مشروع تخرج لطالب أردني يحاكي (الفيس بوك)
لاحظ أحد طلاب جامعة البترا أن جزءاً من وقت الموظفين الإداريين يضيع في متابعة المهام المتأخرة، بالإضافة إلى أن ذلك يزداد عندما يتعلق الأمر بالبحث عن اوراق ضائعة.
من هنا، فكر طالب الأعمال والتجارة لالكترونية احمد قضماني، بدمج تكنولوجيا المعلومات والانترنت في العمل الإداري للشركات بهدف إيجاد حل لهذه المشاكل.
ولذلك، نفذ قضماني مشروع تخرج بهدف إيجاد بيئة تواصل اجتماعي شبيهة بالفيس بوك مخصصة للشركات والمؤسسات، للمساعدة في انجاز المهام وتوفير الوقت والترفيه الاجتماعي لموظفي الشركة.
ويعتبر تخصص الأعمال والتجارة الإلكترونية من التخصصات الحديثة التي تدمج بين علوم الإدارة وتكنولوجيا المعلومات، وبالنسبة لأهل الاختصاص في هذا المجال، فإن فكرة العمل تعتمد على ما يعرف بالبرمجة السحابية «Cloud technique» والتي اشتق منها اسم المشروع كلاود فيرم (Cloud Firm)، وفق قضماني الذي تحدث لـ»الرأي الشبابي».
ولخص قضماني فكرة المشروع بأنها شبكة اجتماعية تضم كافة زملاء العمل، يتم من خلالها تسيير أعمال الشركة وتكليف الموظفين بمهامهم، إلى جانب توفير الترفيه من خلال إتاحة نشر صور وتعليقات تماما كما في الفيس بوك، مع بعض الاختلافات البسيطة.
والمشروع من الناحية العملية عبارة عن مشروعين متداخلين، تمثل الأول بنظام إنشاء المؤسسات باستخدام تقنية إدارة المحتوى المعروفة JOOMLA، فيما تمثل المشروع الثاني بنظام تشغيل المؤسسات باستخدام تقنية مايكروسوفت SharePoint.
وبينما يشكل الأفراد القاعدة التي يقوم عليها مجتمع الفيس بوك، تشكل الشركات قاعدة مجتمع كلاود فيرم، وبعكس الفيس بوك لن تستطيع أي شركة الاطلاع على أعمال الشركات الأخرى.
كما أنه ولضمان الحفاظ على السرية والخصوصية، قام قضماني بتأمين حماية شبكته من خلال التعاقد مع شركة الحماية العالمية (Symantec).
بعد انشاء حساب المؤسسة، يصبح بإمكان الإدارة توزيع موظفيها داخل شبكتها الخاصة، وربطهم وفقًا للهيكل الوظيفي، من خلال الاستعانة بأدوات توفرها شبكة كلاود فيرم.
يقول قضماني «عند بناء الهيكل الوظيفي سيكون واضحاً لكل العاملين في الشركة من هم الأشخاص الذين يتبعونهم في التسلسل الإداري، وهكذا تتخلص الشركة من مشكلة تداخل عمل الدوائر الخاصة بها، كما يستطيع الموظف أن يعرف من هو الشخص المسؤول عنه، والذي يكلفه بمهامه».
عند انشاء الشبكة الخاصة بالمؤسسة يصبح بإمكان أي موظف الدخول إليها عبر اسم مستخدم وكلمة سر تنشئها المؤسسة دون تدخل من كلاود فيرم، وعندما يدخل الموظف إلى حسابه سيجد واجهة مقاربة لواجهة الفيس بوك، مع اختلاف في بعض التفاصيل، حيث تكون قائمة الأصدقاء محددة مسبقاً من قبل إدارة المؤسسة وتتضمن فقط الموظفين، مع إضافة قائمة خاصة بالمهام المسندة لكل موظف تظهر فقط في صفحته.
واضاف قضماني «بعد ضبط التسلسل الإداري للموظفين وتحديد تبعية كل منهم، تعمل شبكة كلاود فيرم على ضبط سير العمل، من خلال نظام تتبع المهام».
ولا يوفر كلاود فيرم ميزة المحادثة الفورية، لكنه يوفر منصة عامة للنقاش بين موظفي الشركة، والتي يمكن لأي موظف أن يضع المشكلة التي تواجهه في بعض المهام ليتلقى المساعدة من زملائه. وإلى جانب ذلك رأى قضماني أن أهم ميزة يوفرها كلاود فيرم هي أنه يخلص الشركة من استخدام البريد الإلكتروني ويحافظ على سرية المراسلات، إذ أنه ومع تحديد الهيكل الوظيفي للمؤسسة تتحدد تلقائيا مسارات المراسلات، فلا يمكن لأي موظف تسريبها إلى أي جهة غير مخولة بالاطلاع عليها».
الأستاذة لمى عمر أحد المشرفين على المشروع قالت «لا يمكن انكار أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل جزءاً مهماً من حياتنا، وبمجرد متابعة توقيت منشورات أصدقائك، ستجد أن جزءا كبيرًا منها نشر خلال فترة العمل».
وأضافت «تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على اراحة ذهن الموظف من خلال ابعاد تفكيره عن العمل، لكن يصبح هذا التأثير سلبيا عندما ينجر الشخص إلى متابعة شبكات التواصل الاجتماعي على حساب انجاز أعماله».