هكذا يقضي رجال السيـر رمضان..
هوا الأردن -
رمضان ليس موسما للصوم فحسب، بل هو موسم أكبر لتوطين مفاهيم التضامن الاجتماعي والزهد من ملذات الحياة، في رمضان يستبدل الصائمون عادات حياتية كثيرة، وبذلك تلخيص مقتضب للشكل المثالي لشهر الصوم.
ولكن في رمضان تكتشف أيضا ان هناك من يقدم الكثير والكثير من الجهد الدؤوب في العمل باخلاص وتفان وصدق خدمة لوطنهم ومجتمعهم، صورة يرسمها كل رمضان رجال السير وكما ِشأن جميع أفراد وضباط الاجهزة الامنية، دون زمير أو طنين أو ردح.
خلية نحل، لا تكل ولا تمل، ماكينة بشرية تعمل بشكل يوصل الليل بالنهار، لا ينقطع حضورهم عن المجال العام للمدن لتسير حركة المرور وتسهل انسيابها، وتقدم خدمات المرور باقصى ما هو متاح وممكن.
في رمضان يتسع حضور تلك الصور في ساعات الصوم الحار الطويلة، رجال السير يتركون عوائلهم وأهلهم ليرابطوا بمواقع العمل في الميادين وفي أوقات الافطار والسحور، تلامس في وجوهم الفرحة والبهجة، وهم يفترشون الارض لتناول طعام الصوم.
فرحتهم بالصيام مضاعفة، فقلوبهم يسرها الفرح بالايمان بتأدية واجبهم بالعمل على أكمل وجه واتقان ، وسعادتهم كل يوم تختم بانهاء العمل على أحسن وجه، ارضاء للضمير وحبا وتفانيا لخدمة الوطن وايمانا بعقيدة العمل المخلص، كما حثت عليها عقائد الاديان.
طقوس في تأدية واجب العمل في رمضان، يمكن اعتبارها أيقونات في وصف حالة لا متناهية لتقديم العمل باتقان واخلاص، أنها وصفة مضادة للعمل المتخاذل والمتردي والتعيس، والذي يحكم -مع بالغ الاسف -معظم الادارات الحكومية الخدماتية في شهر رمضان وخارجه.
مدير ادارة السير العقيد ياسر الحراحشة صاحب الابتسامة الجميلة في عز ذروة الصيام والخبرة المرورية يقضي أوقات الافطار في الميدان -وليس على قاعدة أن لزم الامر -، فهو سبر اعتاد عليه رجال السير بأن يروا مديرهم بين صفوفهم، متنقلا كل يوم من منطقة الى أخرى.
المشهد يزهو أكثر، ورجال السير يتقاطرون باصطفاف حاملين أكواب مياه باردة وأكياس تمر صغيرة لتوزيعها على عابري السبيل، ممن صدهم التأخير عن الوصول الى منازلهم في وقت الافطار،هذا لا يرتبط بعمان لوحدها، بل ان خيره يعم كل مدن المملكة.

















































