آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة القطيشات ticker الجيل الخامس يعيد تشكيل مفهوم الترفيه في الأردن ticker مشاركة متميزة لطلبة عمان الأهلية ببرنامج إعداد قادة الذكاء الاصطناعي ticker الأردن يرحب بقرار الأمم المتحدة بعدم قانونية استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية ticker الحكومة تتقبَّل التَّهاني في "رئاسة الوزراء" الجمعة ticker الجمعية العامة تعتمد قرارا يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ticker 5 سيدات يتسلمن حقائب وزارية في الحكومة الجديدة ticker تشكيل اللجان الوزارية .. والمومني ناطقاً رسمياً باسم الحكومة ticker زين وريد بُل تعلنان انطلاق بطولة "ريد بُل كار بارك درِفت 2024" في الأردن ticker كابيتال بنك يرسي معايير جديدة في التمويل الأخضر .. مشروع قرية أيلة مارينا نموذجاً ticker افتتاح مبنى قصر العدل في جرش ticker انتهاء أعمال التنقيب في موقع تل العصارة الأثري ticker هاريس: لا يجب إعادة احتلال غزة ticker بالأسماء .. هؤلاء مرشحين للدخول في الحكومة الجديدة ticker سيدات يُعدن تعريف النجاح ويصبحن مصدر إلهام لمجتمعاتهن ticker كابيتال بنك يتعاون مع شركة وصل للتوعية والتثقيف لدعم برنامج "شبّك وبادر" ticker 8600 متدرب ومتدربة التحقوا بالتدريب المهني ticker الخدمات الطبية تشهر تقنية الخلايا التائية لعلاج سرطان الدم الحاد ticker الحنيطي يزور قيادة لواء الحرس الملكي الآلي الأول ticker المقاصد يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف

هل تفعلها الحكومة الاردنية وتتهور ؟

{title}
هوا الأردن -

سحبت السلفادور والبيرو وتشيلي وقبلها البرازيل والاكوادور سفرائها من تل ابيب، احتجاجا على العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي دخل يومه الرابع والعشرين، واسفر عن استشهاد 1283 شهيدا واكثر من 7150 اصابة جلهم من الاطفال والنساء.

الخارجية الاسرائيلية بدورها أعربت عن اسفها لقرار بعض الدول سحب سفرائها واعتبرته قرار متهورا ، وقال ناطق باسم الخارجية لوسائل اعلام اجنبية :ان تلك الدول تتصرف بغرابة على عكس بعض الدول العربية الصديقة التي تصر على ان تحتفظ بعلاقتها باسرائيل رغم كل شئ ولم تسحب سفراءها بل تريد تدعيم العلاقات معنا، في اشارة واضحة لمصر والاردن.

قرار متهور، وصف تتقاسمه كل من الاردن ومصر مع الكيان الصهيوني كلما طرح على مسؤولي البلدين تساؤل عن السبب وراء عدم استدعاء سفرائهما من تل ابيب حتى الان ، رغم الجرائم الصهيونية وحرب الابادة التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر.

فالاردن الرسمي، يبرر الابقاء على سفيره في تل ابيب بأن 'الجهود الانسانية' والسياسية التي تقوم بها الدولة من اجل مساندة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان ما كان لها ان تتحقق في حال سحب السفير، والمقصود هنا بالجهود الانسانية هو نقل المصابين في القطاع جراء العدوان الى المستشفيات الاردنية لتلقي العلاج، اضافة الى تسيير قافلات المساعدات والادوية الى غزة.

أما الجهود السياسية لوقف العدوان، فاقتصرت - كما هو معلن - على الاتصالات التي يجريها مسؤولون اردنيون بعدد من المسؤولين الدوليين والعرب لبحث تداعيات العدوان ، ومحاولة الوصول الى اتفاق لتهدئة ووقف لاطلاق النار، الا ان المتابع للاحداث يمكنه تقييم تلك الاتصالات ومدى جدواها خصوصا مع استمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائمه ضد المدنيين دون رادع.

مراقبون يتساءلون 'هل تحول الدور الاردني تجاه القضية الفلسطينية الى دور 'الفزيع' بين العدو والمقاومة؟ ' ، فمنذ بدء العدوان تبنى الاردن الرسمي المبادرة المصرية، وعمل على تسويقها ودفع الاطراف الفلسطينية القبول بها، الا انه لم يتخذ اي اجراءات ضد العدو الصهيوني ، كاستدعاء سفير تل ابيب لتوبيخه مثلا او الاحتجاج الخجول في اسوء الاحوال ، ناهيك عن ان الاردن لم يقم باستدعاء سفيره او حتى التلويح بسحبه في حال استمرار العدوان.

واكثر من يثير الدهشة، تباهي الحكومة ومسؤوليها بالموقف الرسمي 'المشرف' كما يصفه وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي محمد المومني ، والذي يفصل الاجراءات الحكومية باصدار بيان شجب وتنديد ، واستقبال الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات اردنية، وتسيير قافلات المساعدات ، واجراء اتصالات على المستوى السياسي بهدف التوصل لهدنة ووقف لاطلاق النار، موقف سيكون مشرفا حقا لو ان دولة غير عربية وغير مسلمة تبنته، ولكن ان ترى حكومة دولة تلتصق جغرافيا وتاريخا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا بفلسطين مثل الاردن، بانه كاف ومشرف فهو امر يثير الاشمئزاز والدهشة.

الاردن لا يمكنه الوقوف على الحياد فيما يقتل شعب شقيق وتدمر المنازل فوق رؤوس ساكنيها، ولا نقبل له دور الوسيط او 'الفزيع' بين شعب شقيق وكيان غاصب ومحتل ، ولا يمكن ان تقزم الحكومة دور المملكة ليقتصر على الاغاثة الانسانية وكأنه منظمة او جمعية خيرية، فلدينا من الاوراق السياسية والاقتصادية ما يكفي للضغط على الكيان الغاصب لاجباره على وقف عدوانه ورفع الحصار عن قطاع غزة، اذ بامكان الحكومة الاردنية في حال قررت سحب سفيرها من تل ابيب الاستمرار بأعمال الاغاثة من تسيير قافلات المساعدات ونقل الجرحى عبر معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر، وهو ما يفند المبررات الحكومية الساذجة بشأن اسباب الابقاء على التمثيل الدبلوماسي مع العدو.

اما اقتصاديا، فالاردن يعد نافذة رئيسية للصناعات والمنتجات الاسرائيلية الى العالم، ناهيك عن التبادل التجاري بين عمان وتل ابيب، فغلاق الاردن لهذه النافذة، وتعليق التطبيع الاقتصادي سيكبد الاقتصاد الصهيوني خسائر فادحة تضاف الى خسائرة جراء العدوان والتي تقدر بالمليارات.

أما داخليا، فمن شأن خطوة سحب السفير الاردني وطرد سفير الكيان الصهيوني أن تخفف من حدة الغضبة الشعبية في الشارع الاردني والانتقاد المتواصل لموقف الحكومة غير المرضي والمقنع ازاء العدوان، ومن قبل ازاء الجريمة الصهيونية باغتيال الشهيد القاضي رائد زعيتر الذي أضاعت الحكومة دمه هدرا ، ناهيك عن تخفيف العبء على الاجهزة الامنية التي باتت مضطرة لمواجهة الاردنيين كلما ارادوا التعبير عن غضبهم من وجود سفير العدو على اراضي بلدهم في الوقت الذي تشن حكومته عدوانا نازيا بشعا وهمجيا ضد شعب عربي شقيق.

لا نطلب من الحكومة ان تعلن الحرب على دول الكيان الصهيوني، فنحن نعلم انها اضعف من ذلك ، ولكن يكفي ان تتناغم مواقفها مع الشعور الشعبي الغاضب لما يتعرض له الاشقاء في غزة، والداعم بقوة للمقاومة الفلسطينية في معركتها ضد العدوان... يكفينا اضعف الايمان.. تهوروا ولو لمرة واحدة ان كنتم تجرؤون 

تابعوا هوا الأردن على