مسؤول أميركي: داعش يسعى إلى مد نفوذه إلى الأردن ولبنان
قال مسؤول في المقر العام للقيادة الوسطى للجيش الأميركي في مدينة تامبا بولاية فلوريدا إن تنظيم الدولة الإسلامية داعش لا يشبه كثيرا تنظيم "القاعدة"، فداعش "تنظيم إرهابي أشبه في بعض الأحيان بجيش نظامي والحرب ضده ليست عملية مكافحة تمرد فقط".
وذكر المسؤول، الذي فضل عدم ذكر إسمه خلال لقاء مع عدد من الصحافيين، أن داعش الذي نشأ في شمال العراق، استفاد من الفوضى في سورية ليتمكن من بسط نفوذه في اتجاه الغرب أو إنشاء نوع من الحكم الذاتي بين حدود البلدين.
وأضاف المسؤول العسكري أن "داعش" مازال يظهر قدرات عسكرية لافتة في شمال سورية وشرقها وتحديدا في مدينتي الرقة ودير الزور ويسعى حاليا إلى السيطرة على الحدود السورية– التركية، حيث تشكل مدينة كوباني نقطة ارتكاز أساسية.
ومن الناحية العراقية، توقع المسؤول بأن يواصل "داعش" الضغط على القوات الكردية في الشمال بين جبل سنجار والموصل، حيث يشكل سد الموصل هدفا حيويا لتوسيع نفوذه وتقويته تمهيدا لغزو بغداد، التي مازالت في مأمن الآن.
وأوضح المسؤول أن هذا الأمر لا يسري على الوضع في محافظة الأنبار حيث للتنظيم نفوذ وحضور قوي. ورأى أن قوته تكمن في قدرته على مواصلة حملته وإمكاناته في التعويض عن خسائره البشرية والقيام بتعبئة ترتكز على معاداة الغرب والأنظمة المحلية الحاكمة.
وشرح بأنه حتى الساعة لا وجود لحركة صحوة سنية جدية مضادة لـ "داعش" على عكس ما شهده العراق بعد عام 2007 وأن اكبر تواجد عسكري لمقاتلي التنظيم هو على خطي الفلوجة – الرمادي وصولا إلى معبر القايم من ناحية وبين جبل سنجار وصولا إلى الموصل من ناحية ثانية.
ولفت المسؤول العسكري إلى أن الهدف العسكري الأميركي في المدى القريب هو حماية الأردن ولبنان بسبب المسافة الجغرافية التي تجمع حدودهما بسورية والعراق، "ما يعرضهما لخطر كبير ومحتمل، وخصوصا أن "داعش" يرغب في التمدد إلى أراضيهما".
الحملة العسكرية ضد داعش في بداياتها
وعن الاستراتيجية العسكرية لمكافحة داعش، شدد المسؤول على أن الهدف الآن هو التعاون مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لمنع التنظيم المتشدد من تأمين ملاذ آمن له في أي منطقة بالشرق الأوسط وأيضا وقف قنوات التمويل التي يستفيد منها من جهات كثيرة في المنطقة.
ولفت إلى أن القوات الأميركية تعتبر كلا من سورية والعراق دولتين ذات سيادة وأن الولايات المتحدة تتعامل معهما على هذا الأساس، رغم حالة الانشقاق والتفتت التي تعيشها دمشق
وأوضح المسؤول العسكري أن الهدف في المدى القريب هو إضعاف قدرات "داعش" وتدمير آلته العسكرية من خلال تنفيذ عمليات حربية نظامية وغير نظامية ضده.
وأقر المسؤول في القيادة الوسطى للجيش الأميركي بأن الحملة العسكرية الأميركية مازالت في بداياتها وهي ستطول كثيرا، وخصوصا وأن الوضع في سورية يتطلب التسريع في عملية "الانتقاء بعناية" لعناصر المعارضة المعتدلة تمهيدا لتدريبها وتسليحها.
وصرح المسؤول العسكري بأن ما قامت به الولايات المتحدة حتى الساعة حقق نجاحات لافتة، مؤكدا أن قوات البشمركة الكردية مازالت تقوم بعمل عسكري لافت ومهم وبأن القوات الأميركية والعراقية بدأت بالضغط لاستعادة الخط الحيوي الذي يربط بغداد في اتجاه الشمال وأيضا بالخط الغربي في اتجاه محافظة الأنبار.
وأشار المسؤول إلى أن عدد الغارات الجوية الأميركية في سورية والعراق تجاوزت الـ600 منذ 8 آب /أغسطس الماضي.