قعوار أمام مجلس الأمن: الأردن يدعم حماية الأطفال في الصراعات
أكد الأردن دعمه للجهود الدولية الرامية لحماية الأطفال ووضع حد للعنف ضدهم في الصراعات المسلحة.
وقالت مندوبة الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة دينا قعوار في بيانها أمام مجلس الأمن، الليلة الماضية، ان تقرير الأمين العام المعروض أمام المجلس يعرض لانتهاكات حقوق الأطفال في عدد من مناطق النزاع، وجوانب المعاناة المتفاوتة، التي يتكبدها الأطفال في أوضاع النزاعات المسلحة، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط والقارة الافريقية، الا انها قالت إنها ستركز بيانها على أطفال بعض الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت ان أربع سنوات مضت ونحن نشاهد الأطفال السوريين يقتلون ويعذّبون ويهجّرون ويجوّعون ويجنّدون في جماعات مسلحة دون أن نحرك ساكناً، حيث لم يرسل مجلس الأمن لغاية الآن رسالة حازمة ورادعة لمرتكبي هذه الجرائم بحق الانسانية والطفولة تؤكد لهم بأنهم تحت طائلة العقاب والمساءلة.
وأشارت الى أن الاردن لا يرى حلا للأزمة السورية ومختلف تبعاتها الا من خلال الحل السياسي، " فتلبية تطلعات الشعب السوري ووقف القتل والانتهاكات ضد المدنيين والأطفال تحتم البدء بعملية انتقالية سياسية لن تنهي النزاع الدائر فقط، بل ستكبح امتداد وتوسع الجماعات الارهابية في سوريا الى أن تهزمها".
وفي الشأن العراقي، قالت قعوار ان النزيف ما زال مستمراً، وما زال الأطفال هناك يدفعون ثمن الحروب والصراعات التي امتدت منذ عام 1980 ولغاية الآن، "بل تفاقمت معاناة الطفل العراقي جرّاء ممارسات الجماعات الارهابية مثل (داعش) وغيرها، حيث يقتل الأطفال ويجنّدون ضمن هذه الجماعات".
وفي هذا الصدد، قالت قعوار ان الاردن يدعو لتوحيد كافة مكونات الشعب العراقي ونبذ الطائفية والمصالح الضيقة والتهميش والاقصاء بأشكاله كافة، وتشكيل حكومة عراقية جامعة شاملة تلبي طموحات كافة مكونات الشعب العراقي وخاصة المهمشة منها، الأمر الذي سيؤدي الى هزيمة الجماعات المسلحة والارهابية تدريجيا، واستعادة الأمن والاستقرار لبلاد يستحق أطفالها أن ينعموا بخيراتها.
أما بالنسبة لفلسطين، فتساءلت مندوبة الاردن، الى متى سيبقى الطفل الفلسطيني مستهدفاً، هل كتب على الطفل الفلسطيني أن يبقى هدفاً للقتل والاعتداءات والاعتقالات التعسفية، والى متى سنبقى صامتين ازاء معاناة هذا الطفل؟.
واشارت الى ان الحرب الأخيرة التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة هي الانتهاك الأكثر بطشاً بحق الفلسطينيين وأطفالهم، حيث راح ضحيتها ما لا يقل عن 491 طفلا فلسطينيا، واصابة ثلاثة الاف منهم بجروح، وتشريد داخلي لـ475 فلسطينيا معظمهم من الأطفال ولجوء 280 الفا منهم الى 85 مدرسة تابعة لـ(الأونروا)، اضافة الى الآثار النفسية التي تترك آثارها السلبية بعيدة المدى،" فهناك 373 الف طفل بحاجة الى الدعم النفسي".
وتابعت ان آلاف القذائف من مخلفات الحرب والمتفجرات التي تركت في المناطق المدنية المتأثرة من النزاع تشكل تهديدا كبيرا، مضيفة ان الحصار الشامل الذي ينتهك القانون الدولي يشكل مساسا جوهريا بجملة حقوق الانسان بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة ويؤثر بشكل كبير على الأطفال.
وأعربت قعوار عن أسفها، كون صفحات تقرير الأمين العام بشأن الاطفال، تزخر بجملة "جماعات مسلحة اسلامية"، مؤكدة في هذا الصدد أن هذه الجماعات لا تمت للإسلام بأي صلة، والاسلام بريء منها.
وقلت "انها جماعات تتاجر بالدين الاسلامي وتقتل وتعذب وتقطع الرؤوس وتبيع النفط لشراء السلاح وجذب منتسبين لها باسم الدين الاسلامي، انها جماعات شوّهت وتشوه هذا الدين المتسامح".
وقالت ان مجلس الأمن يتحمل مسؤولية قانونية واخلاقية لايقاف معاناة الأطفال في النزاعات المسلحة، ودعت الى العمل على تطبيق العدالة ومساءلة كل من ارتكبوا أو أمروا بارتكاب هذه الانتهاكات، وطالبت المجلس بفرض جزاءات على مرتكبي الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال وتعميم منظور التعاون بين الفريق العامل التابع لمجلس الأمن ولجان الجزاءات.
وحثت قعوار المجلس بالتعاون مع بقية منظومة الأمم المتحدة، على استخدام الأدوات المتاحة لمنع الصراعات، بما في ذلك الإنذار المبكر والدبلوماسية الوقائية، ومواصلة تعزيز وجود المستشارين في شؤون حماية الأطفال في عمليات حفظ السلام، وضمان ادراج قضايا حماية الأطفال في التدريب الذي يتلقاه أفراد حفظ السلام.
وكان مجلس الامن عقد جلسة خصصها للبحث في موضوع الأطفال والنـزاعات المسلحة، شارك فيها أكثر من ستين متحدثا، طالبوا بالعمل السريع لمنع وضمان المساءلة عن قتل وتجنيد الأطفال في حالات النزاع المسلح