هل وصل فان غال إلى نهاية المشوار مع يونايتد؟
لم يكن المدرب الهولندي لويس فان غال بحاجة على الاطلاق الى خروج فريقه مانشستر يونايتد الانكليزي من الدور الاول لمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم لكي تهتز صورته عند جماهير 'الشياطين الحمر'، فهو اصلا شخص غير محبوب في 'اولدترافورد' وشعبيته ستصل الى الحضيض بعد خيبة الثلاثاء.
فمنذ وصوله الى يونايتد في صيف 2014 بعد قيادته منتخب بلاده الى المركز الثالث في مونديال البرازيل دون ان يخسر اي مباراة، لم ينجح المدرب البالغ من العمر 64 عاما في اقناع جماهير يونايتد التي عاشت فترة صعبة بعد اعتزال المدرب الاسطورة الاسكتلندي اليكس فيرغوسون وحلول مواطنه ديفيد مويز خلفا له.
واعتقد الكثيرون ان فان غال سيتمكن من اعادة البسمة للجمهور الذي شاهد فريقه يغيب عن دوري الابطال الموسم الماضي، وقد نجح المدرب الهولندي في العودة بـ'الشياطين الحمر' الى المسابقة القارية الام بعدما انهوا الموسم الماضي في المركز الرابع.
لكن مغامرة يونايتد في نسخة هذا الموسم من المسابقة القارية انتهت عند عتبة الدور الاول بعد خسارته مباراته الحاسمة امام فولفسبورغ الالماني 2-3 امس الثلاثاء، الا ان هذه الخيبة لم تجعل فان غال يتخلى عن 'غروره' وهو قرر مقاربة هذا الخروج بمفهومه الخاص قائلا: 'لا يمكنني الدفاع عما حصل لاننا خرجنا من دوري الابطال وكل كلمة اقولها ستكون خاطئة. لكن اذا نظرنا الى وقائع الامور فنحن تأهلنا الى اوروبا الموسم الماضي ونحن في وضع جيد في الدوري (في المركز الثالث حاليا). الوقائع تشير الى اننا في وضع افضل من العام الماضي'.
وواصل: 'لا يمكنني التحدث سوى عن الوقائع لكني اشعر بطبيعة الحال بالخيبة نتيجة خروجنا من دوري الابطال'.
ويبدو ان فان غال الشخص الوحيد الذي يشعر بالتفاؤل ويتحدث عن ايجابيات في الفريق، اذ ان جمهور يونايتد غير سعيد على الاطلاق بالمستوى الذي يقدمه الفريق ولا بالطريقة التي يقارب بها المباريات لان التحفظ الدفاعي ترك اثره على النتائج اذ اكتفى رجاله بالتعادل السلبي في 5 من مبارياتهم العشر الاخيرة.
وما يزيد الضغط على فان غال انه انفق 344 مليون يورو منذ وصوله الى يونايتد قبل 18 عاما من اجل تعزيز صفوف الفريق لكن هذه التعاقدات لم تعط ثمارها حتى الان خصوصا من الناحية الهجومية ما دفع البعض الى المطالبة بمقاطعة مباراة الفريق مع شيفيلد يونايتد يوم التاسع من كانون الثاني/يناير في الدور الثالث من مسابقة الكأس.
ان تمسك فان غال باسلوبه الذي كان مؤخرا عرضة للانتقاد من احد لاعبيه (لم يكشف عن اسمه) الذي تذمر لاحد الصحافيين من تدني مستواه بسبب مدربه الهولندي الذي اوكله مهمة اللعب في غير مركزه الفعلي، جعله عرضة للانتقادات وهو اضطر في ايلول/سبتمبر الماضي الى نفي صحة الشائعات التي تحدثت عن نوع من تمرد في غرفة ملابس فريقه لكنه اعترف بان واين روني ومايكل كاريك تحدثا معه نيابة عن زملائهما للتعبير عن امتعاض في اجواء الفريق.
وتحدثت بعض التقارير عن ان القائد روني ولاعب الوسط المخضرم كاريك عقدا اجتماع ازمة مع المدرب الهولندي المتشدد في الناحية الانضباطية، وذلك للحديث عن اسلوبه في ادارة الفريق وخياراته التكتيكية.
ووجد فان غال نفسه امام وابل من الاسئلة حول صحة ما ذكر في وسائل الاعلام بشأن تمرد في غرفة ملابس 'الشياطين الحمر'، وهو اعترف حينها بانه: 'جاء الي روني وكاريك وقالا لي بان هناك احباطا في غرفة الملابس - قالا لي هذا الامر لانهما ارادا مساعدتي...'.
وقد اكد المدرب الهولندي مؤخرا بانه سيترك منصبه في اليوم الذي يشعر فيه بان سلطته وصلاحياته مهددة لكن احدا حتى الان لم يتحداه رغم الامتعاض والتململ ويبدو ان الخروج من دوري الابطال فرصة مناسبة لمعارضيه من اجل محاولة الاطاحة به رغم تأكيد المسؤولين في النادي بانهم متمسكون بخدماته حتى نهاية عقده عام 2017.