"تعليمات التوجيهي" .. هل زادت من إرباك الطلبة أم حققت أهدافها ؟
ادت اجراءات وزارة التربية والتعليم المتعلقة بشهادة الدراسة الثانوية العامة «التوجيهي» زيادة التوتر للطلاب واستياء اهاليهم الذين اكدوا انها زادت ايضا من ارباكهم واثرت سلبا على نفسية الطلاب وتحصيلهم العلمي.
واكد اهالي طلبة توجيهي ان الحضور الامني على باب المدارس واجراءات التفتيش قبل الامتحان او اثنائه وقائمة الممنوعات التي فرضتها وزارة التربية على الطلاب ساهمت في خلق جو من التوتر يبدأ من باب المدارس الى حين انتهاء الامتحان.
وتتضمن التعليمات تغليظاً للعقوبات، ابرزها حرمان كل من يتم ضبطه بسماعة او جهاز اتصال خاصة الخلوي او اي الة يمكن استخدامها للغش كالساعات وغيرها سنتين دراسيتين اما المشترك عن طريق الدراسة الخاصة فيحرم لاربع سنوات.
وقال اهالي طلبة ان الطالب بحاجة الى جو من الراحة النفسية والاطمئنان ليستطيع ان يتجاوز الخوف الذي بداخله وحل الاسئلة بأفضل اداء لديه.
وعبروا عن استيائهم من التعليمات التي فرضتها وزارة التربية وتشددها في تطبيق هذه التعليمات وتغليظها للعقوبات مؤكدين بالمقابل ان البنية التحتية للعديد من القاعات المخصصة للامتحانات غير مؤهلة بشكل جيد خصوصا وان الامتحانات تصادف في فصل الشتاء.
وبينوا ان العقوبات المفروضة على الطلاب «شديدة جدا»، ولا تراعي ظروف وخصوصية كل حالة كما انها لا تأخذ بالاسباب اي ان اي مخالفة لا يتم النظر بها وانما يتخذ الاجراء فورا دون الاستماع الى الطالب.
وأكدوا ان امتحان التوجيهي هو امتحان يحدد مصير أولادهم بالمستقبل من حيث الدراسة الجامعية ولذلك له رهبة وبحاجة الى جو مريح للطلاب لكي يستطيعوا الاجابة عن الاسئلة وعدم الارتباك.
استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور اسماعيل الزيود اكد ان التركيز على التعليمات والعقوبات يزيد من الخوف لدى الطلاب مؤكدا ان المنظر الامني امام المدرسة من شأنه ايضا ان يرهب الطالب وينعكس سلبا عليه وعلى الاهل.
واضاف ان وزارة التربية والتعليم يجب ان تقوم بالاعلان عن التعليمات بطريقة واسلوب غير مباشر والتوقف عن تكرارها بشكل يومي حتى لا يتوتر الطلاب مؤكدا ان كل طالب توجيهي يعرف ان الغش ممنوع ومن المؤكد سيطلع على قائمة الممنوعات وبالتالي غير ضروري تكرارها بشكل يرهب الطالب.
اما استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية مجد الدين خمش اكد ان تغليظ العقوبات مبرر نظرا لحالات الغش الكثيرة التي كانت تحدث في السنوات الماضية اذ اصبح الطلاب يبتكرون اساليب متعددة للغش مبينا ان هذا الطالب لو وضع هذه الطاقة التي لديه بالدراسة والاجتهاد لنجح وتفوق.
واشار الى ان الاجراءات التربوية العادية احيانا تكون غير كافية خصوصا مع وجود التكنولوجيا حاليا واستعمالها بعدة طرق للغش مما يستدعي وسائل ضبط قوية من خلال تعاون كافة الجهات المعنية.
ولفت الى ان التشدد حاليا سيؤدي الى تعليم الطلاب بأن الغش غير ممكن وبالتالي سيتغير النمط السلوكي لديهم وبالتالي عندها يمكن ان تتغير الاجراءات وتخفيفها مرة أخرى.
مدير دائرة الامتحانات زيدان علاوين اكد من ناحيته ان التشديد بالاجراءات وتغليظ العقوبات ساهم في الحد من المخالفات اذ انخفضت المخالفات لهذه الدورة لتصل الى (128) مخالفة خلال الاربعة ايام الاولى مقارنة بـ( 319) مخالفة في نفس الفترة بالدورة الماضية.
واشار الى ان الطالب المتوجه لامتحان التوجيهي من المفترض ان يتأكد هو وأهله من عدم حمله لاي من الممنوعات التي فرضتها وزارة التربية و ان يكون استعداده تاما من جميع النواحي للامتحان.
واكد بان جميع القاعات المخصصة لطلاب التوجيهي مجهزة على اكمل وجه اذ تم اختيار المدارس بعناية وتم عمل صيانة لهذه المدارس من شبابيك وتدفئة وغيرها لتكون على اتم الاستعداد لاستقبال الطلاب.
وبين بأن جميع الامتحانات حتى الان مرت بسهولة ويسر وبمخالفات اقل مما يدل على ان التعليمات كان لها اثر واضح في التقليل من الغش.