الملك يعود إلى أرض الوطن
عاد جلالة الملك عبدالله الثاني، الخميس، إلى أرض الوطن، بعد زيارة عمل إلى الولايات المتحدة.
وكان جلالته تلقى، الاربعاء، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي باراك أوباما، جرى خلاله بحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، إضافة إلى سبل تطوير الشراكة الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين، خصوصاً في المجالات الاقتصادية.
كما بحث جلالته وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، خلال الزيارة، تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وموقف الأردن منها، وما يتحمله من أعباء على موارده وإمكاناته جراء استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه، ما يتطلب دعم المجتمع الدولي للمملكة لتتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات لهم.
وحضر جلالته في مدينة نيويورك الاميركية المؤتمر الخاص الذي أقامته مؤسسة كلينتون العالمية، بهدف دعم الخطة الوطنية الأردنية لتمكين المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين، والتي أعدتها وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
وعرض جلالته خلال المؤتمر، الذي حضرته شخصيات ومؤسسات غير حكومية مؤثرة وشركات أميركية كبرى، ما يتعرض له الأردن من موجة لجوء نتيجة الأزمة السورية، واستضافته نحو 3ر1 مليون سوري على أراضيه، ما جعله الدولة الثالثة عالمياً في استضافة اللاجئين.
وأشار جلالته إلى أن المساعدات التي يتلقاها الأردن من المجتمع الدولي تركز على الحاجات الإنسانية والإغاثية للاجئين، بينما تتجاهل مساعدة المجتمعات المحلية المستضيفة لهم، الأمر الذي فاقم من حدة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية على هذه المجتمعات.
ودعا جلالته، في هذا السياق، إلى مساعدة المملكة عبر عقد شراكات مع مؤسساتها، وتقديم المساعدات لها لتمكينها من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية في هذا المجال، ولعب دور أكبر في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وفي العاصمة واشنطن التقى جلالته وزير الخارجية الأميركي جون كيري وبحث معه علاقات التعاون الثنائي وآخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، خصوصا ما يتصل بجهود تحقيق السلام العادل والشامل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ومستجدات الأزمة السورية وتداعيات استمرارها على دول الجوار ومنها الأردن، الذي يتحمل أعباء متفاقمة جراء استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه.
وكان جلالته استهل زيارته إلى الولايات المتحدة بلقاءات عقدها في ولاية كاليفورنيا الأسبوع الماضي مع قيادات استثمارية في مجموعة أنجل الأميركية في مدينة سان فرانسيسكو، من المهتمين بتوفير الدعم للمشروعات الريادية والناشئة في العالم، لبحث سبل استفادة الأردن من خبراتهم وتجاربهم وجذب استثماراتهم إلى المملكة.
كما ألقى جلالة الملك كلمة أمام المشاركين في مؤتمر "الابتكار والإبداع الأردني" الذي استضافته جامعة كاليفورنيا في بيركلي، تناول فيها الفرص المتاحة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وصناعة المحتوى الإلكتروني في الأردن والتي جعلت من المملكة مركزا رائدا في هذا المجال على المستوى الإقليمي والعالمي.
كما التقى جلالته عددا من الرؤساء التنفيذيين لكبريات الشركات الأميركية لبحث سبل تعزيز العلاقات الاستثمارية بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية، والفرص الاستثمارية المتاحة في الأردن، لا سيما في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وزار جلالة الملك إحدى أشهر حاضنات الأعمال (Plug and Play) لصناعة تكنولوجيا المعلومات في منطقة سني فيل في سان فرانسيسكو، واطلع خلالها على الجهود المبذولة لتمكين الشركات الناشئة في مجال صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وانعكاس ذلك على التجربة الأردنية لتعزيز واستدامة البيئة الممكنة للشركات الناشئة في هذا المجال.
كما بحث جلالته، خلال لقاء مع ممثلي منظمات المجتمع المدني في الساحل الأميركي الغربي، الجهود الأردنية في التعامل مع مشكلة اللاجئين السوريين وتأثيراتها على موارد المملكة وقدراتها المحدودة، وسبل دعم المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الدولية لهذه الجهود.
وفي اجتماع لجلالته مع قيادات صناعة الأفلام الأميركية والعالمية، وعدد من المنتجين العرب، وقيادات الإعلام الجديد والمحتوى الرقمي في لوس أنجلوس، بحث جلالته سبل الاستفادة من الفرص والإمكانات الاستثمارية والقوى البشرية الإبداعية والأماكن التاريخية والسياحية والطبيعية المتاحة في الأردن في هذا المجال.