جودة ومون يؤكدان دعمهما للمبادرة المصرية وضرورة تنفيذها
أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة إدانة الأردن للتصعيد الخطير في غزة، فيما شدد على “أهمية الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، في ظل وصول عدد القتلى إلى أكثر من 600 من المدنيين الأبرياء وآلاف الجرحى”.
وأشار جودة، بمؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقده بمقر “الخارجية” أمس، إلى رفض الأردن لاستهداف المدنيين، مشددا
على أهمية وقف هذا “العدوان الوحشي” على الشعب الفلسطيني.
كما شدد جودة ومون على أهمية التوصل إلى اتفاق يوقف العنف وإراقة دماء المدنيين، مؤكدين في الوقت نفسه دعمهما للمبادرة المصرية، وضرورة تنفيذها.
وأعاد جودة التأكيد على موقف الأردن الرافض للعدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة، مشيرا إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل جهوده ويعمل من خلال اتصالات مستمرة ومكثفة مع زعماء وقادة المنطقة والعالم للوصول إلى وقف إطلاق النار.
وقال إن الحل الوحيد الذي يضمن “عدم تكرار هذا العدوان الإسرائيلي مع وحشيته وهمجيته” هو حل سياسي والعودة إلى مفاوضات سياسية شاملة وجادة تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتحدث جودة عن أهمية الزيارة التي يقوم بها كي مون إلى المنطقة بهذا الوقت الخطير، قائلا “إن هذا هو اليوم الخامس عشر منذ بداية التصعيد” الإسرائيلي ضد غزة.
وأضاف إن هدف الجميع هو الوصول إلى وقف إطلاق النار، ووقف استخدام القوة، مشيراً إلى وجوب أن تحترم جميع الأطراف هذا المبدأ.
ووصف جودة مباحثاته مع كي مون بـ”المهمة للغاية”، إذ ركزت على أهمية الوصول لوقف إطلاق النار في القطاع ووقف قتل الأبرياء.
وقال إن الأردن، كعضو في مجلس الأمن الدولي، يعمل بفاعلية من أجل تهدئة الأوضاع في غزة، مضيفاً “لدينا لقاءات واجتماعات طارئة عديدة، وملتزمون بوقف إطلاق النار بأسرع صوره، وعدم تكرار العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وأشار جودة إلى أن جلالة الملك بحث مع كي مون أمس الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة، ونقص المواد الغذائية والأساسية، مضيفاً إن جلالته أوعز بتعزيز طواقم المستشفى الميداني الأردني في غزة وارسال طواقم المساعدات.
من جانبه، تحدث المسؤول الأممي عن جولاته في المنطقة، ولقاءاته المسؤولين في مصر وإسرائيل وفلسطين وقطر، حيث قال إنه تم الاتفاق على “استمرار التشاور والتنسيق والتواصل فيما بيننا خلال الفترة المقبلة”.
وأضاف كي مون “أقف اليوم وقلبي حزين مع سقوط الكثير من المدنيين الأبرياء الذين وصل عددهم إلى أكثر 600 قتيل وآلاف الجرحى معظمهم مدنيون من النساء والأطفال والشيوخ”.
وأشار إلى أنه خلال الأيام الـ12 الأخيرة، فإن “كل ساعة يقتل طفل فلسطيني”،
واصفاً ذلك بـ”وضع غير مقبول لنا تماما، ونطالب الأطراف بالحكمة والالتزام بالسلام والاستقرار في المنطقة”.
ووصف لقائه بجلالة الملك بـ”المهم جداً”، مشيراً إلى أنه “يعمل مع الأردن ويستفيد من حكمة جلالته ويستشيره فيما يخص المنطقة”.
وبخصوص المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، قال كي مون “نحن نسير بها ونريد السلام”، واصفاً إياها بـ”الممتازة”.
وأشار إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا”، قدمت طلبا
لدى الأمم المتحدة لمساعدة الفلسطينيين في غزة والأراضي الفلسطينية، بمبلغ 150 مليون دولار أميركي.
ودعا كي مون دول العالم إلى الاستجابة لهذا الطلب الانساني وتقديم الدعم، مبينا ان هناك حاجة ماسة حاليا، لحوالي نصف هذا المبلغ، لتوفير المياه والمساعدات.
ولفت كي مون إلى انه ركز خلال مباحثاته مع قادة قطر والكويت وفلسطين وإسرائيل، على ضرورة الإجابة على سؤال “لماذا يعاني الفلسطينيون، ولماذا يعيش الإسرائيليون تحت الخوف”.
وتابع “أفهم أن إسرائيل تريد العيش بسلام، ولكن العمليات العسكرية المكثفة أدت إلى مقتل آلاف الفلسطينيين في الماضي، وليس فقط في غزة الآن”.