آخر الأخبار
ticker العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في عمان ticker القائم بأعمال الملحقية الثقافية السعودية يزور جامعة عمان الأهلية ticker النائب خميس عطية يقترح إعادة النظر بمعدلات فوائد البنوك ticker فريق فني أردني لتقييم الشبكة الكهربائية السورية ticker المومني: الأردن قادر على توظيف الدور التركي في سوريا ticker تفاهم بين الوطني للأمن السيبراني والأوراق المالية ticker بالأسماء .. شواغر ومدعوون لإجراء المقابلة الشخصية ticker قوات الأمن السورية تسيطر على معبر نصيب بعد أعمال شغب ticker رصد نجم من سماء الأردن يتوقع انفجاره قريباً ticker المركزي يطرح أول إصدار في 2025 من سندات الخزينة بـ150 مليون دينار ticker الظهراوي للمسؤولين: أولادكم يدرسون في هولندا وأولادنا في أبو علندا ticker مفوضية اللاجئين بالأردن: لا ندفع اموالا للراغبين بالعودة إلى سوريا ticker البنك الأهلي الأردني يُطلق برنامج "مكافآت أهلي ahliRewards" مع استرداد نقدي ومزايا عديدة ticker العرموطي يفجر صرخة في وجه الحكومة: 4 ملايين فقير بالأردن ticker فريحات: إلغاء التحديث الاقتصادي أو استقالة الحكومة ticker خلاف في شرفات النواب .. والأمن يتدخل ticker التربية ترجح إعلان نتائج "تكميلية التوجيهي" مطلع شباط ticker النواصرة يطالب برد مشروع قانون الموازنة 2025 ticker بعد الاشتباك معه .. مقتل مطلوب خطير في الطفيلة ticker الأسواق الحرة الاردنية تقدم عروضاً كبيره لزوار المملكة

هل تفعلها الحكومة الاردنية وتتهور ؟

{title}
هوا الأردن -

سحبت السلفادور والبيرو وتشيلي وقبلها البرازيل والاكوادور سفرائها من تل ابيب، احتجاجا على العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي دخل يومه الرابع والعشرين، واسفر عن استشهاد 1283 شهيدا واكثر من 7150 اصابة جلهم من الاطفال والنساء.

الخارجية الاسرائيلية بدورها أعربت عن اسفها لقرار بعض الدول سحب سفرائها واعتبرته قرار متهورا ، وقال ناطق باسم الخارجية لوسائل اعلام اجنبية :ان تلك الدول تتصرف بغرابة على عكس بعض الدول العربية الصديقة التي تصر على ان تحتفظ بعلاقتها باسرائيل رغم كل شئ ولم تسحب سفراءها بل تريد تدعيم العلاقات معنا، في اشارة واضحة لمصر والاردن.

قرار متهور، وصف تتقاسمه كل من الاردن ومصر مع الكيان الصهيوني كلما طرح على مسؤولي البلدين تساؤل عن السبب وراء عدم استدعاء سفرائهما من تل ابيب حتى الان ، رغم الجرائم الصهيونية وحرب الابادة التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر.

فالاردن الرسمي، يبرر الابقاء على سفيره في تل ابيب بأن 'الجهود الانسانية' والسياسية التي تقوم بها الدولة من اجل مساندة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان ما كان لها ان تتحقق في حال سحب السفير، والمقصود هنا بالجهود الانسانية هو نقل المصابين في القطاع جراء العدوان الى المستشفيات الاردنية لتلقي العلاج، اضافة الى تسيير قافلات المساعدات والادوية الى غزة.

أما الجهود السياسية لوقف العدوان، فاقتصرت - كما هو معلن - على الاتصالات التي يجريها مسؤولون اردنيون بعدد من المسؤولين الدوليين والعرب لبحث تداعيات العدوان ، ومحاولة الوصول الى اتفاق لتهدئة ووقف لاطلاق النار، الا ان المتابع للاحداث يمكنه تقييم تلك الاتصالات ومدى جدواها خصوصا مع استمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائمه ضد المدنيين دون رادع.

مراقبون يتساءلون 'هل تحول الدور الاردني تجاه القضية الفلسطينية الى دور 'الفزيع' بين العدو والمقاومة؟ ' ، فمنذ بدء العدوان تبنى الاردن الرسمي المبادرة المصرية، وعمل على تسويقها ودفع الاطراف الفلسطينية القبول بها، الا انه لم يتخذ اي اجراءات ضد العدو الصهيوني ، كاستدعاء سفير تل ابيب لتوبيخه مثلا او الاحتجاج الخجول في اسوء الاحوال ، ناهيك عن ان الاردن لم يقم باستدعاء سفيره او حتى التلويح بسحبه في حال استمرار العدوان.

واكثر من يثير الدهشة، تباهي الحكومة ومسؤوليها بالموقف الرسمي 'المشرف' كما يصفه وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي محمد المومني ، والذي يفصل الاجراءات الحكومية باصدار بيان شجب وتنديد ، واستقبال الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات اردنية، وتسيير قافلات المساعدات ، واجراء اتصالات على المستوى السياسي بهدف التوصل لهدنة ووقف لاطلاق النار، موقف سيكون مشرفا حقا لو ان دولة غير عربية وغير مسلمة تبنته، ولكن ان ترى حكومة دولة تلتصق جغرافيا وتاريخا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا بفلسطين مثل الاردن، بانه كاف ومشرف فهو امر يثير الاشمئزاز والدهشة.

الاردن لا يمكنه الوقوف على الحياد فيما يقتل شعب شقيق وتدمر المنازل فوق رؤوس ساكنيها، ولا نقبل له دور الوسيط او 'الفزيع' بين شعب شقيق وكيان غاصب ومحتل ، ولا يمكن ان تقزم الحكومة دور المملكة ليقتصر على الاغاثة الانسانية وكأنه منظمة او جمعية خيرية، فلدينا من الاوراق السياسية والاقتصادية ما يكفي للضغط على الكيان الغاصب لاجباره على وقف عدوانه ورفع الحصار عن قطاع غزة، اذ بامكان الحكومة الاردنية في حال قررت سحب سفيرها من تل ابيب الاستمرار بأعمال الاغاثة من تسيير قافلات المساعدات ونقل الجرحى عبر معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر، وهو ما يفند المبررات الحكومية الساذجة بشأن اسباب الابقاء على التمثيل الدبلوماسي مع العدو.

اما اقتصاديا، فالاردن يعد نافذة رئيسية للصناعات والمنتجات الاسرائيلية الى العالم، ناهيك عن التبادل التجاري بين عمان وتل ابيب، فغلاق الاردن لهذه النافذة، وتعليق التطبيع الاقتصادي سيكبد الاقتصاد الصهيوني خسائر فادحة تضاف الى خسائرة جراء العدوان والتي تقدر بالمليارات.

أما داخليا، فمن شأن خطوة سحب السفير الاردني وطرد سفير الكيان الصهيوني أن تخفف من حدة الغضبة الشعبية في الشارع الاردني والانتقاد المتواصل لموقف الحكومة غير المرضي والمقنع ازاء العدوان، ومن قبل ازاء الجريمة الصهيونية باغتيال الشهيد القاضي رائد زعيتر الذي أضاعت الحكومة دمه هدرا ، ناهيك عن تخفيف العبء على الاجهزة الامنية التي باتت مضطرة لمواجهة الاردنيين كلما ارادوا التعبير عن غضبهم من وجود سفير العدو على اراضي بلدهم في الوقت الذي تشن حكومته عدوانا نازيا بشعا وهمجيا ضد شعب عربي شقيق.

لا نطلب من الحكومة ان تعلن الحرب على دول الكيان الصهيوني، فنحن نعلم انها اضعف من ذلك ، ولكن يكفي ان تتناغم مواقفها مع الشعور الشعبي الغاضب لما يتعرض له الاشقاء في غزة، والداعم بقوة للمقاومة الفلسطينية في معركتها ضد العدوان... يكفينا اضعف الايمان.. تهوروا ولو لمرة واحدة ان كنتم تجرؤون 

تابعوا هوا الأردن على