غزة توحد الفيسبوكيين العرب ضد العدو المشترك وتؤجج غضبهم
ترتفع ردود الأفعال تدريجيا على الأفعال الخارجة على أبجديات الحياة الإنسانية، بكثير من الألم والاستنكار، على غرار ردود فعل فيسبوكيين أردنيين هذه الأيام، احتجاجا على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ليرتفع من مرحلة الصدمة والتعاطف التفاعلي إلى مرحلة الغضب.
وبات شعور الغضب سيد الموقف والأقرب توحدا بين صفوف الفيسبوكيين منذ بدء العدوان، ذلك أن ما تخلفه هذه الحرب الشرسة من ويلات موثقة بالصوت والصورة، والتي أصبحت بمتناول متابعي صفحات التواصل الاجتماعي، تعزز من شعور الغضب المقرون بأسئلة كثيرة، أهمها تلك التي تستنكر الصمت العربي بشكل عام، وأخرى تصف تقاعس دور السلطة الفلسطينية الممثلة برئيسها محمود عباس.
ومع موجة الألم والفجيعة التي تغزو جدران "الفيسبوك" بقوة على حال غزة اليوم، أصبح الرئيس الفلسطيني محمود عباس هدفا لتوجيه سهام الغضب عليه، وتحميله مسؤولية دماء شهداء غزة من الأطفال والمدنيين والأشلاء المتناثرة وركام المنازل، فيما تعزز ذلك الغضب مع وصف عباس صواريخ المقاومة في غزة قبل أيام بـ"العبثية".
هذا التصريح "زاد الطين بلة" في ردود فعل الفيسبوكيين على موقف الرئيس عباس من المجزرة التي تشاهد أحداثها بالبث الحي والمباشر، كما تعززت موجة الانتقادات الموجهة إليه، والتي مالت صوب اتهامه بـ"التخاذل والصمت المتعمد" على الجرائم التي ترتكب بحق الغزيين.
ووحدت المقاومة بصرف النظر عن فصائلها صفوف الفيسبوكيين على اختلاف تياراتهم الفكرية، كما أزالت أي شكوك حول قدرة المقاومة التي يعتبرونها السبيل الوحيدة للرد على التعسف الإسرائيلي. ولم يكن الرئيس عباس وحده هدفا للنقد، إذ طالت الانتقادات أيضا، جامعة الدول العربية التي حظيت بنصيب كبير منها أيضا.
كما تمتزج حركة التضامن هذه بنظيرة بحركة مماثلة من قبل نشطاء أجانب وعلى نحو طردي، إذ كلما زادت الصور التي تنشر على صفحات الفيسبوك لفعاليات تضامنية في شوارع أوروبية ودول اسكندنافية ولاتينية وأميركية وغيرها مع الغزيين، زادت وتيرة الغضب الفيسبوكي على أصحاب القرار في الدول العربية في الحرب على غزة.
فالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نال نصيبا من الغضب أيضا، لا سيّما مع المبادرة التي اقترحها لوقف الحرب على غزة، والتي وصفها البعض بأنها تصب في مصلحة إسرائيل.
وقابلت حالة السخط على مبادرة السيسي، حالة انفراج حيال مبادرة المقاومة الفلسطينية، والتي اعتبرها الكثيرون بحسب ما ظهر جليا على عبارات نشروها على صفحاتهم الخاصة على الفيسبوك، بأنها "بداية الانتصار"، وأنها "عتبة لانفراجات لاحقة تخدم القضية الفلسطينية".