في يـوم الام ... أم عطا ( بـرسـتـيـج ) ابنها منعه من رؤيتها 17 عاماً
في الحادي والعشرين من شهر آذار لكل عام والذي يصادف غداً الجمعة يحتفل العالم بيوم تلك التي خُلقت لتعطي، بيوم التي أوصى بها الرسول الكريم في حديثه الشريف ثلاث مرات، عندما جاء رجلٌ إليه صلاة الله عليه - فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك).
الأم التي حملت وأرضعت وتعبت وربّت ودرست وعلمت وسهرت لترى أبناءها وقرة أعينها في أفضل حال، لا يكفيها يوم واحد في السنة ولربما لو احتفلنا بها كل يوم لن نجزيها حقها.
"أم عطا" هذا الاسم الذي يعرفه معظم سكان منطقة جبل المريخ في عمان الشرقية والذي أطلق عليها نسبة لزوجها الثاني الذي لم يشأ الله أن يرزقه الأولاد، هي في الحقيقة والتي قد لا يعرفها الكثير نفسها "أم محمد" نسبة لابنها من زوجها الأول والذي شاء القدر أن تنفصل عنه بعدما تزوج ثلاث نسوة عليها..
وبين الاسمين تكمن قصةٌ مأساوية لهذه الأم، ترويها بقولها "تزوجت وأنا ابنة 14 عاماً؛ هربا من زوجة أبي الظالم، ورزقني الله بولد وابنتين، وبعد مرور سنوات تزوج أبو محمد (زوجي الأول) الثانية والثالثة والرابعة ولخوفي على أطفالي من ظلم زوجة الأب كما حدث معي قررت الانفصال عنه وسكنت في منطقة جبل المريخ، الا أن زوجي الأول منعني من أخذ أطفالي وكنت أذهب لهم من أجل رؤيتهم خلسة بواسطة جيران طليقي أبو محمد...".
وتابعت "مرت الأيام والسنون وكبر أطفالي وكنت قد منعت من رؤيتهم بشكلِ شبه كامل، ولضنك العيش تزوجت من (أبو عطا) والذي لم يكن يستطيع إنجاب الأطفال لظروف صحية، حاول أبو عطا أن يقنع ابني محمد بالعيش معنا وأن يكتب له بيت باسمه إلا أن محمد فضل العمل كسائق والبقاء مع أبيه الذي كان يعمل سائق شاحنات.. مرت الأيام وتوفي (أبو عطا) رحمه الله والذي كان بمثابة الزوج والابن ولم يتبقَ لي أحد ..".
سكتت (أم عطا) قليلا لتتابع بحروف مقرونة بدموع الاشتياق "ابني محمد من 17 سنة ما شفته ولا زارني" وعند سؤالها عن السبب أجابت "برستيجه ما بسمحله ييجي على جبل المريخ، بحسب ما قاله لها قبل 17 عاماً" ..
بكت الستينية (أم عطا) كثيرا وتابعت "يُمه يا قلبي محمد اشتغل سائق لشخصية كبيرة بالسعودية ومن بعده سكن بالرياض وفتح شركات وأول ما اتكبر إتكبر عليّ، وبنتي الثانية ساكنه بالرياض وما سألت عني زي أخوها..، والي بنت بالأردن ساكنة باربد كانت تسأل عني وطلبتني أبيع بيتي عشان تشتري تكسي لجوزها ولما رفضت قاطعتني وقالتلي ما بدي أشوفك... حكيت مرة معها وبس ردت ما اتعرفت علي وقالتلي أنا أمي ماتت من زمان".
وعند سؤال أم عطا عن إخوتها أجابت "لدي أربع إخوة من أبوي حرموني من الميراث رغم محاولاتي باستدرار استعطافهم إلا أنهم رفضوا إعطائي أي حق من حقوقي ولم يكن باستطاعتي إلا أن أدعو لرب السماء والذي استجاب لي لأني مظلومة بعد دعائي بأيام قليلة إذ توفي ثلاثة منهم وأصابت الرابع جلطة.. وأنا لا أريد أن أدعو على أولادي رغم عقوقهم لعلهم يحنون علي قليلاً .."
وختمت أم عطا بدموع حارقة .. "يُمه يا محمد يُمه يا بناتي الله يرضى عليكم حنّوا عليّ أنا أمكم ما بدي أغضب عليكم