الروابده: انجازات الاردن في الاصلاح كبيرة ومتميزة ولم تكتمل بعد
هوا الأردن -
قال رئيس مجلس الأعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة:" إن الربيع العربي وضعنا أمام تحديات تحتاج من الجميع:حكاما ومحكومين إلى محاكمة واعية عقلانية حتى لايبقوا أسرى الارتهان إلى النظرة الأحادية أو الركون إلى نظرية التآمر أو التفتيش عن الاسترضائية واستجداء التصفيق".
وأضاف في افتتاح أعمال المؤتمر الاقليمي" الربيع العربي: الانعكاسات والتحديات" الذي عقدته كلية الآداب في الجامعة الأردنية اليوم، أن الربيع العربي وضع العالم العربي أمام مفترق طرق، إما أن يبشرنا بمستقبل أفضل أو أن يكون منذرا باستمرار نهاية النظام العربي.
وأشار الدكتور الروابده خلال رعايته المؤتمر الذي تستمر اعماله ليومين ويشارك فيه نخبة من العلماء والأكاديميين على المستويين المحلي والعربي ، إلى أن العديد من المجتمعات العربية تعرضت لانفجارات غير متوقعة خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة، وعلى غير توقع من القوى المحلية والأجنبية، لافتا إلى أن آثار تلك الإنفجارات كانت صاعقة ومدوية لعنفها وتسارع أحداثها.
وأكد الروابدة أن الحركات الانفجارية التي جاءت عامة وشاملة وعفوية هي شبابية بامتياز، يقودها ناشطون غير مؤدلجين ومن رحم الشعب لا من نخبة سياسية، معتمدين على وسائل التواصل الإجتماعي التي لا تحتاج إلى خبرة أو مؤسسة في تحريك جموع غفيرة برسالة الكترونية لا تستطيع حجبها رقابة.
ولفت الروابدة إلى أن الأردن استبق الربيع العربي وواكبه، واستشرف منذ مدة الواقع الوطني فطرح المبادرات والتوجهات الجديدة كان التعبير عنها بشعار أحيانا: على قدر أهل العزم والأردن أولا وكلنا الأردن، إلى جانب طرح توجهات حول الشباب والمرأة والطفل والتربية والدعوة الإسلامية برسالة عمان وغير ذلك.
وأضاف أن الربيع العربي كان أثره في الأردن حراكا شعبيا سلميا وذو أثر فعال رغم محدوديته النسبية، مؤكدا على منطقيته التي تطالب بالإصلاح لا بالتغيير، وعلى تعبيره العقلاني والتعامل الحضاري معه حيث لم تنزف نقطة دم واحدة.
وشدد الروابدة على أن الإصلاح ضرورة وطنية مستمرة لا تقتصر على وقت بعينه، وهوعملية تدريجية لضمان استيعاب المتغيرات من قبل الجميع، مشيرا إلى أن انجازات الأردن في الإصلاح كبيرة ومتميزة لم تكتمل بعد، منها تعديل طال ثلث مواد الدستور جاء ليركز على توسيع حماية الحريات والحقوق وإنشاء محكمة دستورية وهيئة مستقلة للانتخاب، إلى جانب اقرار قوانين الأحزاب والانتخاب واستقلال القضاء.
ودعا الروابدة في ختام كلمته كل القوى الوطنية الفاعلة إلى ترسيخ منهج الحوار كسبيل وحيد للتوافق الوطني وصولا إلى القواسم المشتركة وتحديد نقاط التوافق ونقاط الاختلاف والاستمرار في مناقشتها، منوها إلى أن الحوار لا بد أن يقوم على قواعد منها الموضوعية والنقد الهادف وتقدير الإنجاز والبعد عن الإرهاب الفكري والذم والتحقير وحماية هيبة الدولة.
من جانبه قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة ان الثورات العربية شكلت نقطة تحول مفصلية في تاريخ المنطقة العربية الحديث خصوصا في بعض الدول الذي كان ينظر لها على انها عصية على التغيير ويتجاوز تاثيرها السياسي حدودها الجغرافية.
وعزا الطراونة اسباب قيام الثورات الى فشل محاولات التغيير والاصلاح وطلب الشعوب للعيش الكريم والعدالة الاجتماعية والمساواة، مرجعا الفشل الى النتائج الي ظهرت في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وما نجم عنها من تحالفات وحركات سياسية وعلاقات الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة العربية
وأشار الى ان فهم مجريات الاحداث وتحليلها يتوقف على فهم توازنات القوى الدولية والاعتبارات المصلحية باعتبارها محددا رئيسا لفهم العلاقات المستقبلية بين المنطقة العربية والقوى الكبرى لاسيما فيما يتعلق بمسائل النفوذ والهيمنة.
وفي ختام كلمته أشاد الطراونة بالدور الذي تضطلع به كلية الآداب في بث الوعي وإعمال العقل والتجربة والأفكار النبيلة لخلق جيل يحمل الوعي والإدراك، ينطلق للحياة ويخوض غمارها ويندمج فيها حاملا أدوات المعرفة والحرية والنهوض.
ووصف عميد كلية الآداب في الجامعة ورئيس المؤتمر الدكتور عباطة ظاهر في إشارة إلى عنوان المؤتمر" الربيع العربي : الانعكاسات والتحديات"، بموضوع الساعة، وشغل الناس الشاغل يتابعونه ويحللونه ويفحصون مشاهده.
ولفت الدكتور ظاهر إلى إن كلية الآداب ألفت على إقامة مؤتمرات علمية تجسيدا لرسالتها العلمية الشريفة واستقطابا للعلماء في الأقطار العربية لتغتني بعلمهم الغزير وتجاربهم الثرة وآفاقهم الواسعة، معربا عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات ونتائج تلبي تساؤلات المتابعين وطموحاتهم.
بدوره أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور موسى سمحة أن الربيع العربي الذي حمل في طياته حراكات وتجمهر شعبي وتواصل اجتماعي وتدابير أمنية وتدخلات خارجية واشتباكات محلية أحدث ترديا في مختلف نواحي الحياة وعلى رأسها ضعف الناحية الاقتصادية بأشكالها المتعددة، وانخفاضا في مستوى المعيشة وتراجعا في توفير الخدمات الأساسية، وزيادة في معدلات الفقر والبطالة وضعفا في المساءلة والشفافية، وغيابا للعدالة وتفشيا للفساد.
وأشار الدكتور سمحة إلى جملة من التحديات الاجتماعية الاقتصادية التي أفرزها الربيع العربي في مقدمتها توفير فرص عمل للشباب الذين يشكلون الغالبية العظمى من التركيبة السكانية، وتهيئة البيئة المناسبة للتفاهم والمشاركة المجتمعية والسياسية والشبابية، إلى جانب تصاعد الصراعات المجتمعية في ظل النتائج المخيبة للآمال للتنمية العربية.
وأوضح الدكتور سمحة أن المؤتمر جاء انعقاده ليس بهدف تحليل لأسباب الربيع العربي أو تجميلا لأحداثه، بل للوقوف على أبرز انعكاساته بكل أحداثه ومنعطفاته على المجتمع العربي، وتسليط الضوء على التحديات التي أنتجها والعمل على مجابهتها وإيجاد الحلول المقترحة لها.
ويناقش المؤتمر في جلساته أكثر من (27) ورقة بحثية متخصصة يقدمها نخبة من المتحدثين الرئيسيين والباحثين من دول مصر والسودان والجزائر والعراق وليبيا والسعودية بالإضافة إلى الأردن، تتناول في موضوعاتها جملة من المحاور المهمة منها الشباب العربي والعنف المجتمعي، والمشاركة والتنمية السياسية في ظل وجود الأحزاب.
كما يتطرق المؤتمر في محاوره إلى دور الربيع العربي في التنمية الشاملة وانعكاسها على التنمية المجتمعية والتنمية الاقتصادية، واستشراف مستقبل الربيع وإلى أين سيؤول في دول الوطن العربي.