار طرشان» .
استمرار الأمين في العمل طويلًا
وأضافوا أن الغريب أن بعض الوزراء في بعض الحكومات، لم يدركوا أن الأمين العام هو عقل الوزارة، ومخزون الخبرة الفنية فيها، وان «المهام التي نقوم فيها تمثل مركز استقرار للوزارة»
وأشاروا إلى أن الخبرة تأتيهم من السنوات الطويلة، والتعامل مع قضايا الوزارة من صغار الموظفين والمديرين، واستشارات من الوزير لطلب الرأي .
وأكد بعض الأمناء العامين ضرورة أن يكون استمرار الأمين في العمل طويلًا، وبخاصة أن الوزراء يغادرون مواقعهم بسرعة، ولا يعقل أن تعيش الوزارات حالة من التجريب من الوزراء والأمناء العامين .
من جهة أخرى، أشار وزراء سابقون إلى تجاربهم؛ حيث إن بعض الأمناء العامين يريدون السيطرة والاستحواذ على مطبخ القرارات في الوزارة من تنقلات وتعيينات وسياسات، معتبرين الوزراء واجهات لها دون إشراكهم فعليا، وإطلاعهم على كل التفاصيل، حيث يعمد البعض وحسب تجارب سابقة إلى إخفاء معلومات مهمة عن الوزير المعنى؛ من أجل أن يتعثر في قرارات أمام النواب والحكومة والإعلام.