رسالة الطراونة الى النواب ..و"مراسم" تشييع الخطيب
شيّع المئات من ابناء مدينة معان اليوم الخميس إمرأة اربعينية توفيت في تبادل لإطلاق النار أثناء مداهمة قوات الدرك في وقت سابق لمنزل زوجها في مدينة معان في اطار حملة امنية كانت تنفذها في المدينة.
ووافق ذوو المتوفاة على عملية الدفن نتيجة للجهود التي قامت بها لجنة معان النيابية برئاسة رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة والتي تم تشكيلها بمبادرة نيابية عقب الاحداث الاخيرة التي شهدتها مدينة معان وافضت الى اتفاق مع ذوي الاربعينية لدفنها مع الحفاظ على حقوقهم العشائرية والقانونية، وشارك الطراونة وأعضاء اللجنة في التشييع، مقدمين التعازي لذوي المتوفاة.
الى هنا نكتفي بما ورد في خبر بثته وكالة الانباء الاردنية عن مشاركة الطراونة والنواب في تشييع الفقيدة نعمة الخطيب ، ونضيف بأن الرئيس الطراونة كان قد بعث برسالة الى اعضاء مجلس النواب، حثهم فيها على المشاركة في ما اسماه 'مراسيم' دفن المرحومة الخطيب، ودعاهم للتواجد في مبنى مجلس النواب عند التاسعة من صباح الخميس، لتقلّهم الحافلات الى معان للمشاركة في التشييع.
وتاليا نص الرسالة :' السيدات والسادة النواب، لمن يرغب منكم المشاركة في مراسم دفن المرحومة باذن الله نعمة الخطيب زوجة الفاضل حماد ابو درويش بعد الصلاة عليها ظهر الخميس في مسجد معان الكبير التواجد في مبنى النواب الساعة 9 صباحا للتوجه بالحافلات الى معان'.
نواب وبعد ان وصلتهم رسالة رئيسهم علقوا عليها قائلين ' حين قرأنا كلمة 'مراسم' ظننا ان حدثا جللا وقع يستوجب مشاركتنا، فالمراسم لا تطلق الا على المناسبات الملكية او الرسمية' .
فيما سخر اخرون بالدعوة الى اعلان مجلس النواب الحداد 3 ايام ، مشيرين الى ان دعوة الرئيس لم تكن في مكانها، فلو وجهت الدعوة الى نواب معان لكان الامر مقبولا وفي اطار المنطق، الا ان اهتمام الرئيس بحضور النواب لتشييع السيدة الفاضلة التي راحت ضحية ملاحقة امنية لمطلوبين، من شأنه فتح شهية كل من يفقد عزيزا عليه، بالطلب من النواب حضور التشييع ليصبح عرفا يضعف من هيبة المجلس.
وذكّر البعض بالعطوة الامنية التي تقدمها مدير الامن العام الاسبق النائب مازن القاضي حين كان يرأس الجهاز الامني، والتي تعد سابقة في تاريخ مديرية الامن العام، ما تسبب باضعاف هيبة الامن العام وهيبة الدولة بأكملها ، وكان لها تبعات وتداعيات لا يزال الامن العام يدفع ثمنها حتى يومنا هذا.
واكد المعلقون على دعوة الرئيس الطراونة للنواب ' ان الامر لا يتعلق بنعمة الخطيب، فنطلب لها الرحمة والمغفرة ونسأل الله ان يلهم اهلها الصبر والسلوان على مصابهم الكبير، كما نشكر جهود النواب والطراونة في تخفيف الاحتقان في معان، الا ان الامر يتعلق بهيبة الدولة واحدى مؤسساتها الهامة'.
كما لفت المراقبون والنواب الى أن مشاركة النواب في تشييع احدى ضحايا الملاحقات الامنية للمطلوبين في معان ، سيعرقل عمل الجهات الامنية وسيضعفها ، بل سيعطي شرعية رسمية لممارسات المطلوبين والذين يعتدون على قواتنا الامنية.
وختم المراقبون والنواب حديثهم بطرح تساؤل غاية في الاهمية ' كيف يفكر السادة النواب ومن يفكر لهم ؟'.