ثلاثاء الحكومة .. وجمعة اسقاط النواب .. وخيانة اتفاق الفجر
ألقت الحكومة عن كتفها تبعات الغضب الشعبي العارم جراء الجريمة الصهيونية التي راح ضحيتها القاضي الاردني رائد زعيتر، لترمي بها في حضن مجلس النواب.
الحكومة خرجت من جلسة طرح الثقة، الثلاثاء، بثلاثة مكاسب، فمن جهة نجت من استحقاق طرح الثقة بتعزيزها واطالة عمر الحكومة، ومن جهة اخرى حظيت بتأييد السلطة التشريعية لادائها خلال ازمة زعيتر ، واخر تلك المكاسب واهمها انها وضعت مجلس النواب على فوهة المدفع في مواجهة مع الشعب الاردني.
ففي اعقاب جلسة طرح الثقة ، اعلنت الحراكات الشعبية في الاردن، نيتها تنفيذ فعالية احتجاجية يوم الجمعة تحت شعار مركزي وهو المطالبة باسقاط مجلس النواب واعتباره فاقد للشرعية.
الانقلاب في مزاج الحراك، من المطالبة برحيل الحكومة التي خذلت كراماتهم وتعاملت مع جريمة مقتل زعيتر بارتباك وضعف ، الى المطالبة باسقاط مجلس النواب، كان احدى المغانم التي خرجت بها الحكومة من الجلسة.
النواب وبحسب الناشطين، اثبتوا انهم أداة في يد السلطة التنفيذية، وفشلوا في تمثيل وتجسيد الارادة الشعبية لاسترداد الكرامة الوطنية، في حدها الادنى وهو الافراج عن الجندي احمد الدقامسة، وهو ما عكسه رد الحكومة حين تجاهل المطلب النيابي المتعلق بالدقامسة.
وفي كواليس الساعات الاخيرة عشية جلسة طرح الثقة، علمنا ان عددا من النواب اتفقوا خلال اجتماع استمر حتى ساعات الفجر الاولى على ان تأجيل طرح الثقة وعدم التصويت عليها، تجنبا لاحراج المجلس امام القواعد الشعبية ،حيث كان من المقرر ان يتحدث النائب سعد هايل السرور، في مداخلة له خلال الجلسة عقب رد الحكومة ، حول ضرورة تأجيل التصويت، وهو ما حدث، الا ان المفاجأة لم تغب عن ملامح السرور حين لم يلتزم النواب بالاتفاق وذهبوا لتأييد التصويت على طرح الثقة في نفس الجلسة.