الصقيع يضرب مساحات واسعة من محاصيل الأغوار

تسببت موجة الصقيع التي تأثرت بها المملكة مؤخرا بأضرار متفاوتة ضربت مساحات واسعة من المحاصيل الخضرية في مناطق الأغوار الشمالية والجنوبية والوسطى، إضافة لمناطق شفا والقويرة، "ملحقة خسائر مالية فادحة"، حسب مزارعين طالبوا بسرعة تعويضهم.

فيما أكدت وزارة الزراعة حدوث الأضرار دون إعطاء أرقام إلى حين انتهاء لجان حصر الأضرار من مهامها.
وأتى الصقيع الذي تشكل في ظل وصول درجة الحرارة فجر الأيام الماضية الى ما دون الصفر ببعض المناطق، على محاصيل البطاطا والباذنجان والفلفل والبندورة والكوسا، وفق  مزارعين.

وقالوا مزارعون "إن نسبة الأضرار ربما تتراوح ما بين 40 و60 % في بعض محاصيلهم خاصة البطاطا، الأمر الذي يتسبب بخسائر مالية فادحة لهم"، مطالبين بسرعة تعويضهم لتمكينهم من تجاوز تلك المحنة، خاصة في ظل الديون المتراكمة عليهم للقطاعين العام والخاص.

كما أكدوا ضرورة تفعيل صندوق المخاطر الزراعية لمعالجة المشاكل الناجمة عن الكوارث الطبيعية التي تصيب المملكة.

ولوح مزارعون ممن تضررت مزروعاتهم بتنفيذ اعتصام، بسبب عدم وضع الصندوق حتى الآن حيز التنفيذ، والعمل به رغم الوعود المتكررة من الجهات المعنية بتفعيله، علما أنه بدئ العمل به قبل شهر تقريبا بعد نشره بالجريدة الرسمية.

وتحدث رئيس اتحاد مزارعي وادي الاردن عدنان الخدام عن "تلف محاصيل البطاطا والكوسا بالكامل بسبب الصقيع في منطقة شمال وادي الأردن"، مشيرا إلى "أن نسبة التلف بلغت نحو 90 % من المحاصيل".

و"تضررت محاصيل منطقة الوسط بنسبة ما بين 40 و60 %"، حسب الخدام الذي أضاف إن الصقيع "تسبب أيضا بإتلاف 40 % من محاصيل الكوسا والباذنجان والفلفل الحلو بالشونة الجنوبية".

وأشار الخدام إلى "أن درجات الحرارة وصلت في وادي الأردن إلى 5 درجات تحت الصفر، ما هدد محاصيل المزارعين بالكامل"، موضحا "أنه لم يصدر أي قرار لإنقاذ المحاصيل أو تعويض المزارعين حتى الآن".

وأكد أن المزارعين أمهلوا وزارة الزراعة مدة يومين لإصدار قرار بتعويضهم، مشيرا إلى أن الحكومة "لم تعر القطاع أي اهتمام منذ ثلاثة أعوام".

واعتبر الخدام أن تلف المحاصيل تعد ضربة قوية للاقتصاد، نظرا لأن الأسواق المحلية تعتمد على محاصيل وادي الأردن في الفترة المقبلة.

بدوره، بين رئيس الجمعية الأردنية لمنتجي ومصدري الخضار والفواكه زهير جويحان أن أكثر المناطق تضررا نتيجة الصقيع هي منطقة القويرة، حيث وصلت "نسبة الخسائر فيها لنحو 80 %".

وأوضح أن موجة الصقيع التي تتأثر بها المملكة حاليا سـ"تعمل على خلق فجوة في السوق، إذ ستقل الكميات الموردة إليه وخاصة البندورة، لأنه سيتم الانتظار حتى ترتفع درجات الحرارة وتصبح الثمرة حمراء".

من جهته، قال مدير اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران إن الحكومة تقف اﻵن على المحك في ما يخص مطالب المزارعين نتيجة الصقيع، حيث أقنعت الحكومة مجلسي النواب والأعيان بأن صندوق المخاطر الزراعية "أنشئ فقط من أجل الصقيع".

وطالب بتفعيل دور البحث العلمي لإنتاج أصناف مقاومة للصقيع، لأن المزارع الأردني كثيرا ما يعاني من هذه المعضلة، خاصة بمنطقة الأغوار، منذ أكثر من عقدين، موضحا أنه في حال لم تول هذه المنطقة عناية خاصة من خلال تطوير البحث العلمي فستصبح "جرداء".

وقال إن القطاع الزراعي يواجة مشكلتين حقيقيتين، تتمثل الأولى بظاهرة التغير المناخي، والثانية بالتشريعات والقوانين، حيث تجلت ظاهرة التغير المناخي هذا الموسم في الصقيع الناتج عن الانخفاض الحاد وغير المسبوق في درجات الحرارة، بالإضافة إلى الفيضانات التي ضربت منطقة وادي الأردن، ما أدى إلى تدمير وجرف المحاصيل الزراعية.

وأوضح أن صندوق المخاطر الزراعية، "لم يتم تفعيله حتى الآن رغم نشره في الجريدة الرسمية، على الرغم من أن مصادره التمويلية تتأتى من أسواق الخضار المركزية بالمملكة، ومن الرسوم المختلفة التي تتقاضاها الحكومة على مدخلات ومخرجات الإنتاج الزراعي".

بالمقابل، أكدت وزارة الزراعة أن محاصيل البطاطا والكوسا والباذنجان والبندورة تعرضت لخسائر نجمت عن حالة الانجماد والصقيع في المنطقة الوسطى والشمالية والغربية من وادي الأردن ومنطقة القويرة والشفا.

وقال الناطق الاعلامي باسم الوزارة نمر حدادين إنه لا يمكن إعطاء نسب أو أرقام دقيقة لاختلاف الأضرار من مكان إلى آخر، خاصة وأن المنخفض لم ينته بعد، مبينا أن اللجان الفنية التابعة لمديرية زراعة وادي الأردن بدأت عملها لحصر آثار موجة الصقيع.