تحذيرات نتنياهو ... رسالة للداخل أم وقائع ؟!
لا تلتقط المجسات الأردنية بـ 'جدية' توالي التحذيرات الإسرائيلية الواضح من اقتراب 'داعش' من المملكة، وتعتبر أوساط استراتيجية رسمية أن نمو الحديث الإسرائيلي والأمريكي بين الحين والآخر عن 'أخطار داعش المحتملة' على الأردن، محسوب على بيكار 'سياسي'، لا أمني، وله أغراض داخلية عند الطرفين.
أقرب مجموعة داعشية مسلحة في العراق تبعد عن الحدود الأردنية ما مقداره 100 كيلومتر، وفي سورية مسرح عمليات داعش بعيد تماما عن الحدود الأردنية، لكن الجاهزية مكتملة بكل الأحوال للحفاظ على الأمن الحدودي الأردني، حسب الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني.
المبالغات الإسرائيلية – الأميركية في السياق، لها أهداف سياسية، وإن كان الإحتياط واجبا بكل الأحوال، والجاهزية الفنية على الحدود السورية عند بروز عدة محاولات تسلل واختراق كانت رسالة تحذير أردنية بالرصاص، لكل من تسول له نفسه إيذاء الأردن أو الإقتراب منه.
نشطاء متعاطفون مع السلفيين في الأردن إجتهدوا في السياق، وهم يحاولون الإشارة الى ان الساحة الأردنية ليست هدفا لداعش، لكن الاستعداد متكامل حتى لو لم يكن ذلك دقيقا.
وفقا لمسؤول بارز : لا يوجد أساس للمخاطر التي يتحدث عنها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أو ما سبق للإدارة الأمريكية ان تحدثت عنه، فداعش ليست على أبواب أو حدود الأردن، ولو اقتربت سيتم التصرف معها بكل حزم وقوة.
المسألة الأهم التي شغلت غرف القرار مؤخرا، هي الحواضن الإجتماعية التي يمكنها 'تقليد' داعش، أو تأييدها، أو تبني وجهة نظرها ومساندتها في الأردن، وهي حواضن شُخِّصت بدقة متناهية، وتوبعت طوال الأسابيع الماضية، حتى وصل الأمر لحد التدقيق في المطارات والحدود تصديا لاحتمال دخول داعشيين متنكرين.
بكل الأحوال، عندما يعلن نتنياهو عبر تلفزيون اسرائيل بأنه أوقف عدوانه على غزة، لان داعش على أبواب الأردن، والقاعدة في مواجهة الجولان، وحزب الله على الحدود الشمالية، فهو 'يبرر' سياسيا عدم تحقيق اهدافه في غزة، ويقدم خطابا سياسيا داخليا على أمل إنقاذ حكومته مع الرأي العام الإسرائيلي، أكثر ما يتحدث عن وقائع وحقائق..