آخر الأخبار
ticker مجلس الوزراء يطلب استمرار ضبط الاعتداءات على آبار المياه ticker الحكومة توافق على 5 اتفاقيات ومذكرات تفاهم ticker مشروع معدل للتَّنظيم الإداري لوزارة التَّنمية الاجتماعيَّة ticker غوتيريش قلق من التصعيد في لبنان ticker بالصور .. الجيش ينزل مساعدات إنسانية على جنوب غزة ticker هيئة الخدمة ترفع تعليمات "الموارد البشرية" إلى الحكومة ticker الطيران المدني: الاجواء الأردنية آمنة ونحو 400 طائرة عبرت الجمعة ticker الحكومة تقر نظام القيادات الحكومية وتشمل وظائف المجموعة الثانية ticker الغاء ترخيص المراكز الثقافية من وزارة التربية والتعليم ticker هجوم على مدن عدة في الاحتلال وصفارات الإنذار تدوي ticker الجيش: صاروخ (غراد) سقط في منطقة صحراوية خالية بالموقر ticker معلمون يطالبون بتمديد الإجازة بدون راتب للعاملين في الخارج ticker رئيس الحكومة اللبنانية يعتذر عن التقصير ticker بايدن: اغتيال نصرالله يحقق العدالة ticker حصر جلسات الوزراء بيومي السبت والثلاثاء ticker هآرتس: نتنياهو طلب تأجيل قرار اغتيال نصر الله حتى عودته من نيويورك ticker بايدن يأمر البنتاغون بتعديل وضع الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط ticker بن معروف في شيكاغو قريبا ticker 3 مباريات بدوري الدرجة الأولى لكرة القدم الأحد ticker سلطة وادي الأردن تؤكد دعم المزارعين وأهمية جاهزيتهم للموسم الجديد

تقرير إستخباري : مفاتيح "داعش" بيد صدام حسين

{title}
هوا الأردن -

خلص تقرير نشره موقع business insider الى أن السنوات الخمس عشرة الاخيرة لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كانت حبلى بما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية 'داعش'.

وكشف التقرير النقاب عن تقييم أعده محللون لصالح الاستخبارات الأمريكية يؤكد على فشل الحرب ضد داعش ، وقد تعرض المحللون لضغوطات من الإدارة الامريكية لإعطاء تقييم أكثر إيجابية لسير العمليات العسكرية ضد التنظيم، إلا أن ما قدمه المحللون يؤكد على أن الضغوطات لم يكن لها أي أثر.

وقدم التقرير المطول، والذي ترجمه للعربية مرصد 'صحح خبرك' ، تشخيصا ظاهرة داعش، كيف ولماذا ومتى ظهر التنظيم ، وما هي الظروف التي ساهمت في انتشاره. حيث اعتبر أن لفهم التنظيم لابد من دراسة نظام صدام حسين .

فقد انقلب صدام حسين في النصف الاخير من عهده، على علمانيته التي برزت في السنوات الاولى لحكمه، وإتخذ نظام صدام المظهر الإسلامي خلال سنواته الخمس عشرة الأخيرة، وخلق بشكل فعال حركة دينية تحت قيادته شخصيا، ما أعطى مساحة إضافية وقوة للتيار السلفي غير الحكومي، وأدى ذلك إلى ظهور الخلافات الطائفية في العراق، التي مهدت بدورها لظهور كيان تنظيم الدولة الإسلامية في أعقاب ذلك.

نظام علماني ... 
بعد أن سيطر حزب البعث على السلطة في العراق في عام 1968، لم يكن قادراً على فصل الدين كلياً عن السياسة لأن من شأن ذلك إثارة ردود فعل شعبية عنيفة وربما تقود لسقوط الحزب. ولكن في النصف الأول من عام 1970 ، أصبح حزب البعث قادراً على أن يظهر دعمه للتوجه العلماني على نحو أكثر وضوحا ولا عندما أصبح مدعوماً بثقة كبيرة بسبب زيادة عائدات النفط، وظهرت وقتها، تلميحات للإلحاد في المجلات التابعة لنخبة الحزب. ولا يمكن أن يكون الهدف من إزاحة الستار عن تمثال عملاق لشاعر العصر العباسي أبو نواس، الذي اشتهر بإحتساء النبيذ ونظم الشعر الإباحي سوى تغير الذوق والمزاج العام للمتلقيين التقليديين.

في أواخر السبعينات صمد النظام البعثي ضد فكرة 'العودة إلى الاسلام'، لا سيما مع سلسلة الخطابات الممنهجة لصدام حسين في عام 1977، حيث قال في إحداها، أنه 'على الرغم من أن البعثيين مسلمين صالحين ولكنهم لن يسلكوا المنهج الأسلامي في الحكم'، كما إعتبر صدام أن الشريعة 'تشريع قديم' ولا تصلح للنظام الحديث، وفي اعقاب ذلك واجه النظام البعثي بعض الاضطرابات الداخلية كأحد انعكاسات الثورة الإيرانية على الداخل العراقي، وفي أيلول عام 1980 انطلقت الرصاصة الاولى في الحرب العراقية الايرانية التي استمرت 8 أعوام.

علمانية بغطاء إسلامي ...
كان صدام يسعى إلى تنصيب نفسه زعيماً للعرب على غرار الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، ولكن كانت نتائج الحرب كارثية، حيث توقف الغزو في غضون أشهر، ورفض الخميني طلبات صدام لوقف إطلاق النار. وصرح الخميني وقتها أنه سيتم تجاوز نظام صدام 'الكافر' واستبداله بجمهورية شقيقة لإيران. تهمة الكفر كانت تؤذي النظام العراقي، وبمنتصف عام 1982 تراجعت القوات العراقية من إيران و أُجبرت على استكمال بقية الحرب من على الجانب العراقي، وكانت أي تنازلات متعلقة بالدين في تلك المرحلة تعني اقتراب انتصار الخميني وكان سيؤدي إلى انحلال بنية نظام البعث في الجنوب، والتي تحوي شريحة واسعة من الشيعة.

المؤتمر العام للحزب العراقي الإقليمي التاسع الذي عقد في حزيران 1982، كان الأمل الأخير لحزب البعث العلماني. دان فيه الطائفية وانتشار الغلو والتطرف بين أوساط الشباب. حالة من الجمود مرت سريعاً أثناء الحرب بين العراق وايران ، بشكل ملحوظ، بعد انتهاء الخطر الوجودي،و في أبريل 1983، عقد صدام 'المؤتمر الشعبي الإسلامي' أثناء فترة رئاسته الأولى ليصل مئات النشطاء الإسلاميين والعلماء إلى بغداد ليساندوا نظام صدام ويناشدوا الخميني لوقف 'العدوان'.

في الواقع كان صدام يسعى لإيجاد غطاء إسلامي، والعمل علي إضفاء الطابع الإسلامي على التصريحات العراقية ولا سيما تلك الموجهة ضد الشيعة، وكان كثير من الإسلاميين السنة سعداء لهذا الإجراء.

تحالف علماني إسلامي ...
وجاءت اللحظة الحاسمة في تغيير نظام صدام حسين لسياسته في إجتماع القيادة القُطرية للحزب أعلى مؤسسة أيديولوجية لنظام البعث، والذي أسسه ميشيل عفلق (المسيحي الملحد) في 24 أب 1986.

قررت القيادة القطرية للحزب بأن على نظام صدام أن يتحالف مع التيار الديني، مثل الجماعات الإسلامية شريطة أن يبقوا في صفوف المعارضة، وفي حال تفكيرهم بالاستيلاء او الاقتراب من السلطة سيشن عليهم هجوماً واسع النطاق.

كان الإخوان المسلمون في السودان ومصر وسوريا أكبر المستفيدين من هذه التحول في سياسة البعث، ولكن بعد تطبيق السياسة الجديدة، برز عمق التغيير في نظام صدام، ففي عام 1989، قامت جماعة الاخوان المسلمين في السودان بالاستيلاء على السلطة، وبدلاً من محاربتهم، دعا صدام قائدهم حسن الترابي إلى بغداد، ليبارك الغزو العراقي للكويت. وفي وقت لاحق أقام صدام علاقات إسلامية مع نظام طالبان، على الرغم من كراهية صدام لطالبان في بادئ الأمر.

وظلت علاقة النظام مريبة إلى حد ما بالحركات الاسلامية في هذه الفترة، وخاصة مع الشيعة. ومع ذلك، لا يمكن إعادة توجيه السياسة الخارجية تجاه الإسلاميين سراً بالكامل، وتبرير ذلك يحتاج بعض التغييرات الداخلية. 

في إجتماع القيادة القطرية للحزب عام 1986 أعلن، ظاهرياً، بأنه لا علاقة له بالشؤون الداخلية للدولة، وفقا لما جاء في دراسة الباحث الاسرائيلي آماتزيا برام عن ( تطور دور الاسلام في عراق صدام 'صدام حسين والاسلام 1968-2003، العراق البعثي من العلمانية إلى الايمان) .

ولكن في الحقيقة 'كان نظام البعث على المحك' فقد كان المشاركون في الاجتماع يعلمون أن التحالف مع الاسلاميين كان واضح المعالم بأنه إنحراف عن عقيدة الحزب وأنه أصعب من أن يكون مجرد بدعة مؤقتة'.

عندما توفي عفلق عام 1989، أعلن النظام أنه كان قد اعتنق الإسلام - سواء كان ذلك صحيحاً أم لا - الأهم أن نظام صدام قال أن عفلق اعتنق الاسلام،فقد جعل نظام صدام( الديكتاتوري) من ديانة عفلق قضية سياسية عندما كان لا حاجة لذلك.. في حياة عفلق كان يعمل على كبح أسلمة نظام البعث، وبعد موته جاءت قصة اعتناقه الاسلام لتمثل مباركة النظام الجديد.

بحلول تشرين الثاني عام 1989، افتتح النظام جامعة صدام للدراسات الإسلامية، التي ستصبح مصدر عظيم للفخر، ومركز اللتعليم الديني وإنتاج رجال الدين المواليين للحكومة. وللمفارقة أن أبو بكر البغدادي خليفة تنظيم داعش إلتحق بهذه المؤسسة في عام 1996 .

وخلال الأربع سنوات التي سبقت وأعقبت إنسحاب صدام من الكويت، كان هناك خطوات عديدة نحو أسلمة النظام، لا سيما التمكين الاجتماعي والاقتصادي لكثير من رجال الدين - والتي كانت قد بدأت خلال الحرب مع ايران - وكذلك تدريس القرآن في المدارس العراقية ، وحتى فروع الحزب في الأقاليم.

البعث الإسلامي ...
في يونيو 1993، أطلق صدام حسين رسميا حملة 'الإيمان'، بقيادة نائبه ، عزة ابراهيم الدوري. الذي أشرف على تهريب النفط والسلع الأخرى عبر الحدود العراقية للتهرب من العقوبات الدولية.
وكان غالبا ما يتم توزيع عائدات تلك البضائع من خلال المساجد.

قام صدام بالجمع بين التعاليم السلفية وقناعاته الأيديولوجية وشكل بهم حركة دينية سميت ، بالبعث الإسلامي، وكان صدام يسعى ليصبح الزعيم الروحي لهذه الحركة . ولأنه لم يكن على دراية كاملة بالفقه الديني ،عمل صدام على وضع الخطوط العريضة وترك التفاصيل للعلماء.

عززت الأجور وفرص العمل الإضافية مكانة العلماء، وفي السنوات الأخيرة من حكم صدام، كان رجال الدين في المناطق السنية أكثر قوة من القيادات الدينية في المناطق الشيعية . حيث اصبحوا قادة مجتمع – وتم استبدال المسجد بدلا من مقر الحزب كمركز للسلطة. وقد أُقر نظام جديد بمرجعية دينية، تم الاستعانة بنصوص من القانون الأوروبي، مع الاحتفاظ ببعض الفقرات التي تستند الى الشريعة الاسلامية، بما في ذلك الحدود،والعقوبات الثابتة مثل بتر اليد للسرقة وعقوبة الزنا. في أواخر العام 1980 تم حظر الاستهلاك العام من الخمر والميسر، وزيادة الجهود في بناء المساجد .

وفي اجتماع يناير 1995 للقمة العربية ، أعلن صدام أن سياسة النظام لم تعد تعارض اقامة دولة إسلامية، وهذا - موقف مشابه لموقف مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا. لم يتغير نهج صدام حسين في السلطة قط، وكان التيار السلفي مستقل عن الحكومة، لذلك حاول التسلل والتلاعب به – فنجد بعض السلفيين 'المتطرفين' قاموا بشن هجمات إرهابية ضد النظام. ومع ذلك، كانت العلاقة بينهم تكافلية إلى حد كبير.

في المناطق الشيعية، أعطت حملة الإيمان نتائج عكسية. لأن السماح بإقامة الاحتفالات الدينية الشيعية أبرز قوة محتملة من المعارضة الشيعية - خاصة في الظهور في الاحتفال بعيد ميلاد الإمام الثاني عشر، والتي تزامنت مع الذكرى السنوية لانتفاضة عام 1991 ، وبالتالي تناوب نظام صدام بين السماح ومنع الاحتفالات الشيعية، ولكنه لم يحاول المساس بطقوس العبادة للسنة.

المراجع الشيعية (ممن يمكن أن نطلق عليهم انهم ذوي صيت وصوت مسموع جدا ) تمت تصفيتهم، وعلى النقيض، هذا لم يحدث قط مع رجال الدين المعارضين السلفيين / السنة. وخارج نطاق النجف وكربلاء، ذهبت موارد النظام بشكل غير متكافئ للسنة.

رغم المزاعم بانها حملة عالمية، الا ان الشيعة رأوا في حملة الإيمان شكلا من أشكال التعامل الطائفي، وبالمقارنة مع الاجراءات الأمنية بعد الانتفاضة ثقيلة الوطأة التي أظهرت أن النظام يرى جميع الشيعة مخربين محتملين، إضافة الى التمييز ضد الشيعة في التوظيف الحكومي، ورفض العلاقات الشيعية للدول أخرى .

علي النقيض من الاعتقاد الشائع، أنه لا للعداوات الطائفية ولا للتشدد الديني في الاختيار من قبل صدام: ترجمت هذه المفاهيم ( سواء عن قصد أو بالخطأ) في شبكة العلاقات والاتصالات التي كان يقودها الدوري مع الاسلاميين الاجانب.

كانت الأسس الأيديولوجية والمادية للدولة الاسلامية قد وجدت سبيلها لرسم طريقها قبل الإطاحة بنظام صدام.

يضيف' بارام' في دراسته ان هذا ما كان عليه العراق في عام 2003 ، 'بلد جديد' ، حيث 'لم يعد المجتمع يتميز باعتدال الطوائف الدينية مع وجود عدد كبير من الأفراد العلمانيين و النخبة الحاكمة علمانية، ولكن كانت البلاد في طريقها إلى التدين العميق وتحت تأثير قوي من رجال الدين '. في أعقاب سقوط النظام، ظهرت عناصر النظام السابق وأخذت زمام المبادرة في تنظيم 'التمرد'.

منتسبو القوات الأمنية والعسكرية، القبائل التي كانت شبكات تهريب الدوري، والتي تم اغلاقها لوقف مصادر دخلها عندما أغلق التحالف الدولي الحدود ، والمجرمون الذين اطلق سراحهم من قبل صدام عشية الإطاحة به، والسلفيون الجهاديون بقيادة الخارج، بما في ذلك عناصر القاعدة، الذين سبق أن جلبوا الى العراق في عهد صدام لمحاربة الأمريكيين والحكومة الدستورية، والتي حظيت بدعم من قبل نظام الأسد، الذي استضاف الدوري فيما بعد .

بين عامي 2007 و 2010، كان هناك انخفاض في عدد المتطوعين الأجانب الذين يقوموا بدور الرجال المفقودين، فكان هناك توجه لعرقنة الدولة الاسلامية ( إحلال المقاتلين العراقيين بدلا من الأجانب) كان إعدام عدد من قادة الدولة الاسلامية له تأثير غير مقصود على القيادة، فظهر عدد من أمهر القادة في مكافحة الاستخبارات والأمن التنفيذي ، منذ عام 2010 ( سمير الخليفاوي الملقب بـ 'حاج بكر' ، عدنان البلوي، عدنان السويداوي، فاضل الحيالي الملقب ' ابو مسلم التركماني' ) .

ومن الضروري أن نوضح أن من يهيمنون على قيادة الدولة الاسلامية بعد عام 2010 لم ينضموا للدولة الاسلامية في 2010، ولكنهم كانوا هناك منذ( 2003-04) وهذا أمر مهم لأن هناك من يدعي أن نوعا من 'الانقلاب البعثي' وقع داخل الدولة الأسلامية في عام 2010 .

في الواقع، أن من كان يقود الدولة الاسلامية 'داعش' ، انضم في 2003-04، وكان معروفا بجماعة التوحيد والجهاد (TWJ)، بقيادة أبو مصعب الزرقاوي.

وكانت هذه هي الفرصة للراغبين في الوصول الى السلطة مرة أخرى ان ينضموا إلى جماعة التوحيد والجهاد في ذلك الوقت؛ حيث كان خيارا أيديولوجياً . 

من جانبها، لم تقبل جماعة التوحيد والجهاد البعثيين، فهي لم تكن تؤمن بفكر البعث قبل سقوط نظام صدام حسين.

وقد عملت قيادة 'داعش' على التوغل في سوريا وإنشاء لشبه الدولة التي توسعت لاحقا باتجاه العراق، وكان هذا انتصار ملحوظ ولافت للتنظيم دون أن يلاحظها أحد من قبل الائتلاف الدولي. 

في المناطق التي سيطرت عليها الدولة الاسلامية في سوريا، اتخذت الحكم الاستبدادي منهجا لها ومن ميزاته ' استخدام الجواسيس مسألة روتينية للسيطرة الاجتماعية، ووكالات الاستخبارات التي تجسست على بعضها البعض، واستغلال الضعف البشري والمشاحنات لتمكين الإكراه،و القضاء على أولئك الذين يمكن أن يكونوا القادة المحتملين من جانب المعارضة، واستخدام غطاء من الخوف عند تقديم الحوافز، والترهيب والترغيب من سنوات حكم صدام'.

تابعوا هوا الأردن على