دعوة لعدم زراعة المحاصيل الحساسة للصقيع
في الوقت الذي هدد فيه الاتحاد العام لمزارعي وادي الأردن بحشد التأييد لـ"التوقيع على وثيقة شرف بعدم زراعة أي محصول العام المقبل"، دعت وزارة الزراعة مزارعي الأغوار إلى تجنب زراعة المحاصيل الحساسة للصقيع (المكشوفة) مثل البطاطا والكوسا والفاصوليا والباذنجان قبل انتهاء مربعانية الشتاء المقبل لتلافي إصابتها بأضرار الصقيع.
وأكدت الوزارة، في بيان صحفي أمس، "عدم وجود تراجع في المساحات المزروعة في مناطق وادي الأردن والأغوار الجنوبية، بل على العكس، هناك زيادة سواء من حيث الزراعات المكشوفة أو البيوت البلاستيكية في مختلف أصناف الخضار"، داعية إلى التركيز على زراعة المحاصيل التي تتحمل درجات حرارة متدنية مثل الخس والزهرة والملفوف والجزر والفول تجنبا للخسارة.
في غضون ذلك، أكد رئيس الاتحاد العام لمزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أن المزارعين "ليس لديهم القدرة العام الحالي على شراء محاصيل جديدة بسبب تراكم الديون، وذلك "بعدما أشبعت الحكومات المتعاقبة المزارعين تطمينات ووعودا دون تنفيذ".
وطالب الحكومة بإعفاء هؤلاء المزارعين من القروض وتفعيل الإرشاد الزراعي، بهدف تثبيته في الأرض والمحافظة على الأمن الغذائي والاجتماعي.
كما طالب بتوفير مياه الري من خلال محطات تحلية وتوفير قروض ميسرة من خلال مؤسسة الإقراض الزراعي وصندوق تنمية المحافظات، والسماح بترخيص الآبار للمحافظة على ديمومة القطاع، وفتح السوق الروسية أمام المنتج الزراعي الأردني.
وقال خدام، في تصريح له إن المزارع يعاني من جملة مشكلات مزمنة ومستعصية منها "مشكلة التسويق الزراعي وتصريف فائض الإنتاج خاصة فائض محصول البندورة"، مبينا أن "الحكومات لم تفلح في حل هذه المشكلات التي ألحقت الضرر بالمزارعين وأوقعتهم في حبائل الديون والخسائر التي تهدد مستقبل العمل الزراعي برمته، الأمر الذي أدى إلى تراجع المساحات المزروعة".
من جهتها، أوضحت الوزارة ان "الحكومة تبذل جهودا لفتح أسواق تصديرية جديدة لخدمة المزارعين"، قائلة إن المنتج الزراعي الأردني يصل لأكثر من 44 دولة، بالرغم من وجود بعض الإغلاقات الحدودية بسبب الأحداث في سورية والعراق.
وأضاف الناطق الإعلامي باسم الوزارة نمر حدادين إن القطاع الزراعي خطا خطوات واسعة للتغلب على التحديات التي تواجهه أو تعيق تقدمه، في وقت أدخلت الوزارة مفاهيم زراعية حديثة.
وفي الوقت نفسه، دعا حدادين المزارعين، مع البدء بإعداد الأرض للزراعة العام الحالي، إلى "التنويع وعدم التركيز على زراعة محصول واحد، لأن القطاع الزراعي من أكثر القطاعات تأثرا بالتغيرات المناخية".
وأوضح أن التغيرات المناخية باتت واقعا يجب التعامل معه، مشيراً إلى العواقب السلبية لانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي قبل أعوام في مناطق الأغوار، وخصوصا الشمالية منها، وحدوث الصقيع والانجماد.