استطلاع:89%من الأردنيين راضون عن الأمان .."جيد وجيد جدا"
أظهر المؤشر العربي للعام 2014 (استطلاع برنامج قياس الرأي العام العربي ) الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن الأردنيين بمجملهم راضون عن مستوى الأمان في المملكة.
وبحسب ما أظهره المؤشر في تقييم المستجيبين لمستوى الأمان في مناطق سكناهم، فإن 89% من الأردنيين راضون عن الأمان في الأردن، حيث وصفوه بالجيد والجيد جدا.
وكان المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات قد نشر عبر موقعه الالكتروني نتائج استطلاع المؤشّر العربيّ لعام 2014 الذي نفّذه المركز في 14 بلدًا عربيًّا، وهي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، والسّودان، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعوديّة، واليمن، والكويت، كما شمل عيّنةً من المُهجّرين واللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن وداخل الأراضي السورية المحاذية للحدود التركية. وقد اختار المركز العربي تونس ليعلن نتائج المؤشر العربي ويعرّف بها في الشطر الأفريقي من العالم العربي سعيًا منه لخلق فضاءٍ أكاديمي واحد يعمل على الارتقاء بالبحث العلمي والأكاديمي المستقلّ، ويطمح إلى إنشاء شبكات تعاون مع الباحثين العرب.
وشمل الاستطلاع 26618 مستجيبًا أجريت معهم مقابلات شخصيّة وجاهية ضمن عيّناتٍ ممثّلة لتلك البلدان، وبهامش خطأ يتراوح بين ± 2-3%. ويعادل مجموع سكّان المجتمعات التي نُفّذ فيها الاستطلاع 90% من عدد السكّان الإجماليّ لمجتمعات المنطقة العربيّة. وقد نفِّذ هذا الاستطلاع الميداني خلال الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى تموز/ يوليو 2014. وأوضح الدكتور محمد المصري، منسق وحدة الرأي العام في المركز العربي، أنّ استطلاع المؤشر العربي الذي ينفّذه المركز للعام الثالث على التوالي هو أضخم مسحٍ للرأي العام في المنطقة العربيّة، وتمثّل بياناته مصدرًا مهمًّا لصنّاع القرار والباحثين والمهتمين بشؤون المنطقة العربية.
ركّز الدكتور المصري، بعد أن قدّمه الدكتور مهدي مبروك مدير فرع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في تونس، على نتائج تونس ومدلولاتها خلال هذه المرحلة المهمّة من تاريخها. وقد نوّه الدكتور المصري بأنّ اختيار تونس لإعلان النتائج في العالم العربي في شطره الأفريقي، لدورها الرائد في انطلاق الربيع العربي، ولأنّها تمثّل نموذجًا مهمًّا في عملية التحوّل الديمقراطي عبر توافق القوى والنخب السياسية دون إقصاء أيّ منها، الأمر الذي يُحيي الأمل، خصوصًا في ظلّ حالة الصراع والاستقطاب التي تعيشها بعض البلدان العربية.
والمؤشّرُ العربيُّ هو استطلاعٌ سنويّ ينفّذه المركز العربيّ في البلدان العربيّة؛ بهدف الوقوف على اتّجاهات الرّأي العامّ العربيّ نحو مجموعةٍ من الموضوعات: الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، بما في ذلك اتّجاهات الرّأي العامّ نحو قضايا الدّيمقراطيّة، والمشاركة السياسية والمدنيّة.
وأظهرت نتائج مؤشّر هذا العام انقسامًا في تقييم الثورات العربيّة، فقد أفاد 45% من الرأي العامّ أنّ الثورات العربيّة والربيع العربيّ هي تطوّرات إيجابيّة، مقابل 42% عبّروا عن تقييمٍ سلبيّ لها. وقد فسَّر الذين قيّموا الثورات أنها سلبيّة بأسباب تتعلق بالخسائر البشريّة الكبيرة، وعدم تحقيق الثورات أهدافها، وحالة الاستقطاب السياسي الحادّ، وتدهور الأوضاع الاقتصادية. ولم تكن نسبة الذين قيّموا الثورات بطريقةٍ سلبيّة انطلاقًا من موقفٍ معادٍ للثورات نفسها نسبةً ذات بال؛ إذ إنّ 5% منهم فقط يرون أنّ الربيع العربيّ هو مؤامرة خارجيّة. وكان الدكتور المصري قد أشار إلى أنّ الرأي العام التونسي متفائل بمآلات الربيع العربي بمعدّلات أعلى من المعدل العام في المنطقة العربية؛ فعلى سبيل المثال 84% من الرأي العام التونسي يرى أنّ الربيع العربي يمرّ بمرحلة تعثّر إلّا أنّه سيحقّق أهدافه في نهاية الأمر، مقابل 8% من التونسيين فقط يرون أنّ الربيع العربي قد انتهى وأنّ الأنظمة السابقة عادت.
ومع أنّ هنالك انقسامًا في تقييم الثورات العربيّة، فإنّ الرأي العام العربي ما زال متفائلًا بالربيع العربي ولديه ثقة بمآلاته، إذ إنّ أغلبية الرأي العام (60%) ترى أنّ الربيع العربي يمرُّ بمرحلةِ تعثرٍ، لكنه سيحقق أهدافه في نهاية المطاف، مقابل 17% يرون أنّ الربيع العربي قد انتهى وعادت الأنظمة السابقة إلى الحكم. وذكر مواطنو المنطقة العربية التدهور الأمني في بعض البلدان، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، والتدخل الخارجي، وظهور الحركات المتطرفة، وتحريض قوى الأنظمة السابقة، وتحريض وسائل الإعلام، بوصفها عوامل رئيسة ساهمت في تعثّر الربيع العربي.
ينحاز الرأي العامّ العربيّ لتأييد الثورة السوريّة؛ إذ أيّد 68% من المستجيبين تنحّي بشّار الأسد عن السلطة، مقابل معارضة 16%. وقد برَّر المؤيّدون للتنحي موقفهم هذا بالعديد من العوامل، أهمها أنّ بشار الأسد ارتكب مجازر وقتل الشعب السوري وشرّده، وأنه حاكم مستبد، وأنه سبب الأزمة السورية الحالية ورحيله يمثل حلًا لها.