شوارع الموت .. في المحافظات طريق المريغة في معان ونزلة صافـوط اكثر الشواهـد
شوارع الموت بهذا الاسم المؤلم اطلق الاردنيون التسمية على عدد من شوارع المملكة التي تؤدي وبشكل شبه يومي الى العديد من حالات الوفاة بسبب سوء تنفيذ تلك الشوارع وخلوها من قواعد السلامة العامة التي من المفترض ان تكون من أولويات تنفيذ اي شارع مهما كانت المنطقة او الضاحية التي سينفذ بها، والاهم من ذلك كله وجود البيروقراطية في التنفيذ التي حالت دون تصويب اوضاع تلك الشوارع.
هناك العديد من الشوارع التي تتسبب في حرمان العائلات من احد افرادها واهم تلك الشوارع طريق المريغة ـ معان، الذي طالب اهل معان ولاكثر من مرة تدخل الجهات المسؤولة لإنهاء أعمال مشروع تأهيل طريق المريغة لوقف الحوادث، بعد أن أوقف المقاول المنفذ أعمال الإنشاء فيها منذ ثلاثة أشهر، إثر تأخر وزارة الأشغال العامة في صرف مستحقاته المالية حسب ما يقول المقاول المسؤول.
وكانت وزارة الأشغال العامة والإسكان قد طرحت عطاء في بداية شهر آذار (مارس) من العام الحالي لإعادة تأهيل الطريق بطول 8 كيلو مترات ونصف بتكلفة مالية بلغت 2.5 مليون دينار، وبمدة عطاء سنة من تاريخ بداية العمل.
تحويلة المريغة كانت قد تسببت، بوفاة نحو 26 شخصا وإصابة 70 آخرين بجروح وكسور بين "متوسطة وخطرة"، منذ بداية العام الحالي، ما اثار تساؤلا عن كيفية قيام الجهات المختصة بطرح عطاءات من دون وجود مخصصات مالية، مشيرين الى أن المتعارف عليه عدم طرح أي عطاء إلا بوجود مخصصات مرصودة لهذه الغاية.
رئيس بلدية معان ماجد الشراري أكد مدى خطورة طريق المريغة وقال ان الطريق عبارة عن تحويلة تصل معان بالعقبة وتحتوي على اتجاهين بالشارع ذاته ما يؤدي الى التقاء الطرفين فجاءة عند منتصف التحويلة ذلك بالاضافة الى السرعة العالية التي تزيد على 80 كم فيصبح من الصعب على الطرفين تدارك الموقف.
أكد الشراري ان بلدية معان كانت قد خاطبت الجهات المسؤولة اكثر من مرة وقدموا اقتراحات لحل المشكلة بشكل مؤقت من خلال وضع مطبات في الاتجاهين من الشارع لكن من دون اية استجابة من الجهة المعنية.
اضاف الشراري ان المقاول يؤكد ان وزارة الاشغال لم تقم بصرف مستحقاته المالية لاستكمال تنفيذ الشارع، الا ان وزارة الاشغال حسب الشراري كانت قد اكدت ايضا انها قد صرفت الجزء الاكبر من حساب المقاول وعند استكمال المشروع بشكله النهائي يستلم البقية، وان تقصير المقاول جاء لمصلحة شخصية.الحادث الاخير الذي حدث قبل عدة ايام على طريق المريغة حسب الشراري ادى الى اغلاق الطريق من قبل اهل معان احتجاجا على موقف وزارة الاشغال التي ما زالت لم تحرك ساكنا بخصوص الطريق وحماية المواطنين.
من جانبها لم تقم وزارة الاشغال العامة بالاجابة على تساؤلات حول طريق المريغة وشوارع اخرى عديدة في محافظات المملكة التي تسببت وتسبب العديد من حالات الوفاة لتنفيذها السيئ وخلوها من قواعد السلامة العامة.
شارع موت آخر هو شارع نزول صافوط الذي يربط العاصمة عمّان بمحافظات الشمال والذي لقي عدد كبير من الابرياء حتفهم لسوء تنفيذ الشارع.
بوجهة نظر رئيس بلدية عين الباشا عيسى ابو عرابي فان نزول صافوط يعد فعليا شارع موت، واضاف ان شارع نزول صافوط يعد من الشوارع الرئيسية الذي يربط العاصمة بمحافظات الشمال، الشارع يعد ايضا من الشوارع شديدة الخطورة في العاصمة عمان ويوجد على الشارع مدخلان او التفافان احدهما غير قانوني ابدا وهو عبارة عن فتحة بعرض مترين وتصميمها عشوائي وكانت وزارة الاشغال قد قامت بفتحها وتركها على حالها والى جانبها مباشرة يوجد محطة وقود ما يسبب خطورة اضافية على المارة.
اضاف ابو عرابي الحديث عن وجود نبع ماء على طرف الشارع مر على وجوده ثلاثين عاما، والماء موجود دائما على الشارع، وأكد ابو عرابي انه قد طالب اكثر من مرة بايجاد حل لمسألة نبع الماء لكن من دون فائدة.
شارع نزول صافوط يعد شارع اشغال وليس شارع بلدية حسب ابو عرابي اي ان وزارة الاشغال هي المسؤولة عن صيانته، مشيرا الى ان وزير الاشغال قام بالكشف على هذا الشارع قبل خمسة أشهر تقريبا ووعد البلدية والمنطقة باجراء حل فوري وسريع ولا يتعدى الثلاثة أشهر بتنفيذ اشارات ضوئية وعملية توسعة للشارع وعمل مطبات من نفق صويلح نزولا الى صافوط من اجل تخفيف السرعة لكن لم يحدث شيء حتى الان ولم يتم تفيذ اي وعد من وعود الاشغال.
يتساءل ابو عرابي هل تنتظر الحكومة حدوث كارثة كبيرة على شارع نزول صافوط كي تقوم الاشغال والحكومة بالعمل على هذه الشوارع وصيانتها ومحاولة اتخاذ اجراءات حقيقية تضمن سلامة المواطن بالدرجة الاولى.
في السياق ذاته كانت الاردن قد احتلت المرتبة الرابعة عربيا في عدد الوفيات من جراء حوادث السير.
ويأتي العالم العربي في المرتبة الأولى من حيث عدد الوفيات الناجمة عن حوادث المرور حيث تتصدر المملكة العربية السعودية، الإمارات، الجزائر والأردن قائمة الأكثر تسجيلا في عدد الوفيات إثر حوادث المرور.
ففي السعودية تحصد حوادث المرور سنويا أرواح 5000 شخص إضافة إلى 40 ألف جريح وينتج عنها 1000 معاق، أما في الامارات العربية المتحدة يصل عدد الوفيات الناجمة عن حوادث المرور 27 حالة من كل 100 ألف نسمة نتيجة ارهاب الطرقات.
وتحتل الجزائر المركز الثالث عالميا من حيث عدد الوفيات في حوادث المرور إذ يقع حادث في كل 20 دقيقة وقتيل في كل 3 ساعات كما بلغت خسائر الجزائر بسبب الحوادث 100 مليار دينار.
وتليها الأردن حيث يقع حادث سير في كل 5 دقائق أما في مصر تتسبب حوادث المرور في ازهاق 5000 لتتكبد الحكومة بسبب هذه الحوادث سنويا 959 مليون دولار.
ويكون العامل البشري المتسبب الاول في الحوادث تليه حالة المركبات والطرق.