رحيل المعارك إلى شمال سوريا خفف العبء مؤقتاً على الحدود الأردنية
اعتبر محللون وسياسيون ان تركز الصراع في الازمة السورية في منطقة الشمال خفف العبء مؤقتا على الجبهة الجنوبية مع الحدود الاردنية.
وقالوا في تصريح الى «الرأي» انه طالما ان النظام السوري وحلفاءه لم يحققوا اختراقا استراتيجياً في حلب وغيرها مع الحدود التركية ستبقى الجبهة الشمالية تشهد صراعا قويا، وتبقى الجنوبية هادئة نسبيا.
ووصفوا الوضع في سوريا بالهلامي والمتحرك ولا يمكن تحديد مستقبل سوريا في الوقت الراهن، فهناك تحالفات وتآمر على تلك التحالفات فان ما يحدث حاليا هو توقعات وقراءات ولكنها متغيرة.
وقال الخبير والمحلل الاستراتيجي اللواء الطيار المتقاعد محمود ارديسات ان ما يحدث الان في شمال سورية خفف الضغط على الجنوب مؤقتا، واذا حقق النظام وحلفاءه نجاحات هناك وامنوا المناطق سيأتي دور الجبهة الجنوبية.
وقال الضابط المنشق، الذي رفض نشر اسمه، ان التركيز في هذه الفترة على القتال في حلب يأتي من ثلاث زوايا: اولها محاولات ضغط غربية تقودها أمريكا بتخفي خلف ظهر روسيا للضغط على تركيا ومحاولات فرض استسلام على الاتراك وذلك بتشغيل أحداث ملائمة في الجنوب التركي من وجهة النظر الامريكية بتفاهم مع روسيا للوصول الى انشاء كيان كردي موصول مع كردستان العراق الى الساحل السوري.
واشار الى ان الهدف من ذلك عزل تركيا عن العمق العربي وخلق عدو دائم لها مع الاكراد لعقود قادمة، كون تركيا أصبحت من الدول الكبرى التي وصلت بقوة الى حلبة المنافسة.
وقال الخبير في الحركات الاسلامية حسن ابو هنية، ان التركيز الحالي على الجبهة الشمالية واصبحت المعارك هناك مركزة بهدف تحقيق السيطرة على الجبهة الشمالية، خفف العبء مؤقتا على الجبهة الجنوبية.
ووصف الضابط المنشق، ان ما يحدث حاليا في الشمال بانه محاولة لكسر ظهر الثورة في حلب وتمكين النظام من إنشاء الدويلة العلوية الموعودة من قبل الروس والامريكان بتخطيط اسرائيلي، أما حالة الترابط بين الشمال والجنوب لانستطيع الحكم بمعنى كلمة ترابط كون الثورة في سوريا كلها واحدة وهما ليستا منفصلتين فسوريا كلها واحدة من حيث مبدأ العمل الثوري.أما ما يربطهما هدف واحد هو التخلص من النظام السوري وحماية حدود الوطن ومنع داعش من التوسع والتي هي بقناعة الجميع من كل عناصر الثورة أنهم اتباع وصناعة دولية لمحاولة خلق الشروط السابقة.
وقال الضابط المنشق، اعتقد بل أجزم ان كافة الفصائل الثورية وما يتبع للجيش الحر هي فصائل منضبطة وخاصة بالاتجاه الاردني ، والسبب هو الترابط الوثيق بين البيئة السكانية بين درعا والاردن والعلاقات المتينة التي تربط الاتجاهين وهما سبب رئيسي للهدوء التام على الحدود الاردنية.
وقال العين المهندس موسى المعايطه ان حدودنا مع سوريا حاليا امنة، ولكن استمرار الازمة السورية يشكل خطرا ليس على الاردن فحسب بل على الجميع لان مع استمرارها يعني استمرار الارهاب الدولي القوى المتطرفة.
وقال ارديسات ان الفصائل المسيطرة سواء في الجنوب او الشمال ستبقى كما هي مسيطرة على مكتسباتها، ولا اتوقع ان يقوم فصيل بالانتقال من منطقة لاخرى لمساعدة فصيل اخر.
واتفق ابو هنية مع ارديسات بان الفصائل في سورية موزعة على جبهات مختلفة ومن الصعب ان تترك مكتسباتها لمساعدة فصيل اخر، كما انه لا يوجد ائتلاف او غرفة عمليات مشتركة لكافة الفصائل السورية لتنسق فيما بينها.
ورأى الضابط المنشق ان الفوارق بين فصائل الجنوب والشمال ، فوارق جغرافية فقط وتداخل ميليشيات غريبة عن سوريا لكن في الشمال الاعداء أكثر فالجيش الحر يقاتل النظام من جهة وداعش من جهة أخرى بالإضافة الى الميليشيات الكردية والشيعية بكافة أشكالها من جهة أخرى مع القصف الجوي الروسي على مدار الساعة أما في الجنوب هو عدو وحيد الى الان هو النظام مع حزب الله.
وقال ارديسات ان الحل للازمة السورية يعتمد على ما ستتفق عليه الولايات المتحدة الامريكية وروسيا بصفتها القوى العظمى بالعالم، وان الحل كان بيد النظام السوري في بداية الازمة حين ثارت درعا وكان وقتها ممكن للنظام من تطويق الازمة وحلها داخليا، ومع التدخل الروسي العسكري خرج الحل نهائيا من يد النظام او الدول الاقليمية.
وخالف ابو هنية ارديسات بان الحل بيد القوى العظمى وقال طالما هناك مقاتلين على الارض فعلى تلك الدول ان تقنع حلفاءها الميدانيين بما سيتم الاتفاق عليه.
واتفق المعايطة مع ابو هنية بضرورة اتفاق القوى الاقليمية ووقف دعم القوى المتطرفة بالاسلحة والمال، وضرورة الابتعاد عن الحل العسكري والتركيز على الحل السياسي لوقف سفك الدماء والدمار في سوريا.