أسباب تافهة .. وراء حالات الطلاق والخلع في الأردن .. بالون بدينار ،، لحمة مجمدة ،،فستان ،،ارجيله
تمكن بالون لا يتجاوز سعره ديناراً واحداً من انهاء علاقة زوجية بين "امل" وخطيبها بعدما كان البالون اشبه بالشعرة التي قسمت ظهر البعير حيث ادى الخلاف على شراء بالون بينهما الى الطلاق.
"امل"، وهو اسم مستعار لفتاة عشرينية قررت الانفصال عن خطيبها بالطلاق، بعدما طلبت منه ان يشتري لها بالونا ما اثار حفيظة الشاب الذي اعتبر طلبها استخفافا به وسخرية له، فيما اعتبرته هي انه معقد وكشر ..
وقالت "انني منذ بداية خطبتي وانا اختلف معه كثيرا حتى على اتفه الامور وبدأت اشاور نفسي بفسخ الخطبة منه لانه صعب المزاج والتعامل وبعد ان وصلت الى مرحلة لم أعد احتمل حديثه او تعليقاته كانت قصة البالون اشبه بالشعرة التي قسمت ظهر البعير, وبينما كنت معه في مشوار وتصادف مرور بائع البالونات طلبت منه بالونا على سبيل المزاح الا انه فاجأني بعد ان انهال عليّ بالصراخ والاستخفاف وطلب العودة الى منزل اهلي فورا وبعدها ابلغ والديه بما طلبته منه وأحضرهما للتفاهم عن هذا الطلب مع اهلي".
وتابعت "أمل": عندها اخذت قراري بالانفصال عنه وتفاهمت معه على ضرورة الانفصال لانني تأكدت اننا لن نستطيع ان نستمر معه ووافق على الطلاق وخلال ايام تمكنت من الطلاق منه واعدت له ما كان احضره الي اثناء فترة الخطبة.
قضايا عديدة تشهدها المحاكم الشرعية لاسباب تافهة وبسيطة فمنها من تطلب الطلاق لان زوجها احضر لها لحمة مجمدة بدلا من البلدية واخرى تطلب الطلاق لكسر زوجها "ارجيلتها" الخاصة بها, وفتاة تخلع خطيبها لانه قبل هدية فستان زفافها من شقيقته واخرى طلقت من زوجها لعدم قبولها السكن في نفس العمارة التي يسكن بها اهله.
فتاة اخرى خلعت زوجها لرغبته في الباسها اللباس الشرعي وفق ما اكد القاضي الذي اصدر قرار الحكم بالخلع وفتاة اخرى خلعت زوجها بعد شهرين من زواجهما لعدم تغييره غرفة النوم القديمة بجديدة كونه كان متزوجاً من سيدة اخرى قبلها ورفضت هي النوم على غرفة نوم ضرتها .. اسباب تافهة تؤدي الى انهيار اسر واغلبها تخلف ضحايا وهم الاطفال.
وتشير احصائيات دائرة قاضي القضاة الى وجود 3339 حالة طلاق العام الماضي من اصل 72860 حالة زواج في نفس العام بينما بلغت حالات الخلع 866 حالة سجلت في المحاكم العام الماضي, وبينت الاحصائيات وجود 4800 حالة طلاق خلال عام 2012.
قانونيون شرعيون وقضاة اكدوا وجود حالات تطلب فيها الزوجة التفريق عن زوجها لاسباب تافهة ولا يوجد فيها سبب حقيقي لانهاء العلاقة الزوجية بينهما ويكون الاطفال في هذه الحالات هم الضحايا, فضلا عن ارتفاع عدد حالات الطلاق في المملكة ليزيد طابور المطلقات.
سيدات مطلقات دافعن عن انفسهن بان خلافات عديدة تكون سبقت الخلاف الأكبر ويكون هذا السبب هو الحجة التي من اجلها تلجأ لطلب الطلاق او الخلع لكن في الواقع تكون قررت انهاء الحياة معه قبل هذه المشاكل البسيطة.
ومن جهتهم انتقد أزواج مطلقون ومخلوعون قانون الاحوال الشخصية المعدل الذي وصفوه بانه قانون المرأة، مشيرين إلى انه اعطى للمرأة الحق في تطليق نفسها اذا تعرضت لاي اساءة لفظية من زوجها وهو بذلك وضع رقاب الرجال في ايدي النساء, وقالوا اذا كل امرأة شتمها زوجها خلال المشاجرة او قصّر في تأمين اي مطلب من مطالبها تطلب الطلاق فان معظم النساء ستطلب الطلاق خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها أغلب الناس.
المفتش في دائرة قاضي القضاة القاضي الدكتور اشرف العمري اكد ان القاضي لا يطلق اي امرأة في حال تقدمت بدعوى طلاق للشقاق والنزاع دون ابداء الاسباب واذا تبين له وجود اسباب شرعية لطلب الطلاق يقرر اتمام الطلاق.
واضاف" هناك طلاق يسمى الطلاق المسبب كأن تطلب الزوجة الطلاق للشقاق والنزاع فعليها اثباب وجود الشقاق والنزاع وانه يتعذر اتمام الحياة الزوجية بينهما واذا لم يجد القاضي اسباباً شرعية يرفض الطلاق وهناك حالات تخسر فيها السيدة دعواها او حتى الرجل اذا رفع قضية طلاق.
واشار إلى ان التفريق للافتداء او ما يسمى بالخلع لا يبحث فيه القاضي عن الاسباب وانما يكتفي باقرار الزوجة الصريح انه يتعذر استمرار الحياة الزوجية, لافتا إلى ان القانون لا يلزمها ابداء الاسباب للحفاظ على سرية العلاقة الزوجية ومقابل عدم ابدائها الاسباب تضطر ان تتنازل عن حقوقها وتدفع له مقدم المهر.
واستدرك "وهذا لا يعني انه حتى في هذه الحالة فإن القاضي يحاول الصلح بينهما الا اذا رفضا". وكالات