شيماء تعاني شللا دماغيا وتحتاج لكرسي متحرك
رغم ألمها وعدم قدرتها على السير والكلام، تطلق شيماء ضحكتها، متجاوزة الأوجاع المتراكمة التي تعاني منها منذ ولادتها، راغبة بالتعبير عما يدور في خاطرها، لكنها لا تستطيع، فالواقع أشد قساوة من ضحكتها.
شيماء ذات الـ11 عاما، من سكان لواء الغور الشمالي في منطقة الشونة الشمالية، تعاني من شلل دماغي منذ ولادتها، ما يجعلها غير قادرة على الحركة، أو الكلام أوالتعبير عن أقل شيء من حقوقها، منذ كانت طفلة ولغاية الآن.
تتجول شيماء في منزل أسرتها، الذي يتكون من غرفتين، غير مدركة الواقع الذي يدور حولها، مكتفية بتوزيع الابتسامات، رغم أوجاعها، وخصوصا أنها خضعت للعديد من العمليات، مما تسبب لها بضعف نمو، وعند المناداة عليها تبدأ بالضحك والركض وراء كل من ينادي باسمها.
تقول الأم، التي لديها لغة تواصل جسدي مع شيماء، تفرضها رابطة الأمومة، إن ابنتها تتمنى كغيرها من الأطفال أن تشتري ملابس العيد، وخصوصا أن ملابسها تختلف عن أخويها الصغار، إذ تشتري ملابس فضافضة جدا أكبر من عمرها جراء الإعاقة التى تعانيها.
وتتحدث الأم عن معاناتها اليومية وخصوصا في حال مرافقة شيماء إلى دورة المياه، إذ توكد أن ظروفها المالية لا تسمح بشراء الفوط الصحية المكلفة فزوجها يعمل بالمياومة في المزارع وكثيرا ما يتعطل عن العمل، مما يجبرها على نقل ابنتها بين الحين والآخر إلى الحمام، الامر الذي يرهق قدراتها الجسدية، ما يستدعي وجود كرسي متحرك تحتاج إليه ليساعدها في الذهاب إلى أي مكان ترغبه.
يخلو منزل شيماء من متطلبات الحياة الكريمة، إذ لا يتوفر لها السرير الطبي الذي يمكنها من النوم، لترقد في النهاية بين أحضان والدتها وعلى ذات الفراش، في الوقت الذي لا يتوفر لها كرسي متحرك يساعدها على قضاء بعض حاجاتها وخصوصا حال الذهاب إلى الطبيب.
تقول أم شيماء، إن ابنتها تحصل على مساعدة من صندوق التنمية الاجتماعية، تبلغ حوالي 40 دينارا، إلا أن ذلك المبلغ لا يكفي لشراء بعض المواد والفوط، إلى جانب أجرة وسائل النقل في حال الخروج بها لمراجعة طبيب لعدم توفر كرسي متحرك يساعدها على الحركة والتنقل.