دعوات لتوطين السوريين في الاردن

رفضت الحكومة بشكل مطلق الدعوات الغربية لتوطين اللاجئين السوريين، مؤكدة ان هذه القضية مفزعة وغير قابلة للنقاش والبحث، لان الدولة الاردنية تعاني من الازمة الديمغرافية .
وقال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور خالد كلالده "هذه الدعوات مرفوضة ولن تمر"، مشددا على ان الاصل في الموضوع ان يعود كل لاجئ الى وطنه .
وكانت دعت أكثر من 30 منظمة دولية الحكومات الثرية، الى إعادة توطين 5 % على الأقل من اللاجئين السوريين الموجودين في دول جوار سورية، وهو ما يعادل 180 الف شخص قبل نهاية عام 2015، حسب بيان صادر عن هذه المنظمات .
ويأتي هذا النداء عشية عقد مؤتمر وزاري للأمم المتحدة في جنيف، الثلاثاء الماضي، لبحث مسألة اعادة توطين اللاجئين، للتخفيف من اعبائهم على الدول المضيفة .
وقال كلالده تعليقا على امكانية ان تطال هذه الدعوات الدول المضيفة للاجئين السوريين: "هذه دعوة مرفوضة ولن تمر على الاطلاق، لان مشاكلنا يعرفها القاصي والداني" .
وتابع" لسنا بحاجة لفتح مزيد من المشاكل الديمغرافية، وهذا مقترح مرفوض جملة وتفصيلا، وعلى اللاجئين ايا كانوا ان يعودوا لاوطانهم" .
وعبر الوزير عن موقف الدولة الواضح من قضية اللجوء بمجملها، مشددا" نحن مع عودة اللاجئين لاوطانهم وهذا موقفنا ايضا بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، فلن نسمح بحل مشاكل اسرائيل وغيرها على حساب الاردن" .
من جهته عبر امين عام المجلس الوطني لشؤون الأسرة فاضل الحمود عن غضبه من هذه الدعوات، مشددا "هذا خبر يفزعني وانا كمسؤول ومواطن اردني ارفض مجرد نقاشه وليس القبول فيه" .
واكد الحمود خلال انعقاد مؤتمر اللاجئين السوريين في الاردن: سؤال المجتمع والإعلام، الاسبوع الماضي" سمعنا اليوم ان منظمات دولية تنادي وتطالب بتوطين اللاجئين السوريين، فهذه الدعوة يجب ان لا تمر مرور الكرام، وهذا امر يفزعني ويرعبني" .
بيان المنظمات الـ30، اشار الى كرم الدول المجاورة لسورية خلال السنوات الثلاث الماضية، لافتا الى ان وقع الأزمة اصبح هائلا، لا سيما على البنى التحتية والخدمات العامة في هذه الدول .
وتستضيف كل من الاردن ولبنان وتركيا نحو 3.59 مليون لاجئ سوري، بحسب المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة .
واشار البيان الى انه وبالرغم من أن 5 % لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة من عدد اللاجئين الإجمالي، إلا أن اعادة توطينهم في هذه الدول يعني مستقبلا أفضل وأكثر أمانا لـ 180 الف شخص قبل نهاية العام 2015، بينهم ضحايا تعذيب، وأشخاص بحاجة إلى الطبابة، واطفال ونساء في خطر .
من جانبها، ترى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان اعادة توطين الحالات الأكثر عرضة للخطر من اللاجئين في الدول الغنية، من شأنها ان تخفف عن الدول المضيفة .
يذكر ان البيان الختامي الصادر عن مؤتمر اللاجئين السوريين، حذر من تراجع قضية اللاجئين في أجندة الاهتمامات العامة وفي أجندة وسائل الإعلام وعدم التطبيع مع وجود الأزمة .
ونبه البيان الى ان تواضع استجابة المجتمع الدولي وتهديد بعض المؤسسات الاممية والدولية بالتخلي عن بعض مهامها الاغاثية سيقود الي نتائج كارثية على اللاجئين وعلي المجتمعات المستضيفة .
وشدد البيان على انه وفي ظل تواضع استجابة المجتمع الدولي لحاجات الاردن التي هي اقل بكثير من الحاجات والتوقعات فان ذلك يتطلب المزيد من الوضوح السياسي الاردني في مراعاة المصالح الوطنية الاردنية مع الالتزام بحقوق اللاجئين من منظور حقوق الانسان وحقوق المجتمعات المستضيفة .