أبرز الأخبار التي شغلت الأردنيين في 2014

تفاعل الاردنيون في العام 2014 مع العديد من الاخبار التي وجدت صدى كبير لدى الرأي العام، لا سيما ان هذه الاخبار جميعها كانت من الشارع الأردني وخاصة حول الاوضاع المحلية، الاخبار تنوعت ما بين ترفيهية واخرى سياسية، اجتماعية وغيرها، نرصد لكم في هذه المادة الاخبارية ابرز هذه الاخبار:

ذهب عجلون

انتشرت العديد من الاخبار والاشاعات في مدن الشمال عن عثور الاجهزة الحكومية على كمية كبيرة من الذهب اثر اغلاق طريق اربد – عجلون لمدة تزيد عن 16 ساعة وإجراء عمليات حفر بالمنطقة وسط تكتم حكومي وتضارب بالروايات الامر الذي سبب غضب كثير من المواطنين متهمين الحكومة بأنها تسرق اموالهم، وفي ظل الصمت الحكومي وغياب التصريحات الرسمية انشغل الاردنيين بشكل كبير جدا في القضية واصبحت مادة دسمة لحديث الشارع الاردني حتى تم نشر الاعلان الرسمي الحكومي بعدما قام الدكتور عبد الله النسور، والفريق أول مشعل الزبن ووزير الداخلية حسين هزاع المجالي بعقد مؤتمر صحفي اوضحوا فيه ان عملية الحفر في المنطقة تمت لازالة بعض المتفجرات الاسرائيلية التي تم زرعها قديما في المنطقة.

ملكة جمال الأردن

في ظروف غامضة، وبمسابقة اجريت في مصر من اجل السياحة، تم منح الأردنية زينة العلمي 27 عاما لقب 'ملكة جمال الأردن'،الخبر خلال اقل من ساعات كان الاكثر تداولا في الأردن، وكان سخط الاردنيين واضح من منح العلمي هذا اللقب، ونشرت العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صور العلمي بطريقة لا ترتبط بمواصفات 'الجمال' حسب قول البعض منهم، وكانت رؤيا اجرت مقابلة خاصة مع العلمي لتوضيح الصورة حول منحها اللقب، ومع ذلك تم منحها مؤخرا لقب سفيرة السياحة من قبل وزير السياحة المصري.

'اقعدي يا هند'

في احدى جلسات مجلس النواب الأردني السابع عشر جرت بعض المناوشات تحت قبة البرلمان بين النائب يحيى السعود وبين النائب هند الفايز، حيث اعطى رئيس الجلسة الفرصة للنائب السعود ليلقي كلمته الا انا الفايز كانت تصرخ في المجلس وهي تطلب من النائب زكريا الشيخ 'عدم المزاودة على القومية العربية' الامر الذي اغضب النائب السعود وقام بمهاجة الفايز ببعض العبارت صارخاً 'اقعدي يا هند'، 'هو حدا قادر يحكي مع هند الفايز'، 'الله ينتقم من اللي جاب الكوتا على المجلس' وقام بالضرب على الطاولة والصراخ اكثر من مرة، ومن ثم ردت عليه الفايز قائلة 'الكوتا احسن من البسطات' في جملة غير مباشرة للسعود حول بسطات سوق العبدلي التي قيل ان السعود يمتلك جزء كبير منها.

الفيديو الذي نشرته رؤيا لمناوشات السعود والفايز لاقى رواجا كبيرا جدا واصبح حديث الشارع الاردني طوال اسبوعا كاملا، وتعدى الامر حتى وصل الى بعض وكالات الانباء العالمية، والفضائيات الاجنبية والصحف العربية.

الحرب على غزة

قام بعض المستوطنين اليهود المتطرفين بقتل الشاب الفلسطيني الشهيد محمد ابو خضير بعدما قاموا بتعذيبه وحرقه وهو حي حتى استشهاده، شرارة العملية اشتعلت في قطاع غزة، حين قامت حركة المقاومة الاسلامية حماس بشن هجوم عسكري على الكيان الصهيوني اطلقت عليه 'العصف المأكول' ومن ثم ساندتها حركة الجهاد الاسلامي واطلقت على العملية 'البنيان المرصوص'، العملية التي سقط فيها الاف الشهداء الفلسطنيين شهدت نقلة نوعية في الفكر العسكري للمقاومة.

واستطاعت قوات حركة المقاومة الاسلامية حماس بدخول بعض الاراضي الفلسطينية المحتلة وقتل وخطف الجنود من ثكناتهم العسكرية، واطلقت طيارة بدون طيار 'لاول مرة' في تاريخ المقاومة الفلسطينية تصل الى هذه الدرجة من التخطيط والدقة والنجاح العسكري.

كما كان الشعب الاردني منذ الازل، وقف وقفة رجلٍ واحد مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وشغلت غزة هم الاردنيين جميعا من اصغر طفل الى اكبر معمر، وتم تداول اسم 'ابو عبيدة' بكثرة في الأردن وهو المتحدث الإعلامي الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

السفير فواز العيطان

استيقظ الاردنيين صباح يوم الثلاثاء 16 نيسان 2014 على خبر مفجع، وهو قيام بعض المجهولين بخطف السفير الاردني في ليبيا فواز العيطان، وفي التفاصيل ان بعض المجهولين بالقرب من العاصمة طرابلس هاجموا سيارة السفير واطلقوا النار على سائقة واختطفوا العيطان الى جهة غير معلومة، واكدت وزارة الخارجية الخبر بنفس اليوم.

وشهد الشارع الاردني موجة غضب تجاه الحكومة وطالبتها بالحل السريع لاعادة السفير الى ارض الوطن وتقديم اية مطالب للمجهولين مقابل حماية حياة العيطان، وفعلا قامت الحكومة بخطوة جريئة ومفاوضات سرية كبيرة حتى اعلن وزير الخارجة ناصر جودة صباح 13 ايار 2014 ان السفير العيطان بطريقه الى ارض الوطن، وكانت صفقة التبادل تمت بعد اطلاق الاردن سراح الليبي محمد الدرسي الذي كان محكوما في السجون الأردنية.


استشهاد القاضي رائد زعيتر

قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بقتل القاضي الاردني رائد زعيتر اثناء تواجده في الاراضي الفلسطينية، حيث شهد الشارع الاردني موجة غضب عارمة ضد الكيان الصهيوني، وموجة غاضبة اكبر ضد الحكومة وتعاطيها مع القضية حيث تم تشكيل لجنة مشتركة بين الاردن والكيان الصهيوني لم تصدر نتائجها حتى هذا اليوم.

وشهد الاردن مسيرات ووقفات عدة تضامنا مع حق الشهيد وضرورة معاقبة الكيان الصهيوني لتعديه على حقوق المواطن الاردني وعدم تطبيقه لاتفاقية السلام الموقعة منذ العام 1994 والتي طالب العديد من المواطنين بالغائها نتيجة لاستشهاد القاضي زعيتر.


صافرت الانذار في عمّان

انشغل الاردنيين في شهر ايلول من العام 2014 في الاخبار التي تتحدث عن قيام الاجهزة الامنية في تركيب صافرات للانذار في شوارع العاصمة عمّان.

رؤيا كان لها السبق الصحفي في تغطية الخبر وشرح تفاصيله، بعد ان قام البعض بالترويج الى انها ليست الا شبكات أجهزة اتصال، الا ان الاردنيين وبشكل كبير جدا نشروا العديد من الصور في العديد من مناطق عمّان لاجهزة الانذار، وربط البعض توقيت تركيب صافرات الانذار مع دخول الاردن في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في العراق والشام.

وبعد ايام من تناقل الخبر وبشكل كبير قامت مديرية الدفاع المدني بتأكيده في بيان صحفي لها قالت فيه ' المديرية تقوم حالياً وضمن خطتها الإستراتيجية لتطوير خدماتها المقدمة للمواطنين بتنفيذ مشروع صافرات الإنذار المبكر ، حيث بدأت بتركيب عدد من وحدات نظام الصافرات ضمن محافظة العاصمة، علماً بأنه سيتم تعميم هذه الخدمة على مراحل لتشمل كافة محافظات المملكة خلال الأعوام القادمة'

نقل سوق العبدلي

اثارت امانة عمّان الكبرى جدلا واسعا في العاصمة بعدما قررت نقل السوق الشعبي في منطقة العبدلي 'سوق الجمعة' الى منطقة رأس العين في الارض التي كات عليها شركة الدخان سابقا والتي كان من المقرران ينشأ عليها دارا للاوبرا، الا ان الامانة قامت بنقل السوق الامر الذي اغضب العديد من التجار والمواطنيين وتحديدا لان المكان الجديد هو اصغر مساحة من العبدلي.

وتناقل الاردنيون الخبر بشكل كبير وفتحت الصحف اليومية ومواقع الاخبار المحلية واعمدة الكتاب العديد من المواد والشروحات والاراء حول هذه القضية المجتمعية التي تهم العديد من سكان عمّان وتحديدا ذوي الدخل المحدود لان السوق كان مشهورا باسعاره الرخيصة الثمن حيث كان سوق العديد من العائلات التي تنتمي للطبقة المتوسطة والفقيرة.

تطبيق قانون الاعدام

انشغل الاردنيين بشكل كبير في الجزء الاخير من نهاية العام 2014 بتطبيق حكم الاعدام شنقا على 11 شخص ممن ارتكبوا جرائم القتل المتعمد مع سبق الاصرار والترصد، حيث قالت وزارة الداخلية ان الاردن اعاد تنفذ العقوبة بعد مرور 7 سنوات على تجميدها للردع من ازدياد معدلات الجريمة، القرار صدر ونفذ خلال ليلة واحدة حيث تم الاعدام في سجن السواقة واستمر لاكثر من 3 ساعات ونصف وكان جميعهم يرتدون 'الافرهول الاحمر' الخاص بالمحكومين بالاعدام.

وتم التنفيذ بعد استيفاء الاجراءات القانونية كافة واغلب المنفذ بهم بالاربعينيات من اعمارهم. اراء الشارع الاردني تضاربت بين مؤيد للعقوية وذلك لورودها بشكل واضح وصريح في الشريعة الاسلامية التي هي اساس مصدر التشريع والقانون الاردني، والبعض الآخر ابدى عدم قبلوه لتنفيذ العقوبة وانه منافية لحقوق الانسان والاتفاقيات الدولية التي وقعتها الاردن والتي تمنع الاعدام من باب ان الحياة حق من حقوق الانسان التي لا يمكن تجاوزها.

أسر داعش للطيار الاردني معاذ الكساسبة

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية في 24 كانون اول 2014 خبرا مفاده أن تنظيم داعش اسقط طائرة أردنية من طراز اف 16 وأسر قائدها الاردني الملازم معاذ الكساسبة، وبعد ساعات قامت بعض وسائل اعلام 'داعش' بنشر صور للملازم الكساسبة بعدما تم اسره من قبل التنظيم ومن ثم قامت الحكومة الأردنية بتأكيد الخبر، وكان الاردن شهد العديد من الاخبار التي شغلته طوال العام، الا ان قضية الكساسبة كانت الاكثر تفاعلا وتداولا على كل الاصعدة.

وابدى الأردنيون تعاطفهم الشديد مع ابن وطنهم الاسير لدى التنظيم الارهابي، وراح البعض في انتقاد دخول الاردن مع التحالف الدولي الحرب ضد داعش مبينين اعتراضهم لانها 'حرب ليست حربنا' على حد قولهم، فيما اكد العديد من المواطنين ثقتهم بالجيش العربي وكافة الاجهزة الامنية وتمنوا عودة الطيار الكساسبة الى ارض الوطن بأقرب وقت، وحتى كتابة هذه المادة لم تظهر اي علامات او تفاصيل جديدة حول مصير الطيار الاسير او اي مفاوضات للتبادل او الافراج عنه.

وقدم بعض المحللين والخبراء السياسيين بعض السيناريوهات الممكنة لعودة الكساسبة الى ارض الوطن، منها تدخل العشار السنية في العراق التي لها علاقة مع داعش بالاضافة لعلاقتها الجيدة مع الاردن، وخيار اخر كان وهو اجراء تبادل بين الكساسبة والارهابية ساجدة الريشاوي المعتقلة في الأردن منذ العام 2005 بعدما قامت برفقة مجموعة من الارهاببين بتفجير فنادق سياحية في العاصمة عمّان اودت بحياة عدد من الاردنيين والعرب، والخيار الاخير كان هو الخيار السعكري والذي استبعده الكثيرون بصفته الخيار الاصعب والاكبر والذي لا يمكن التخمين بنتائجه.