جلالة الملك يؤكد الثقة بالشعب وينتقد الإخوان
قال الملك عبدالله الثاني إنه لا يخشى الكثير من التهديدات المحيطة بالأردن لأن لديه "الثقة الكاملة" بالله وبالشعب الأردني، لكنه انتقد جماعة الإخوان المسلمين وقال إنها اختطفت الربيع العربي.
وأوضح الملك في مقابلة الإعلامي الأميركي تشارلي روز خلال وجوده في واشنطن رداً على سؤاله بشأن ما يخشاه من تهديدات محيطة بالأردن "لا أخشى الكثير، فأنا لدي الثقة الكاملة بالله وبشعبي"
لكنه قال في أعقاب ذلك " إن ما يؤرقني هو الوضع الاقتصادي، والفقر، والبطالة، والضغط الذي يواجهه شعبي بسبب أزمة اللاجئين".
** انتقاد الإخوان
ولدى سؤال تشارلي روز للملك فيما إذا كان مضطراً لاتخاذ إجراءات ضد جماعة الإخوان المسلمين قال الملك "إنهم منظمة رسمية".
وأضاف عارضاً ما جرى منذ عام 2011 "قمنا بدعوتهم لأن يكونوا جزءا من العملية السياسية في بداية الربيع العربي. وفي الواقع، كانوا هم أول جهة سياسية تحدثت إليها في بداية الربيع. قاموا بعرض مطالبهم المعروفة جدا لدينا".
وقال "هم أرادوا تغيير الدستور. وطالبوا أيضا بمحكمة دستورية. وكان لديهم قائمة من المطالبات، لبي معظمها بالمناسبة. وقد طالبوا بلجنة حوار وطني حتى يتمكنوا من خلالها بالحديث عن الإصلاح. وتم تشكيلها كذلك".
لكنه تابع قائلاً "طلبنا منهم أن يكونوا جزءا من لجنة الحوار ولكنهم رفضوا".
وقال الملك للإعلامي الأميركي "لا تنس بأنه في تلك المرحلة كان الربيع العربي قد بدأه شباب وشابات تواقون للتغيير. وقد تم اختطافه لاحقا من قبل جماعة الإخوان المسلمين والتي هي جمعية سياسية منظمة".
"بالمحصلة، كانوا هم من أخذ مكان الشباب الطامح للتغيير. في تلك المرحلة في مصر، إن كنت تذكر، حيث تم استبدال الشباب المصري بجماعة الإخوان المسلمين المنظمة. وفي الأردن، للأسف، اتخذ الإخوان قرارا بالبقاء في الشارع".
وتابع القول "إن كنت تعرف تاريخنا، فقد مررنا بالكثير من الأزمات لسنوات عديدة. إنها ليست محض صدفة أننا مازلنا صامدين وأقوياء".
وعن سبب بقاء وقوة الأردنيين قال الملك "الفضل لشعبنا، بالإضافة للعلاقة المميزة بين الشعب وقيادته. فنحن متماسكون كعائلة واحدة. لقد تعرضنا للمخاطر لعقود عديدة. وأعتقد أن جلالة الملك الراحل، والدي رحمه الله، قد سمع نفس الأسئلة التي تطرحها علي، والجواب أننا أسرة أردنية واحدة ونحن أقوياء".
** "علينا جميعاً الوقوف مع المصريين والسيسي"
وعما إذا كان الملك يوافق على ما يقوم به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في بلاده قال الملك "يجب أن تدرك أنه أيا كان في ذلك الموقع، لا يسعني إلا الإشارة لما يقوم به من جهود لمواجهة التحديات الماثلة ومساعدة بلده على النهوض والتعافي. ما يحاول الرجل تحقيقه فعلا لمصر هو إعادة الاستقرار. نحن بحاجة لمصر، فهي عماد الشرق الأوسط".
وأضاف "وأنت تعرف أنهم يقولون عن مصر إنها أم الدنيا، وإنها ظلت مركز الشرق الأوسط لسنوات عديدة وذلك لأسباب تاريخية وثقافية ودينية. نحن كلنا بحاجة مصر".
وأعرب عن اعتقاده بأن "الرئيس السيسي يسعى إلى إعادة القوة والاستقرار لبلده. والاقتصاد تحد كبير له. ولكن في نفس الوقت، عليه أن يتعامل مع حالة عدم الاستقرار في سيناء، ونحن جميعا نحاول مساعدته".
وبحسب الملك فإن السيسي "يتزعم بلدا له حدود طويلة مع ليبيا، ونتبادل معه وجهات النظر أيضاً حول الوضع في سوريا والعراق". "تخيّل حجم المشاكل التي يتعين عليه التعامل معها، من مواجهة الوضع في ليبيا وما ينطوي عليه هذا الأمر".
وخلص الملك إلى القول "لذا فعلينا جميعا الوقوف مع المصريين ومع السيسي، فهناك الكثير من التحديات التي يواجهها"